أحيت أحزاب يسارية وقومية ومنظمات وجمعيات تونسية، اليوم الأحد، الذكرى التاسعة لاغتيال المناضل اليساري شكري بلعيد، مطالبة القضاء بكشف حقيقة الاغتيالات السياسية وملابسات ما حصل إبان الثورة التونسية.
ورفع المشاركون في المسيرة شعارات مثل "حي حي شكري دائما حي"، فيما تميزت المسيرة بعدم توحد الطيف السياسي، إذ تجمع أنصار كل حزب في مجموعة وحدهم، وكذا الأمر بالنسبة لاتحاد الشغل والمجتمع المدني. ورغم قرار منع التظاهر فقد سمح للمشاركين بالتعبير عن آرائهم وإحياء الذكرى من دون أن تمنعهم القوات الأمنية من التقدم نحو شارع الحبيب بورقيبة.
وقال الأمين العام لـ"حركة الشعب" زهير المغزاوي في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "الهدف من حضور الأحزاب والمنظمات هو طلب المحاسبة، فبعد 9 سنوات من استشهاد المناضل اليساري شكري بلعيد وبعد أشهر قليلة ستحل ذكرى اغتيال السياسي محمد البراهمي"، مؤكدا أن جل القضايا الإرهابية سواء تلك التي طاولت سياسيين أو مواطنين أبرياء لا تزال في المحاكم.
وأشار إلى أن الحزب يحاول الضغط على القضاء للتحرك ومحاسبة القتلة والمجرمين، مضيفًا "دون قضاء حر ومستقل عن كل الجهات لا يمكن للمجتمع أن يتقدم"، فيما أكد أن مطلب المحاسبة هو مطلب كل التونسيين، معربًا عن أمله في أن تكون دعوة الرئيس إلى حل المجلس الأعلى للقضاء بمثابة خطوة في اتجاه كشف الاغتيالات السياسية.
من جهته، قال الأمين العام المساعد في الاتحاد العام التونسي للشغل سمير الشفي في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن حضور الاتحاد اليوم يأتي في إطار تحرك مشترك لكل القوى السياسية والمدنية المؤمنة بضرورة كشف حقيقة الاغتيال، مضيفا أن الهدف أيضا هو كشف حيثيات ما حصل ومحاسبة كل من ضلع في الجريمة النكراء، وما تلتها من جرائم إرهابية مست القوات الأمنية والعسكرية ورموز النضال الوطني والاجتماعي كالشهيد محمد البراهمي.
وأكد الشفي أن التونسيين غير مطمئنين على مسار هذه القضايا رغم مرور 9 سنوات عليها، لأن الحقيقة لم تظهر ولم يكشف عن القتلة، مبينا أن القضاء لم يترك له المجال للعمل بكل استقلالية.
وقالت رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات نائلة الزغلامي، إن الحقيقة يجب أن تظهر اليوم وليس غدًا، إذ لا بد من التأسيس لسياسة عدم الإفلات من العقاب، مؤكدة في تصريح لـ"العربي الجديد"، ضرورة كشف حقيقة الاغتيالات التي وقعت في تونس، مبينة أن "جريمة اغتيال شكري بلعيد هي جريمة دولة بامتياز".
وأضافت الزغلامي أن "الحقيقة تقوم على كشف من خطط ومن موّل وتستر على الأدلة"، مؤكدة أن تونس تعيش ظرفًا استثنائيا منذ 10 أعوام، إلا أنه من "حق ابنتي الشهيد ندى ونيروز وكافة الشعب التونسي معرفة ما حصل".
بدوره، قال عبد المجيد بلعيد شقيق شكري بلعيد في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "الحقيقة موثقة في ملفات اغتيال الشهيد، ولكن للأسف أضعف الملف"، معبرًا عن أمله في محاسبة القضاة الفاسدين الذين تستروا على الحقيقة وإزاحتهم.