أثار اقتحام رئيسة حزب "الدستوري الحر" في تونس وأنصارها، الثلاثاء، مقر "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فرع تونس" بالقوة ومطالبتها بإغلاقه نهائياً وطرد شيوخه، استنكار عديد التونسيين وتنديداً بهذا التصرف الذي لم يحترم الجمعية، التي تنشط بصفة قانونية، ولا العاملين فيها.
وقال النائب عن حركة النهضة ، محمد القوماني، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "ما أقدمت عليه رئيسة حزب الدستوري الحر عبير موسي ومجموعتها، من اقتحام بالقوة لمقر اتحاد العلماء المسلمين فرع تونس، هو خطوة متقدمة في العربدة السياسية لهذه النائبة، والتي تنعم اليوم بثمرات الديمقراطية ومكتسبات الثورة، ولكنها للأسف تعمل في نفس الوقت على الإساءة للثورة وللديمقراطية بتصرفاتها هذه، وبأقوالها داخل البرلمان وفي الفضاءات الإعلامية".
وبين أن موسي اعتدت على القانون وعلى حرمة مقر اجتماعي، لا يمكن اقتحامه عنوة إلا من الجهات المختصة وبإذن قضائي، مبيناً أن الصور والفيديوهات، التي نشرت عن الحادثة، تبين دفاع العاملين بالجمعية عن مقرهم، وهذا من حقهم، مؤكداً أنه سُجّل تقصيرٌ من السلطات التنفيذية والأمنية، والتي كانت تغاضت منذ فترة عن الاعتصام الذي ينفذه أنصار موسي، والذي يضايق جمعية قانونية وهي اتحاد العلماء المسلمين فرع تونس، مشيراً إلى أنه سبق لموسي أن قدمت عدة دعاوى للقضاء ضد الجمعية المعنية وخسرتها، وعاينت عدة جهات نشاط الجمعية ولم تسجل أي خروقات.
ولفت إلى أن هذا الاعتداء غير المسبوق على جمعية قانونية غير مقبول ومدان، مضيفاً أن السكوت على هذا العمل يعتبر تواطؤاً، وما أتته موسي ومعتصموها أمام الجمعية لا يمكن السكوت عليه، والأصوات الرافضة والمنددة لمثل هذه السلوكيات قد تضع حداً لأي اعتداء على جمعيات ناشطة، وخاصة ما يمارس من عنف لفظي ومادي، مبيناً أن ما حصل يرتقي للجريمة، وما تدعيه النائبة حول علاقة النهضة بالجمعية، والافتراءات الأخرى مردود عليها وجلها أكاذيب عارية من الصحة، مؤكداً أن الجمعية نشاطها مضبوط بالقوانين التونسية، وتخضع لرقابة الدولة، والحكم عليها والتهجم من قبل هذا الحزب لا يجب السكوت عنه وإلا سيتم التشريع لاعتداءات أكبر.
من جهته، ندد عضو مجلس الإدارة بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فرع تونس، لطفي العمدوني، باقتحام مقرهم في تونس من جانب رئيسة حزب "الدستوري الحر" عبير موسي وأنصارها، مؤكداً أن الأمر فضيحة بالنسبة للدولة التونسية.
وأضاف لطفي العمدوني، في تصريح للأناضول، أن موسي وأنصارها اقتحموا مقر الاتحاد، رافعين شعارات مستفزة للأعضاء والنشطاء الموجودين بالداخل، كما اتهمتهم بالإرهاب.
وتابع أن "مثل هذا الأسلوب يعتبر تهديداً خطيراً لسلامة الأعضاء الموجودين بالاتحاد"، مبيناً أنهم وجهوا نداءات استغاثة إلى رئاستي الحكومة والجمهورية.