جددت جبهة الخلاص الوطني المعارضة في تونس، اليوم السبت، دعوتها إلى الحوار الوطني وإلى إطلاق سراح المساجين السياسيين، مبيّنة أنّ الإصرار على تنظيم وقفة دورية كل يوم سبت هو "من أجل أن تبقى هذه القضية حية، والتأكيد أيضاً على ضرورة عودة الديمقراطية والمسار الطبيعي للحقوق والحريات".
ورفع المحتجون شعارات عدة كـ"دستور حرية كرامة وطنية"، "الحرية للمعتقلين السياسيين"، "لا حال يدوم بن علي البارح وقيس اليوم"، في إشارة إلى الرئيس المخلوع بعد ثورة 2011 زين العابدين بن علي.
وقال رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "وقفة السبت الدورية هي رمزية، ولكنها تذكير بقضية المعتقلين السياسيين لكي تبقى هذه القضية حية، وهي أيضاً لإعلام الرأي العام أن لا شيء يبرر إيقافهم"، مشيراً إلى أنّ ما عُرف بقضية التآمر على أمن الدولة "هو مجرد أكذوبة".
وشدّد على أنّ "جبهة الخلاص الوطني التي ولدت في هذا الشارع الديمقراطي من خلال الحراك الشعبي متمسكة بالديمقراطية والحوار"، مؤكداً أنّ "الشارع اليوم يعيش حالة من الوهن بسبب قمع الحريات، وعديد من الممارسات التي تعود بنا إلى الوراء".
وأضاف الشابي أنّ "جبهة الخلاص ورغم كل التضييقات تستعد للتعبئة وإلى تنظيم تظاهرات، كما سبق لها أن خاضت العديد منها".
وقال إنّ "أي مبادرة ستذهب في الطريق الصحيح، سواء من قبل اتحاد الشغل أو أي منظمة، مرحب بها"، مشيراً إلى أنّ "الاختلاف فقط هو لمن ستتجه المبادرة، فاتحاد الشغل يرى أنّ رئيس الجمهورية (قيس سعيّد) أولى بأن تتوجه إليه المبادرة في حين أنّ جبهة الخلاص ترى أنّ سعيّد رافض للحوار وللمبادرة حتى قبل الإعلان عنها، وبالتالي الاتجاه نحو القوى السياسية سيكون أفضل لأن هذا سيقود إلى حراك شعبي قوي".
من جهته، أكد رئيس حزب العمل والإنجاز، عبد اللطيف المكي، أنه "بعد مضي 4 سنوات على حكم قيس سعيّد، فإنه لم يحقق شيئاً، وهو يرى أنه فوق المحاسبة"، مبيّناً، في كلمة له، أنّ القضاء أصبح اليوم تابعاً بالكامل للسلطة".
ولفت إلى أنّ "سعيد وضع معارضيه والسياسيين من عهد بورقيبة إلى بن علي في السجون"، مشيراً إلى أنّ "قيس سعيد وضع يديه على كل شيء" .
وقال القيادي في حركة النهضة وعضو جبهة الخلاص، العجمي الوريمي، في كلمة له، إنّ "الوضع يتأزم ولا بد من قرارات صائبة"، مبيّناً أنّ "الشارع الديمقراطي لا يفصل بين الحريات والعدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية".
ولفت إلى أنّ رسالتهم "هي الإنقاذ ومنع انهيار الدولة، فمهمة الإنقاذ تقودها جبهة الخلاص الوطني وستمضي للأمام ولن تتراجع للوراء وهي أمانة حملها لها الشارع الديمقراطي والمعتقلون".
وبيّن أنهم "يطالبون بالحرية والكرامة للشعب التونسي وحتى للخصوم".
وقالت زوجة المعتقل ونائب رئيس حركة النهضة نور الدين البحيري، المحامية سعيدة العكرمي، في كلمة لها، إنّ "المعتقلين يبلغون تحياتهم للتونسيين، ويؤكدون أن لا تراجع عن الديمقراطية"، مضيفة أنه "مضى أكثر من 100 يوم على سجون عدد من المعتقلين دون محاكمة، وهناك مرضى ومن هم في إضراب جوع، كالصحبي عتيق الذي أصبح عاجزاً عن المشي؛ ولكن لا تتحرك الملفات"، مشيرة إلى أن "بعض العائلات توجهت للمحكمة الإفريقية ليس استقواء بالأجنبي، بل بحثاً عن العدالة ولأن تونس صادقت على ميثاق حقوق الإنسان".
ولفتت إلى أنهم يأملون إنصافهم، خاصة أن زوجها تعرّض للتعذيب، ولأن شكاياتهم ضد الدولة تراوح مكانها، مبينة أنّ "القضاة الشرفاء تم إعفاؤهم، وبالتالي كان لا بد من رفع المظلمة على السجناء".
وقال مستشار رئيس حركة النهضة وعضو المكتب السياسي للحركة، بلقاسم حسن، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذه الوقفة الأسبوعية هي للتضامن مع الموقوفين والمعتقلين السياسيين، واحتجاجاً على اعتقالهم وللمطالبة بإطلاق سراحهم، مع التأكيد أنه ليس بهذه الانتهاكات والاعتقالات تعالج مشاكل البلاد"، مضيفاً أنّ "الأزمة خانقة على جميع الأصعدة والحل هو الحوار الوطني الشامل والإنقاذ الوطني".
وشدد على أنّ "الأزمة موجودة وتحل بالطرق الديمقراطية وليس بالانقلاب، أي عن طريق الحوار والإصلاح وليس بسياسة الهروب للأمام"، مذكّراً بأنّ "تجميع السلطات لم يقد إلى أي حل، فهناك مشكلات متعددة من تضخم ومديونية ولا توجد أي تصورات ولا حلول".