عبرت عائلات شهداء وجرحى الثورة التونسية، اليوم الجمعة، عن غضبها بسبب عدم نشر القائمة الرسمية النهائية لشهداء وجرحى الثورة، معلنة عن جملة من الخطوات التصعيدية تعبيراً عن استيائها الشديد من تجاهل الرئاسات الثلاث في تونس لهذا الملف.
ونظمت جمعية "أوفياء" لعائلات شهداء و جرحى الثورة، الجمعة، مؤتمراً صحافياً، بحضور عائلات الشهداء، للإعلان عن التحركات القادمة.
وقالت رئيسة الجمعية وشقيقة الشهيد أنيس الفرحاني، لمياء الفرحاني، إن "العائلات غاضبة وتنتظر اليوم من يسمعها ويرد لها الاعتبار، ولكن لا موقف رسمياً من ملف عائلات الشهداء وجرحى الثورة"، مبينة أن مطلبهم الأساسي هو صدور القائمة.
وأوضحت الفرحاني أن "ما يحصل غير مقبول، وكأن هذا الملف يجب طيه، ولم يعد ملف الساعة، رغم أن تاريخ تونس تغير بالثورة، وبالتالي هذه القضية هي أم القضايا"، مشيرة إلى أنه "ورغم التجاهل الحاصل، فإن صوت العائلات سيكون عالياً وأقوى من الأحزاب، لأنه لا شرعية تعلو فوق من ضحوا بدمائهم، وسيكون هناك تصعيد في الأيام القادمة، وهذا المؤتمر هو آخر تنبيه للدولة التي تلكأت في إصدار القائمة".
وأكدت الفرحاني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنهم سيتوجهون الإثنين المقبل للمفوضية السامية لحقوق الإنسان، مشيرة إلى أنه رغم الاتفاقات المبرمة، ورغم مسار العدالة الانتقالية، فإنه لا يوجد تحرك رسمي في إصدار القائمة، وسيكون الأسبوع المقبل أسبوعاً ساخناً.
وأضافت أن الحكومة صرحت أنها ستصدر القائمة بتاريخ 20 مارس/ آذار الموافق لعيد الاستقلال، و"بالتالي فهذا التنبيه هو الأخير، وهذا الأجل هو آخر موعد للدولة لإصدار القائمة"، مؤكدة أن "ما أجج غضب العائلات أن مجلساً وزارياً عقد أمس، وتقرر إصدار مشروع أمر حكومي يهم شهداء المؤسسة الأمنية، ولكن لم يتم التطرق لشهداء الثورة".
ولاحظت الفرحاني أنهم "ترفعوا عن الآلام والأحزان، ولكن للأسف لا وفاء لدماء الشهداء، ولا لفتة للجرحى، لا من قبل رئيس الجمهورية، قيس سعيد، الذي لم يؤد أي زيارة لاعتصام الجرحى بشارع الحرية، ولا رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي، ولا رئيس الحكومة هشام المشيشي، وبالتالي هناك خذلان كبير".
وقالت فاطمة الورغي، أم الشهيد أحمد الورغي، في تصريح لـ"العربي الجديد": "إننا نتوجه برسالة إلى رئيس الجمهورية، وخاصة إلى رئيس الحكومة الذي استفزنا أمس، وأمهات الشهداء سيصعدن". وبينت أن "البعض يعتقد أن الأمهات غير قادرات على الاحتجاج وغلق الطرقات"، مشيرة إلى أن "الأسر ستلجأ للقوة للحصول على حقوق أبنائها".
وأكدت سيدة معاوي، أم الشهيد حلمي المناعي، أنه "لم يعد هناك مجال للصبر والانتظار، فقد تعبنا وسئمنا، ولكن الدولة لا تحرك ساكناً"، مبينة أن مطلبهم الوحيد هو صدور القائمة الرسمية. وأضافت أنه يكفي متاجرة بملف الشهداء، مشيرة إلى أن "دماء الشهداء هي من أوصلت الكثير من المسؤولين للحصول على مناصبهم".
وبيّن ميمون الخضراوي، أخو الشهيد عبد الباسط، أن "اعتصام شارع الحرية بالعاصمة مضى عليه 73 يوماً، وهناك اعتصام في القصري، ولكن لا أحد يبالي"، مؤكداً أن رسالتهم اليوم هي للرئاسات الثلاث، وخاصة لرئاسة الحكومة، مشدداً على أن صبرهم قد نفد.
وتابع الخضراوي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "جل العائلات تعاني من الأمراض التي أصابتها جراء الحزن والآلام"، مشيراً إلى أنهم "يوجهون آخر تحذير للحكومة لتحمل مسؤوليتها وإصدار القائمة".
وأكدت سيدة السيفي، أم الشهيد سيف الدين السيفي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الوعود كثيرة، والأكاذيب لم تعد تنطلي عليهن"، لافتة إلى أن "تونس حرة بفضل أبنائنا الذين قدموا حياتهم من أجلها".