- الطعن في حكم سجن بن مبارك ستة أشهر بناءً على المرسوم 54، مع تدهور صحته بسبب إضراب عن الطعام، واتهامات لهيئة الدفاع بالاعتداء على حق الدفاع.
- جبهة الخلاص الوطني تدعو المعتقلين المضربين عن الطعام لتعليق إضرابهم وتندد بالإحالة التعسفية لـ40 متهماً على تهم تشمل "التآمر على أمن الدولة"، معتبرة ذلك محاكمة سياسية تجرم العمل السياسي السلمي.
أكد عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين السياسيين في تونس، المحامي سمير ديلو، في تصريح لـ"العربي الجديد" تأجيل جلسة محاكمة عضو جبهة الخلاص الوطني، والناشط السياسي، جوهر بن مبارك، إلى 12 مايو/ أيار القادم، مضيفا أنهم "زاروا جوهر بن مبارك أمس وكان متمسكا بحضور الجلسة التي التأمت اليوم الجمعة، بالدائرة الجناحية بمحكمة الاستئناف بتونس، للدفاع عن نفسه إثر شكاية مرفوعة ضده من قبل هيئة الانتخابات".
وأوضح ديلو أنهم "يجهلون سبب عدم إحضار جوهر بن مبارك رغم إصراره على الحضور"، مؤكدا أن ذلك "ربما خوفا من الفضيحة خاصة وأن منوبهم يخوض إضرابا وحشيا عن الطعام".
ونظرت المحكمة اليوم في الطعن المقدم في الحكم الصّادر سابقا عن الدّائرة الجناحيّة بالمحكمة الابتدائيّة بتونس، وكان قد نص على سجن جوهر بن مبارك لمدة ستة أشهر، في القضيّة المرفوعة على أساس المرسوم 54، وإثر شكاية كان قد قدّمها رئيس الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات، فاروق بوعسكر، بداية العام الماضي، بشأن تصريح إعلامي سابق أدلى به جوهر بن مبارك حول موقفه الرّافض للانتخابات التشريعيّة الأخيرة، بحسب هيئة الدفاع.
وقالت شقيقة مبارك وعضو هيئة الدفاع، المحامية دليلة مصدق في فيديو على صفحتها في موقع فيسبوك، إنهم "لا يعرفون سبب عدم جلب شقيقها لحضور المحاكمة رغم إصراره أمس على الحضور، وكأن هناك أمرا يخشون أن يفضح، في ظل تدهور وضعه الصحي بعد إضرابه عن الطعام"، مبينة أن هذا "دليل على الخوف". ولفتت إلى أن العار "سيلاحق من ظلم جوهر وكل من أودع المعتقلين السجن"، مؤكدة أن جوهر "وطني ومخلص ورفض مدح السلطة كما يفعل البعض".
وقالت هيئة الدفاع في بيان لها، أمس الخميس، إنّ هذه القضيّة شهدت في طورها الابتدائي اعتداء صارخا على حقّ الدّفاع، فبعد مطالبة الهيئة بتأخير الجلسة اعتبارا للظّروف الصحّية التي يمر بها جوهر بن مبارك المضرب عن الطعام، وعدم ممانعة المحكمة، فوجئت الهيئة بصدور حكم جائر بالسّجن ستة أشهر، إثر مفاوضة كان من المفروض أن تكتفي بتحديد موعد لجلسة مقبلة.
في الشأن ذاته، توجهت جبهة الخلاص الوطني، اليوم الجمعة، بنداء عاجل إلى كافة المعتقلين المضربين عن الطعام ترجوهم فيه تعليق إضرابهم. وقالت الجبهة في بيان لها، إن "المعتقلين السياسيّين المحتجزين قسريا يخوضون إضرابا عن الطعام منذ عشرة أيام للاحتجاج على احتجازهم القسري من قبل السلطة السياسية بعدما انقضى الأجل الأقصى للإيقاف التحفظي الذي حدده القانون بأربعة عشر شهرا".
وأضافت: "تدهورت الحالة الصحية للسجينين جوهر بن مبارك الذي نُقل إلى المستشفى على عجل، وعصام الشابي الذي فقد الكثير من وزنه وأصبحت تعتريه حالة متقدمة من الوهن وتنتابه حالات من الإغماء"، مؤكدة أن "دائرة الاتهام قررت أمس الخميس إحالة 40 متّهما على الدائرة الجنائية لمقاضاتهم من أجل قائمة طويلة من التّهم من بينها الانتماء إلى "وفاق إرهابي" و"التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي". وبهذا القرار التعسّفي غير العادل يسدل الستار على الطور التحقيقي، وتتجه البلاد في الأسابيع القادمة إلى تنظيم محاكمة سياسية كيديّة كبرى يُجرّم فيها العمل السياسي السلمي ويلبس بالإرهاب والتآمر".
وأضافت الجبهة في بيانها: "إزاء هذه التطورات الخطيرة وبالنظر إلى الوضعية الصحية الحرجة للمعتقلين المضربين، وإلى طول المدة التي لا تزال تفصلنا عن المحاكمة وما تقتضيه من تهيؤ لمواجهتها وكشف سُخفها وأباطيلها أمام الرأي العام، فإن جبهة الخلاص الوطني تتوجه بنداء عاجل إلى كافة المعتقلين المضربين عن الطعام ترجوهم فيه تعليق إضرابهم حفاظا على صحتهم واستعدادا للمعارك السياسية التي لا تزال تنتظرهم من أجل إزهاق الباطل وإعلاء راية الحرية في البلاد".