أقدمت جامعة "بريستول" البريطانية على فصل أستاذ لعلم الاجتماع إثر اتهامه بتصريحات "معادية للسامية" عقب إجرائها تحريات على مستوى عال، وبعد زعم طلاب من أصول يهودية أنهم لا يحسون "بالأمان وغير محميين" داخل الحرم الجامعي. وردّ الأستاذ الجامعي على هذا الإجراء بالتأكيد على أنّ الجامعة أحرجت نفسها، وأنّها اتخذت هذا القرار بضغط إسرائيلي، مشيرًا إلى أنّها لم تعد مكانًا آمنًا للمسلمين والعرب والفلسطينيين.
وقالت صحيفة "ذا غارديان" في تقرير لها إن الجامعة أجرت تحقيقاً بشأن تصرفات الأستاذ الجامعي ديفيد ميلر في مارس/ آذار المنصرم، مشيرة إلى أن القضية أدت لانقسام داخل الحرم الجامعي، بعد اتهامه بـ"تجييش المعادين للسامية" خلال محاضراته وعلى الإنترنت. إذ أبدى موظفون وطلبة قلقهم من أن العقوبات قد تؤدي إلى التضييق على الأبحاث التي تهم المواضيع الحساسة.
وبررت جامعة "بريستول" في بيان أمس الجمعة قرارها بإنهاء عقد العمل وبشكل فوري بحق ميلر، بحرصها على توفير الرعاية للطلبة وباقي العاملين برحاب الجامعة.
وذكرت الجامعة أنه رغم أن التحقيقات توصلت إلى أن التصريحات التي يزعم أن ميلر قد أدلى بها "لا تمثل خطابا غير قانوني"، فإن جلسة استماع تأديبية خلصت إلى أنه "لم يمتثل لمعايير حسن السلوك التي نتوقعها من موظفينا".
وفي رده على القرار، قال ميلر إن الجامعة "وضعت نفسها في موقف محرج"، وفق ما أوردته "ذا غارديان"، بعد القرار الذي اتخذته بحقه، متهما إياها بالرضوخ لحملة ضغط استهدفته تقف وراءها إسرائيل.
Bristol University sacks professor accused of antisemitic comments https://t.co/eMDouNzUAq
— Guardian news (@guardiannews) October 1, 2021
وأضاف ميلر، المتخصص في أبحاثه حول تعاظم النفوذ الذاتي من خلال لوبيات الضغط والبروباغاندا، بأنه سيطعن في قرار فصله من الجامعة، ملوحاً بأنه سيرفع قضية أمام محكمة الشغل في حال فشل في ذلك. وتابع قائلا "لقد قامت الجامعة بخطوة مخزية يبدو أنها جاءت استجابة لفاعلين خارجيين. لقد قويت شوكة إسرائيل داخل المملكة المتحدة من خلال الجامعة التي تتواطأ معها لحجب أي دراسات حول الإسلاموفوبيا. جامعة بريستول لم تعد مكانا آمنا للطلبة المسلمين، أو العرب، أو الفلسطينيين".
في الأثناء، تقدم رئيس "الرابطة اليهودية ببريستول"، إدوارد إسحاق، بالشكر للجامعة على القرار الذي اتخذته. وكتب في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر": "الحرب ضد معاداة السامية واسعة، لكن آمل أن تقودنا أخبار اليوم في مسار طويل يوضح أنه بالإمكان تحقيق التغيير الإيجابي، وبأنه لا ينبغي أن نقبل بأي شيء أقل من مجتمع خال من كل أشكال الكراهية".
وقالت "ذا غارديان" إن تصريحات سابقة لميلر أثارت جدلا كبيرا في العام 2019 حينما ذكر أن الحركة الصهيونية واحدة من العوامل الخمسة وراء الإسلاموفوبيا، وذلك خلال محاضرة ألقاها حول الموضوع، وقدم رسماً بيانياً يوضح وجود ارتباط بين مؤسسات خيرية يهودية وجماعات ضغط صهيونية.