هليفي يدعم طريقة الدهم ومهاجمة مناطق معينة ثم العودة
يرى قادة آخرون أنه من الأفضل الدفع بعملية برية والسيطرة على الأرض
هليفي يخشى من كلمة "احتلال" و"إنشاء قطاع غزة في لبنان"
يدور جدل بين المستويات الميدانية في قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهيئة الأركان، حول شكل العمليات العسكرية المطلوبة في جنوب لبنان. وأفاد موقع والاه العبري، أمس الأربعاء، بأنّ رئيس الأركان هرتسي هليفي، يدعم طريقة الدهم، التي تهدف إلى الوصول إلى مناطق معيّنة بناءً على معلومات استخباراتية، وقتل المسلحين وتدمير البنية التحتية، ثم العودة إلى الأراضي الإسرائيلية (الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948). في المقابل، يدّعي ضباط في قيادة المنطقة الشمالية، أنه في ظل تعثّر المفاوضات للتوصل إلى تسوية مع لبنان، يستغل حزب الله هذا الأسلوب، وعليه فإنه برأيهم من الأفضل الدفع بعملية برية، والسيطرة على الأرض، في مناطق داخل لبنان، لفترة طويلة.
ونقل الموقع عن أحد المسؤولين المشاركين في "الجدل المهني"، من دون أن يسميه، قوله إنّ ضباطاً آخرين يعتقدون أنّ رئيس الأركان يخشى من كلمة "احتلال"، حتى لا يُتهم بأنه احتل أراضي كما يحدث في قطاع غزة، مما سيجبره على التمركز على الأرض، وفي المرحلة التالية "إنشاء قطاع غزة في لبنان"، في إشارة إلى احتلال أراض لبنانية، كما تم احتلال مناطق في قطاع غزة. ويدّعي الضباط أيضاً أنّ جميع الصواريخ المضادة للدروع التي أصابت قوات جيش الاحتلال في الأسابيع الأخيرة، أُطلقت من مناطق سيطر عليها الجيش ثم انسحب منها.
وقال أحد الضباط للموقع العبري: "الوضع في جنوب لبنان وتصاعد النيران، يتطلبان السيطرة على مناطق محددة ومختارة لمهام المراقبة. السيطرة على المناطق باستخدام الطائرات محدودة للغاية، تدفع حزب الله للعودة إلى المنطقة والعمل منها مجدداً. لا يسمحون لنا بالسيطرة الدائمة". وأضاف أن قائد المنطقة الشمالية، أوري غوردين، يتفق تماماً مع رئيس الأركان، وأنه "إذا تصاعد إطلاق الصواريخ والمُسيّرات باتجاه إسرائيل، فلن يكون هناك مفرّ من الوصول إلى المناطق التي سيطر عليها الجيش الإسرائيلي، على الأقل للمراقبة وتوجيه النيران، بهدف المناورة نحو المناطق التي لم يعمل فيها الجيش الإسرائيلي".
في سياق متصل، زعم جيش الاحتلال، في بيان، اليوم الخميس، مهاجمة أكثر من 140 منصة، وتصفية نحو 200 من عناصر حزب الله في جنوب لبنان خلال الأسبوع الأخير. وزعم أنّ "هذه المنصات شكّلت تهديداً فورياً على الجبهة الداخلية في إسرائيل وعلى القوات العاملة (المشاركة في العدوان) في جنوب لبنان".
ويوم أمس الأربعاء، شدد وزير الأمن الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس، على أنه لن يسمح بتسوية مع لبنان لا تتضمن نزع سلاح حزب الله وانسحابه إلى ما وراء نهر الليطاني، مواصلاً تصريحاته التصعيدية والمتشددة المعروفة عنه. ويتناقض هذا الموقف من كاتس مع ما ادعاه وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، في مؤتمر صحافي، الاثنين الماضي، عندما قال إنه "تم إحراز تقدّم" في مفاوضات وقف إطلاق النار مع لبنان.
وفي كلمة خلال زيارته الأولى لمقرّ القيادة الشمالية بالجيش رفقة رئيس الأركان هرتسي هليفي، وقائد المنطقة اللواء أوري غوردين، قال كاتس: "ضربنا حزب الله بقوة، لذلك علينا الآن أن نواصل ضربه بكل قوتنا لتحقيق ثمار النصر". وأضاف: "لن نقوم بأي وقف لإطلاق النار، ولن نرفع أقدامنا عن الدواسة، ولن نسمح بأي تسوية لا تتضمن تحقيق أهداف الحرب، وهي: نزع سلاح حزب الله، وانسحاب الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني، وخلق الظروف الملائمة لعودة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان".
وتابع كاتس: "علينا قبل كل شيء ضمان حق إسرائيل في العمل بمفردها ضد أي نشاط إرهابي"، على حد زعمه، في إشارة إلى مطالبات من تل أبيب بأن يسمح لها أي اتفاق مع لبنان لوقف الحرب بالعودة إلى هناك، حال تعرّضها إلى أي تهديد منه.