أثار جواز سفر دبلوماسي لنجل وزير الداخلية التونسي، توفيق شرف الدين جدلاً في تونس حيث انتقد ناشطون وسياسيون امتلاك نجل الوزير جواز سفر دبلوماسياً واستعماله للتنقل للسياحة في حين أنّه مخصص للمهام الرسمية واعتبر البعض الآخر أن المسألة عادية.
ونشر نجل الوزير، عبر حسابه على "أنستغرام" صورة لجواز سفره الدبلوماسي خلال رحلة إلى فرنسا أول من أمس السبت.
وإثر هذا الجدل، طلب الرئيس التونسي قيس سعيّد، مساء اليوم الاثنين، من وزارة الخارجية، مدّه بقائمة محينة في كلّ الأشخاص المتمتعين بجوازات سفر دبلوماسية، بحسب بيان لرئاسة الجمهورية.
وفي تعليق على الحادثة، قال النائب عن التيار الديمقراطي عن دائرة إيطاليا، مجدي الكرباعي، إنّ على السلطات التونسية مُمثلة في وزارة الداخلية ورئاسة الجمهورية والخارجية توضيح المسألة"، مؤكداً أنّ "ابن توفيق شرف الدين لا يمكنه الحصول على جواز سفر دبلوماسي".
وقال الكرباعي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ القانون الذي يخول الوزراء والشخصيات التنقل بجواز سفر دبلوماسي لم ينشر وبالتالي لا تُعرف طبيعة هذا القانون وتفاصيله"، مؤكداً أنّ "رئيس الجمهورية قيس سعيّد سبق وأن استغرب من حمل النواب جوازات سفر دبلوماسية وصرح أنهم لا يستحقونها لأنهم لا يمثلون أجهزة دبلوماسية، وبالتالي تم منعها وتعويضها بجوازات سفر للمهمات تنته بانتهاء المهمة".
ولفت إلى أن "هناك تمييزاً في المعاملات لأن منح الجواز الدبلوماسي لابن الوزير ومنعه عن بقية الشخصيات عبثٌ"، مؤكداً أنّه "يمكن منح جواز سفر دبلوماسي لوزير وأبنائه القصّر أو الطلبة، ولكن لا يوجد أي من هذه الحالات تطبق على حالة ابن الوزير ولابد من قانون واضح لمنع أي تجاوزات".
وتابع أنّ "تبرير ابن الوزير زاد الطين بله بالقول أنه لن يسافر في 'شقف' (في هجرة سرية عبر مركب صيد صغير)، وكأن هناك مواطنين درجات، كما أن تبرير نقابة السلك الدبلوماسي غير مقنع"، مضيفاً أن النقابة ليست سلطة.
وأكد المدير التنفيذي لمنظمة "أنا يقظ" مهاب القروي، أن وزارة الخارجية تمنح الجواز الدبلوماسي مجانًا لكل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب ووزير الخارجية المباشر.
وأوضح القروي على صفحته بفيسبوك أنه يُضاف إلى هؤلاء كل من يرى رئيس الجمهورية ضرورة لتسليمه جواز سفر دبلوماسيًا، مبيناً أن جواز السفر الدبلوماسي يتم استعماله في المهمات الرسمية، ويضمن لحامله الحصانة الدبلوماسية طيلة تواجده في الخارج.
وفي المقابل، يرى الوزير الأسبق والمحامي حاتم العشي، أنه قانونياً من حق ابن وزير الداخلية الحصول على جواز سفر دبلوماسي بمقتضى أمر.
وأوضح في تصريح إذاعي، أن الأمر الذي يمنح امتيازات لعائلة أعضاء الحكومة هو من عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، ولم ينشر بالرائد الرسمي، مؤكداً أن الأمر يمّكن زوجة الوزير وأبناءه من الحصول على جواز سفر دبلوماسي طيلة فترة عمله، مضيفاً أنه يمنح للذكور قبل سن 27 سنة وطالما يدرس، وللإناث طالما كانت في عهدة والدهما.