اتهمت أوساط في الجيش الإسرائيلي المستوى السياسي بتوفير بيئة تساعد على مواصلة المستوطنين الإسرائيليين اعتداءاتهم الإرهابية بحق الفلسطينيين.
ونقلت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، الليلة الماضية، عن مصدر عسكري قوله إنه في حال لم يتم التعامل مع اعتداءات المستوطنين كـ"إرهاب"، فإن تلك الاعتداءات ستتواصل.
وحسب القناة، فإن رئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي يعترض على استقدام الجيش لمواجهة المستوطنين، من منطلق أنه لا يريد أن يواجه الجنود "مواطنين إسرائيليين".
من ناحيته، حمّل الجنرال نيتسان ألون، الذي شغل في السابق منصبي نائب رئيس هيئة أركان الجيش وقائد المنطقة الوسطى، المستوى السياسي في تل أبيب جزءا كبيرا من المسؤولية عن تعاظم إرهاب المستوطنين ضد الفلسطينيين.
وفي برنامج بثته قناة "كان" الرسمية مساء أمس، لفت ألون إلى أن المستوى السياسي لا يحرص "على التدخل ضد اعتداءات المستوطنين، وفي حال تدخل، فإن هذا يحدث عند حدوث تطور متطرف"؛ مشيرا إلى أن هذا الواقع يرسل رسالة إلى الجنود بعدم التدخل لمنع المستوطنين من مواصلة استهداف الفلسطينيين.
وأضاف أن جماعات المستوطنين التي تتولى تنفيذ الهجمات ضد الفلسطينيين تحظى بدعم مباشر من العديد من المستويات السياسية، في الحكومة والكنيست، التي تحرص على التقليل من حجم الاعتداءات، وفي بعض الأحيان لا تتردد في إضفاء شرعية عليها عبر عقد مقارنات بينها وبين العمليات التي ينفذها الفلسطينيون.
أما الجنرال رونين ملنيس، الذي عمل في السابق ناطقا باسم الجيش ومساعدا لرئيس هيئة الأركان، فقد اتهم المستويات العسكرية بالتزام الصمت إزاء الاعتداءات غير المبررة التي يمارسها الجنود ضد الفلسطينيين. وفي مقابلة مع قناة "كان"، لفت ملنيس إلى أن أي موقف لم يصدر عن أي مستوى في الجيش، بدءا من قادة الكتائب وحتى وزير الدفاع، حول ظروف مقتل المسن الفلسطيني عمر أسعد (80 عاما) بعد احتجازه من قبل الجيش في محيط رام الله قبل شهر.
وقال المعلق العسكري لقناة "كان" روعي شارون إنه لا يوجد لدى الدولة والجيش القدرة على مواجهة عنف المستوطنين اليهود؛ مشيرا إلى أنه منذ نهاية العام 2020 تعاظمت العمليات الإرهابية التي ينفذها المستوطنون اليهود ضد الفلسطينيين، والتي شملت عمليات تنكيل جماعي بهم في جميع مناطق الضفة الغربية والقدس. وأشار إلى أن المستوى السياسي والجيش والمحاكم والنيابة العامة والشرطة لا تبدي جدية في مواجهة المستوطنين.
ولفت إلى أنه في الوقت الذي تبدي مؤسسات إسرائيل هذا التراخي في مواجهة المستوطنين، فإنها في المقابل توظف كل إمكانيات الجيش وجهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" وشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" في مواجهة الفلسطينيين الذين يلقون الحجارة بالشوارع.
وفي السياق، ذكرت قناة "كان" أن وزارة الخارجية الأميركية طالبت، أمس الجمعة، إسرائيل بتقديم إيضاحات حول الأسباب التي حالت دون تسليم جيش الاحتلال نتائج التحقيق الذي أجراه حول ظروف مقتل المسن عمر أسعد، الذي يحمل كذلك الجنسية الأميركية، والذي احتجزه جنود للاحتلال على حاجز في محيط رام الله قبل شهر، واقتادوه إلى مكان مهجور حيث قيدوا يديه وغطوا فمه وتركوه في البرد القارس، حتى وجد في الفجر وقد فارق الحياة.