عدّد نائب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق، يئير غولان، الإنجازات التي قال إن حركة "حماس" حققتها في العدوان الأخير على قطاع غزة، ساخراً من إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو النصر في أعقاب العدوان.
وفي تحليل نشرته اليوم صحيفة "هآرتس"، كتب جولان، الذي يشغل حالياً عضو لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أن "حماس" حققت أهدافها الرئيسة عند بداية الحرب، والتي شملت إطلاق آلاف الصواريخ، وتعطيل نسق الحياة، وتقويض مستوى الشعور بالأمن الشخصي لدى الإسرائيليين.
وأشار إلى أن مسار الحرب دلل على افتقار إسرائيل إلى استراتيجية هجومية فعالة، حتى في مواجهة التهديد المحدود الذي تمثله حركة "حماس"، ناهيك عن "حزب الله"، مما يثير الشكوك حول قدرة إسرائيل على مواجهة صواريخ إيران التي نشرتها في سورية والعراق واليمن.
واستدرك غولان قائلاً إن أهم الإنجازات الاستراتيجية التي حققتها "حماس" تمثّل في تولّيها قيادة النضال الوطني الفلسطيني، من خلال طرح ذاتها بوصفها "المدافع عن الأقصى"، فضلاً عن أن مسار الحرب أفضى إلى اشتعال مظاهر احتجاج داخل إسرائيل والضفة الغربية.
وشدد غولان على أنه لا يوجد لدى إسرائيل وصفة استراتيجية لتحييد المخاطر التي تمثلها حركة "حماس"، منوهاً إلى أن القضاء على حكم "حماس" يتطلب تنفيذ عملية برية واسعة النطاق، تسفر عن خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي، فضلاً عن أنه لا توجد طريقة تضمن إعادة السلطة الفلسطينية إلى حكم غزة بعد الحرب؛ مما يزيد من فرص صعود قوى أكثر تطرفاً من "حماس"، على حد قوله.
وسخر غولان من إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، النصر في أعقاب العدوان، وحديثه عن توجيه ضربة قوية لـ"حماس" وأنها ستتعلم الدرس، مشدداً على أن "حماس" ستواصل استهداف إسرائيل وستزداد جرأة وستتعاظم قوتها مع الوقت.
ولفت إلى أن صواريخ "حماس" أظهرت على السطح عمق الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة.
وحسب غولان، فإن أسوأ نتائج العدوان تمثل في تهاوي ثقة الجمهور الإسرائيلي في قيادته وفي منظومة الحكم، واتساع الصدع بين فلسطينيي الداخل واليهود.