- باندور حذرت من حملة تجويع ومجاعة في غزة، مشيرة إلى أن نصف سكان غزة يعانون من جوع كارثي، وطلبت من محكمة العدل الدولية فرض إجراءات مؤقتة لوقف المجاعة.
- العلاقات بين جنوب أفريقيا والولايات المتحدة تشهد توترات بسبب مواقف جنوب أفريقيا من الحرب في أوكرانيا وعلاقاتها مع روسيا والصين، مع مراجعة الكونغرس الأمريكي لمشروع قانون لإعادة تقييم العلاقة مع جنوب أفريقيا.
اتّهمت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا إسرائيل، أمس الثلاثاء، بتسجيل سابقة في تحدّيها قرارات أرفع محكمة في الأمم المتحدة، وأشارت مجدداً إلى أن غزة تشهد حملة "تجويع".
وتقاضي جنوب أفريقيا إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، حيث تتّهمها بارتكاب إبادة جماعية في الحرب التي انطلقت شرارتها بهجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس في أراضي الدولة العبرية، وأثارت خطوة بريتوريا حفيظة إسرائيل واستدعت تنديد الولايات المتحدة.
وقالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور، أمس الثلاثاء، إن إسرائيل تحدّت قراراً أصدرته محكمة العدل الدولية في كانون الثاني/يناير وأمرتها فيه ببذل كل ما في وسعها لمنع الإبادة الجماعية خلال قتالها حماس في غزة.
وأضافت باندور في ندوة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي خلال زيارة لواشنطن أن "إسرائيل تجاهلت تماماً الإجراءات المؤقتة"، وقالت "نشهد حالياً أمام أعيننا تجويعاً جماعياً ومجاعة"، وحذّرت من تداعيات خطوة قد تشكّل مثالاً يحتذى.
وأوضحت أن سلوك إسرائيل يمكن أن تفسّره دول على أنها قادرة على القيام بما تريد من دون أي محاسبة، مشيرة إلى أن الديمقراطية السائدة في جنوب أفريقيا في مرحلة ما بعد إلغاء نظام الفصل العنصري ومن خلال اللجوء إلى مؤسسات دولية هي "ممارسة ما يعظنا به (الغرب) كل يوم".
وأضافت الوزيرة "لم تُحترم محكمة العدل الدولية. وآمل حين تبدي (دولة) أفريقية ما عدم احترام (لها) بألا نتوجّه إلى زعيمها في يوم من الأيام للقول: اسمع لقد تخطّيت الحدود، لأنك أفريقي نتوقع أن تطيع".
وطلبت جنوب أفريقيا، مطلع آذار/مارس، من محكمة العدل الدولية فرض "إجراءات مؤقتة" لوضع حد لـ"مجاعة واسعة النطاق" تحدث نتيجة هجوم إسرائيل العسكري في غزة، وحضّت المحكمة، ومقرّها في لاهاي، في التماس جديد، على إصدار أوامر لإسرائيل بوقف "التجويع الواسع النطاق" على خلفية هجومها في غزة.
وخلص تقييم للأمن الغذائي تدعمه الأمم المتحدة إلى أن غزة تواجه مجاعة وشيكة، إذ يعاني نحو 1.1 مليون شخص، أي نصف السكان تقريباً، جوعاً "كارثياً".
جنوب أفريقيا بوجه الضغوط
وندّدت إسرائيل بالالتماس الذي قدّمته جنوب أفريقيا واصفة إياه بأنه "شائن" و"بغيض أخلاقياً"، مشيرة إلى مبادرات تتّخذها بما في ذلك تعليق الأعمال القتالية لدواع إنسانية، ووصفت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بأنها "بلا جدوى".
وفي العام الماضي وجه السفير الأميركي لدى جنوب أفريقيا اتهامات لها بانتهاك حيادها المعلن في الحرب الدائرة في أوكرانيا بعد السماح لسفينة روسية بالرسو لتحميل إمدادات عسكرية، في موقف عادت وتراجعت عنه واشنطن في وقت لاحق.
وقالت باندور إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيزور جنوب أفريقيا في الأشهر المقبلة، مضيفة "لطالما أردنا أن نكون في وضعية تمكّننا من أداء دور تيسيري" بين أوكرانيا وروسيا.
وتغيّب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قمة مجموعة بريكس التي عقدت خلال العام الماضي في جوهانسبرغ، وبوتين مستهدف بمذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية ويتوقع نظرياً من جنوب أفريقيا بصفتها عضواً في المحكمة أن تنفذها.
وفي حين أعربت إدارة بايدن عن أملها في إبقاء التعاون قائما مع جنوب أفريقيا على الرغم من الخلافات، يجري الكونغرس مراجعة لمشروع قانون من شأنه إعادة تقييم العلاقة بأكملها.
وقال النائب الجمهوري جون جيمس لدى عرضه نص التشريع خلال الشهر الماضي إن جنوب أفريقيا "تبني روابط مع دول وجهات فاعلة تقوّض الأمن القومي الأميركي وتهدّد أسلوب حياتنا"، في إشارة إلى الصين وروسيا وحماس.
ولفتت باندور إلى أن المشرّعين الأميركيين لم يتشاوروا مع جنوب أفريقيا وإن الديمقراطيات يجب أن تسمح بالاختلافات في الرأي، وقالت إن "السعي لمعاقبة جنوب أفريقيا بسبب وجود خلاف حول مجالات سياسية معينة هو الرد الأسوأ".
(فرانس برس)