استمع إلى الملخص
- زونيغا أعلن قبل الهجوم أن هدفه كان "إعادة هيكلة الديمقراطية" لتحقيق ديمقراطية حقيقية، مدعياً دعم الجمهور لتحركاته ضد "أسياد" البلاد.
- الاستجابة الدولية كانت سريعة وحازمة، مع دعوات لاحترام الديمقراطية وحكم القانون من إسبانيا، الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، وروسيا، مع تحذيرات من التدخل الخارجي.
اعتقلت السلطات في بوليفيا الجنرال خوان خوسيه زونيغا، بعد ظهر الأربعاء، بعد ساعات من اقتحام قواته القصر الرئاسي وسط محاولة انقلاب عسكري، حيث حاولت وحدة من القوات المسلحة في بوليفيا السيطرة على الساحة المركزية بالعاصمة أمس الأربعاء، واقتحمت عربة مدرعة مدخل القصر الرئاسي تبعها جنود، ما أثار مخاوف من وقوع انقلاب عسكري. وندد الرئيس البوليفي لويس آرسي "بالتعبئة غير القانونية" لبعض وحدات الجيش في لاباز، فيما اتهم الزعيم السابق إيفو موراليس، جنرالاً كبيراً بالتخطيط لانقلاب.
وأظهرت مشاهد بثّها التلفزيون الرسمي عناصر من الشرطة وهم يلقون القبض على الجنرال زونيغا بينما كان يتحدث إلى صحافيين أمام ثكنة عسكرية في العاصمة ويجبرونه على ركوب سيارة للشرطة، في حين كان وزير الداخلية جوني أغيليرا يخاطبه قائلاً "أنت رهن التوقيف أيها الجنرال". واقتيد الجنرال المُقال إلى مركز الشرطة التابع للقوة الخاصة بمكافحة الجريمة. ولم تحدّد النيابة العامة التهم الموجّهة إليه. وأتى توقيف الجنرال بعيد انسحابه ورجاله من ميدان موريلو في لاباز بعدما سيطروا عليه خلال النهار ووضعوا عربات مدرّعة أمام القصر الرئاسي.
وقال شاهد من وكالة "رويترز" إن مركبات مدرعة وعسكريين بوليفيين بدأوا الانسحاب من محيط القصر الرئاسي، بعدما عين الرئيس لويس آرسي قادة عسكريين آخرين، وسط ما وصفه قادة بالمنطقة بأنه محاولة انقلاب. وأمرت القيادة العسكرية الجديدة بعودة القوات بقيادة الجنرال خوان خوسيه زونيغا أدراجها، في حين دانت المحكمة العليا ما اعتبرته هجوماً على الاستقرار الديمقراطي في البلاد.
قائد جيش بوليفيا: نحاول "إعادة هيكلة الديمقراطية"
وأعلن قائد الجيش البوليفي الجنرال خوان خوسيه زونيغا، الذي اتّهمه الرئيس لويس آرسي بتنفيذ محاولة انقلابية، أنّ الهدف من تحرّكه هو "إعادة هيكلة الديمقراطية" في البلاد. وقال الجنرال زونيغا وقد أحاط به عسكريون وثماني دبّابات إنّ "القوات المسلّحة تحاول إعادة هيكلة الديمقراطية، لجعلها ديمقراطية حقيقية. ليس ديمقراطية بعض الأسياد الذين يديرون البلاد منذ 30 أو 40 عاماً".
وأدلى زونيغا بهذه التصريحات للصحافيين في الساحة قبل الهجوم على القصر الوطني، وقال وهو يرتدي الزي العسكري الكامل ويحيط به جنود: "أوقفوا التدمير، توقفوا عن إفقار بلدنا، توقفوا عن إذلال جيشنا"، مشدداً على أن الإجراء المُتَّخَذ يحظى بدعم الجمهور.
في المقابل، قال موراليس، الذي انفصل علناً عن آرسي، رغم أنهما ينتميان إلى الحركة الاشتراكية نفسها، إن أنصاره سيحتشدون دعماً للديمقراطية. واتهم زونيغا بالسعي للقيام بانقلاب، وأعلن توقفاً عاماً عن العمل، بما في ذلك الدعوة إلى إغلاق الطرق. وأضاف موراليس: "لن نسمح للقوات المسلحة بانتهاك الديمقراطية وترهيب الناس".
إسبانيا تدعو إلى "احترام" الديمقراطية في بوليفيا
من جهته، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى "احترام" الديمقراطية وحكم القانون في بوليفيا، بعدما حاول جنود اقتحام القصر الرئاسي في العاصمة لاباز. وكتب سانشيز على منصّة إكس: "تدين إسبانيا بشدة التحركات العسكرية في بوليفيا. نرسل دعمنا وتضامننا إلى الحكومة البوليفية وشعبها وندعو إلى احترام الديمقراطية وحكم القانون".
واشنطن تدعو إلى "الهدوء وضبط النفس"
ودعت الولايات المتحدة، مساء الأربعاء، إلى "الهدوء وضبط النفس" في بوليفيا، وقال متحدث باسم البيت الأبيض، في تصريحات صحافية، إن الولايات المتحدة "تراقب عن كثب الوضع في بوليفيا"، وأوضح أن واشنطن تدعو أيضاً إلى "الهدوء وضبط النفس".
الاتحاد الأوروبي يدين محاولة تعطيل النظام الدستوري
ودان الاتحاد الأوروبي محاولة تعطيل النظام الدستوري في بوليفيا والإطاحة بالحكومة المنتخبة ديمقراطياً. جاء ذلك في منشور على منصة "إكس"، الأربعاء، لجوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، حول التعبئة غير المنتظمة لبعض الوحدات العسكرية في بوليفيا. وقال بوريل إن "الاتحاد الأوروبي يدين أي محاولة لتعطيل النظام الدستوري في بوليفيا والإطاحة بالحكومة المنتخبة ديمقراطياً".
روسيا تدين محاولة الإنقلاب
من جانبها، دانت وزارة الخارجية الروسية الخميس "بشدّة" محاولة الانقلاب ووصفت الوضع بـ"غير المقبول"، معربة عن "دعمها الكامل والثابت" للرئيس لويس آرسي. وقالت وزارة الخارجية في بيان "ندين بشدّة محاولة الانقلاب العسكري"، مضيفة "نحذّر من محاولات التدخّل الخارجي المدمّر في شؤون بوليفيا الداخلية"، من دون أن تحدّد الدول التي تعنيها.
(رويترز، الأناضول، فرانس برس، أسوشييتد برس)