تستضيف جنيف، اليوم الإثنين، مؤتمراً برعاية السعودية لمحاولة تنسيق وصول المساعدات الإنسانية التي يحتاجها سكان السودان، حيث تتواصل الحرب منذ أكثر من شهرين.
وأعلنت السعودية، التي تترأس المؤتمر بالشراكة مع دول وأطراف أخرى، أنّ المؤتمر هدفه "إعلان التعهّدات لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان والمنطقة"، ويشارك في المؤتمر كلّ من قطر ومصر وألمانيا ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (أوتشا) والاتحاد الأوروبي ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، وفق الرياض، بحسب فرانس برس.
من جهتها، أكدت المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف، هند المفتاح، أن جميع التحضيرات لانعقاد المؤتمر تسير بشكل جيد، وأشارت إلى عقد اجتماعين تنسيقيين لمناقشة مستوى المشاركة وشكل الحدث والقضايا الأخرى ذات الصلة في المؤتمر، بحسب قنا.
وأضافت أن "جدول أعمال المؤتمر ينقسم إلى ثلاث جلسات وهي: الجلسة الافتتاحية، وتتضمن تقديم بيانات موجزة من الدول الراعية للمؤتمر، تليها بيانات وإعلانات عن تعهدات مالية لدعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة من قبل حكومات الدول".
وقالت المفتاح إن رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، سيشارك في المؤتمر عبر تقنية الاتصال المرئي، وسيقدم بياناً في الجلسة الافتتاحية.
وحول التنسيق العربي (قطر- السعودية - مصر) في استضافة ورعاية هذه الفعالية، قالت المفتاح "إن هذا التنسيق يتواصل على قدم وساق بين كل من دولة قطر والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية الشقيقتين، لضمان نجاح أعمال المؤتمر".
هدنة جديدة
وكانت هدنة جديدة أبرمها الجيش السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو، دخلت حيّز التنفيذ أمس الأحد.
والتزم الطرفان وقف إطلاق النار للسماح بمرور المساعدات الإنسانية في الدولة الواقعة بشرق أفريقيا، وهي إحدى أفقر دول العالم، ورغم ذلك لا تزال الأدوية والمواد الغذائية شحيحة.
وأبدى سكان في العاصمة رغبتهم في أن تكون اتفاقات وقف النار أطول، وقالت هناء حسين، التي تقطن وسط الخرطوم، "مشكلتنا أنّ الأيام التي تلي الهدنة تكون قاسية جداً كأنما المقاتلون يريدون تعويض أيام الهدنة".
من جهته، قال سامي عمر، الذي يقطن في أم درمان بشمال العاصمة، "نريد وقفاً شاملاً لإطلاق النار"، وأضاف "الهدنة لا تكفى لكي نواصل حياتنا. قد يتوقفون عن القتال، لكنّ قوات الدعم السريع لن تغادر المنازل (التي سيطر عناصرها عليها)، كما أن المرور عبر نقاط التفتيش صعب أيام القتال".
أكثر من ألفَي قتيل
وتابع "منذ بدء الصراع لا يزال هناك حوالي 100 طلب تأشيرة معلّقة قُدّمت من أكثر من 30 منظمة"، موضحاً "لدينا فريق مكوّن من 20 شخصاً في وضع الاستعداد لأكثر من شهر.. كان بإمكاننا مساعدة 200 ألف نازح حتى الآن".
majority of #humanitarian ngo have *not* been issued new #sudan visas in the two months since the #conflict began
— William Carter (@WillCarter_NRC) June 18, 2023
about 100 visa applications are still pending from over 30 orgs
we've had a team of 20 on standby for over a month - we could've helped 200k #displaced people by now.…
وتسبّب النزاع، منذ اندلاعه في 15 إبريل/نيسان، بمقتل أكثر من ألفي شخص، وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد)، إلا أنّ الأعداد الفعليّة قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظّمات دوليّة.
كذلك، تسبّبت المعارك بنزوح أكثر من 2,2 مليون شخص، ولجأ أكثر من 528 ألفاً منهم إلى دول الجوار، وفق المنظّمة الدوليّة للهجرة.
ووفق تقديرات الأمم المتّحدة، يحتاج 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان وعددهم نحو 45 مليوناً، للمساعدة في بلد كان يُعدّ من أكثر دول العالم فقراً حتى قبل اندلاع النزاع. وأشارت الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر الى أن خطة الاستجابة الإنسانية التي أعدّتها جمعت 16 بالمئة فقط من التمويل المطلوب.
وأكدت الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وهيئة التنمية غير الحكومية بشرق أفريقيا (إيغاد) في بيان، اليوم الإثنين، على "الحاجة الماسّة إلى هدنة إنسانية دائمة للسماح بوصول المساعدات إلى ملايين السودانيين المحتاجين".
وأشارت الآلية إلى "استمرار تدهور الوضع الإنساني في جميع أنحاء البلاد .. مع دخول الصراع في السودان شهره الثالث".
وسبق أن أُعلنت هدن عدّة منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم، معظمها برعاية سعوديّة وأميركيّة، لكن لم يتمّ الالتزام بها كلّياً على الأرض، وبالتالي تصل المساعدات الإنسانية بصعوبة وبكميات قليلة.
"كارثة إنسانية" في دارفور
وكان موقع الرئاسة التشادية أفاد في بيان، أمس الأحد، بقيام الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي بتفقد مدينة أدري الحدودية مع السودان في شرق البلاد من أجل "ضمان الإغلاق الفعلي للحدود".
وأشارت منظمة "أطباء بلا حدود" في فرنسا عبر حسابها على موقع تويتر إلى أنّ الأسبوع الماضي شهد فرار "نحو 6000 شخص من الجنينة للاحتماء في تشاد بالقرب من أدري".
وأوضحت في بيان، السبت الماضي، أنّ "ما لا يقلّ عن 622 جريحاً" أدخلوا مستشفى مدينة أدري التشاديّة الحدوديّة مع السودان "على مدى الأيّام الثلاثة الماضية".
وقال منسّق المنظّمة في أدري سيبو درايا "الوضع صراحة يفوق طاقتنا لكنّ الجميع يقوم بأقصى ما يمكن للتأقلم".
وقال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، الأسبوع الماضي، إن إقليم "دارفور يتجه سريعاً نحو كارثة إنسانية"، مضيفاً "لا يمكن للعالم أن يسمح بحصول ذلك"، كما حذّر رئيس البعثة الأممية في السودان فولكر بيرتس من أنّ العنف في دارفور، خصوصاً في الجنينة، قد يرقى إلى "جرائم ضدّ الإنسانيّة".