أوضح جيش الاحتلال الإسرائيلي أن التهديدات التي أطلقها كبار قادته خلال اليومين الماضيين ضد إيران و"حزب الله"، لا تعني أنه بصدد شنّ حرب قريبة ضد لبنان أو هجوم على طهران.
وذكرت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم الخميس، أن القلق الذي أصاب الرأي العام الداخلي والدول الأوروبية في أعقاب تهديدات العسكريين الإسرائيليين لإيران و"حزب الله"، دفع ديوان الناطق بلسان جيش الاحتلال للمبادرة والاتصال هاتفياً بوسائل الإعلام للتأكيد أن هذه التهديدات لا تدلّ على أن حرباً وشيكة ستنفذها إسرائيل في لبنان، أو أنها تعكس توجهاً لتنفيذ هجوم على إيران.
ولفتت الصحيفة إلى أن الاهتمام الكبير الذي أبدته وسائل الإعلام المحلية والدولية والحكومات الغربية بالتهديدات التي أطلقها كلّ من وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، ورئيس هيئة الأركان هرتسلي هليف، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهارون حليفا، على هامش المؤتمر السنوي الذي نظمته جامعة "رايخمان" - هرتسليا، فأجأ القيادات العسكرية الإسرائيلية.
وأشارت إلى أن التهديدات ضد إيران أفضت إلى حدوث مزيد من التراجع في قيمة الشيكل بالنسبة للدولار، لأنها عززت الشعور بأن هناك حرباً يمكن أن تنشب. وأوضحت أن التهديدات الإسرائيلية جاءت بهدف ردع إيران والمعسكر الذي تقوده في المنطقة، وفي أعقاب تحولات "مقلقة" على صعيد تطور البرنامج النووي لطهران.
وأبرزت الصحيفة ذاتها أن التهديدات الإسرائيلية جاءت في أعقاب تطورين "خطيرين"، وهما تحسّن المكانة الإقليمية لإيران، تحديداً بعد تراجع اهتمام الولايات المتحدة بالمنطقة، وعلى خلفية تعاظم التعاون العسكري بين طهران وموسكو.
وذكرت الصحيفة أن "حزب الله" صعّد من استفزازاته لإسرائيل من منطلق افتراضه أن انشغال إسرائيل بقضاياها الداخلية، تحديداً بعد طرح التعديلات القضائية، لن يدفعها للمخاطرة بتوجيه ضربة عسكرية ضد التنظيم رداً على استفزازاته.
واستدركت أن هذه التهديدات، بالمقابل، تساعد الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو على مواجهة الاحتجاجات الداخلية على التعديلات القضائية، وتعمل على إقصاء النقاش حولها عن الجدل الداخلي.
وبحسب الصحيفة، فإن نتنياهو معني، لحسابات داخلية، بصبغ الجدل الداخلي بالصبغة الأمنية، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن الأثر الأمني للحملة العسكرية الأخيرة التي شنها جيش الاحتلال ضد قيادات حركة "الجهاد الإسلامي" محدود للغاية، إلا أنها ساعدت في تحسين شعبية نتنياهو.