جيش الاحتلال يسمح بنهب شاحنات المساعدات وفرض إتاوات عليها في غزة

11 نوفمبر 2024
شاحنة مساعدات تمر من معبر كرم أبو سالم 14 مارس 2024 (ماركوس يام/لوس أنجلوس تايمز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يتغاضى جيش الاحتلال الإسرائيلي عن نهب شاحنات المساعدات الإنسانية في غزة، حيث يفرض مسلحون فلسطينيون إتاوات على الشاحنات، مما يؤدي إلى بقاء المساعدات في المخازن.
- تعكس عمليات النهب الفوضى في القطاع بسبب غياب سلطة مدنية فعالة، وتواجه الشرطة المحلية صعوبة في التحرك ضد الناهبين بسبب هجمات جيش الاحتلال.
- ازدادت السطو على الشاحنات منذ سيطرة الجيش على معبر رفح، حيث يفرض المسلحون "رسوم مرور" بقيمة 15 ألف شيكل، وتدفع بعض المنظمات هذه الرسوم لتجنب الاعتداءات.

أفادت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الاثنين، بأنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي يسمح لمسلحين فلسطينيين بنهب شاحنات مساعدات إنسانية تدخل قطاع غزة وفرض إتاوات عليها.  ونقلت الصحيفة عن مصادر في منظمات الإغاثة الدولية العاملة في غزة، لم تسمها، أنّ المسلحين المرتبطين بعشيرتين معروفتين في منطقة رفح جنوبي القطاع، يعترضون جزءاً كبيراً من الشاحنات التي تدخل عبر معبر كرم أبو سالم بشكل منهجي وبغض طرف متعمّد من قبل قوات جيش الاحتلال. وترفض بعض منظمات الإغاثة دفع الإتاوات بما يبقي، في كثير من الحالات، المساعدات في المخازن التي يسيطر عليها الجيش، علماً أن المساعدات الإنسانية التي تنقلها الشاحنات تشكّل معظم المواد الغذائية والمعدات الأساسية والحيوية في القطاع الذي توقفت فيه التجارة الخاصة تقريباً بالكامل بفعل الحرب.

وبحسب مصادر الصحيفة، فإن نهب شاحنات المساعدات يعكس الفوضى المطلقة السائدة في القطاع نتيجة لغياب سلطة مدنية فعالة. كما تقول المنظمات، وفق "هآرتس"، إنّ "بقايا" قوات الشرطة المحلية حاولت في بعض الحالات التحرّك ضد الناهبين، لكنها تعرّضت للهجوم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يعتبرها جزءاً من حركة حماس. وتوضح المنظمات الدولية أنّ حلّ المشكلة بطريقة تتيح وصول المساعدات إلى السكان يتطلب نشر قوات شرطة فلسطينية أو دولية وهي خطوة يرفضها جيش الاحتلال وكذلك المستوى السياسي الإسرائيلي. وسبق أن طلب المستوى السياسي من جيش الاحتلال تحمّل مسؤولية توزيع المساعدات في القطاع، لكن المؤسسة الأمنية تعارض ذلك بسبب الموارد الكبيرة التي يتطلبها هذا الأمر، فضلاً عن إمكانية تعريض الجنود للخطر.

ولفتت الصحيفة إلى تفاقم مشكلة "العصابات المسلحة" منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح بين غزة ومصر، الذي كان يُستخدم حتى ذلك الحين طريقا رئيسيا لدخول البضائع إلى القطاع. ومنذ توقف نشاط المعبر تدخل معظم البضائع إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، الذي يسيطر المسلحون على المنطقة المجاورة له. وفي الأسابيع الأخيرة ازدادت حالات السطو إلى درجة أن الطريق الذي تسلكه القوافل تم تحديده في الخرائط التي تصدرها الأمم المتحدة كـ "منطقة عالية الخطورة بشكل رئيسي بسبب انهيار النظام المدني".

وتدخل الشاحنات إلى القطاع من معبر كرم أبو سالم وتمرّ عبر منطقة يسيطر عليها جيش الاحتلال في محور صلاح الدين (فيلادلفي)، ثم تتحرك شمالاً باتجاه رفح حيث يهاجمها المسلحون. وقالت مصادر مطلعة على عملية نقل المساعدات، لم تسمّها الصحيفة، إنّ المسلحين يوقفون الشاحنات باستخدام حواجز مؤقتة أو بإطلاق النار على إطاراتها. وبعد ذلك يطلبون من السائقين دفع "رسوم مرور" بقيمة 15 ألف شيكل، والسائق الذي يرفض يخاطر بتعرّضه للاختطاف من قبل العصابات أو بالاستيلاء على الشاحنة وسرقة محتوياتها.

وبحسب مصادر الصحيفة العبرية، فإنّ هجمات المسلحين تتم على مرأى من قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي وعلى مسافة قصيرة منها، كما أنّ عدة منظمات تعرّضت شاحناتها للهجوم، وتوجهت إلى الجيش لكنه رفض التدخل. كما تقول المنظمات إنّ الجيش يمنع الشاحنات من سلك طرق تُعتبر آمنة أكثر.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في منظمة عالمية تعمل في القطاع قوله إنّ المسلحين يضربون السائقين ويأخذون كل المواد الغذائية في حال لم يدفعوا لهم، مضيفاً أنه من أجل تجنّب ذلك فإنّ بعض المنظمات توافق على دفع رسوم ابتزاز وإتاوة، موضحاً أن هذا الدفع يتم عادة من خلال شركة فلسطينية تُستخدم كوسيط. ووفقاً لعدة مصادر تحدّثت للصحيفة، فإن وحدة منسق أعمال حكومة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، المسؤولة عن دخول المساعدات الإنسانية، أوصت المنظمات بالدفع للعصابات عن طريق هذه الشركة.