جيش الاحتلال الإسرائيلي يقرّ بفشل حماية مستوطنة بئيري في 7 أكتوبر

11 يوليو 2024
لافتات لأشخاص قتلوا أو خطفوا في مستوطنة بئيري 24 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **نتائج التحقيق وأسباب الفشل:** أظهر التحقيق فشلاً كبيراً في حماية مستوطنة بئيري وسكانها، حيث كان الجيش مستعداً لتسلل محدود وليس لهجوم واسع النطاق، مما دفع الجنود للدفاع عن أنفسهم بدلاً من حماية السكان.

- **تفاصيل الهجوم وأعداد الضحايا:** بدأ الهجوم في 7 أكتوبر واستمر حتى مساء اليوم التالي، مما أسفر عن مقتل 101 من السكان والزوار، وأسر 30 مدنياً، وقتل 31 من قوات الأمن، بمشاركة مئات المسلحين من حماس والجهاد الإسلامي.

- **إخفاقات الجيش وردود الفعل:** كشف التحقيق عن إخفاقات أخلاقية وعملياتية وقيادية، مع اعتراف رئيس هيئة الأركان بالفشل في حماية السكان، مؤكداً على ضرورة تعلم الدروس وتعزيز الإجراءات المستقبلية.

نشر الجيش نتائج تحقيق حول معارك مستوطنة بئيري في 7 و8 أكتوبر

القوات أجلت الجنود الجرحى وتركت المدنيين ولم تقدّم لهم المساعدة

رئيس أركان جيش الاحتلال: فشلنا في حماية سكان مستوطنة بئيري

نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، نتائج تحقيق أجراه حول المعارك التي دارت في مستوطنة بئيري في منطقة غلاف غزة في 7 و8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مقراً بفشله في حمايتها. وأطلع الجيش صباح اليوم نحو 600 من سكان الكيبوتس الموجودين في فندق في منطقة البحر الميت على نتائج التحقيق، ومساء اليوم نشرها لإطلاع الجمهور عليها.

وكان الفشل الأساسي وفق نتائج التحقيق الذي أجراه الجيش، أنّ قواته استعدت لسيناريوهات تسلل عدد قليل جداً من عناصر المقاومة، بحجم أفراد، وليس تسلل الآلاف إلى عدة مواقع في ذات الوقت. وبسبب الارتباك الحاصل والنقص العددي في قوات الاحتلال الموجودة في الميدان، فضّل الجنود الدفاع عن أنفسهم وليس عن سكان الكيبوتس، الذين حاولوا الدفاع عن أنفسهم بقواهم الذاتية وعلى مدار ساعات طويلة.

وأظهر التحقيق أن الهجوم على بئيري بدأ في الساعة 06:30 من صباح السبت الموافق 7 أكتوبر، واستمر حتى إخلاء الكيبوتس في مساء اليوم التالي. "وقُتل خلال المعارك 101 من سكان الكيبوتس وزواره. وأُسر 30 مدنياً واقتيدوا إلى قطاع غزة وقتل 31 من أفراد قوات الأمن في الكيبوتس".

وفي وقت الهجوم على مستوطنة بئيري، كانت معظم أسلحة فرق الحراسة موجودة في مستودع أسلحة الكيبوتس. وكان لدى أعضاء قوات الحراسة أجهزة اتصالات لاسلكية من نوع موتورولا تحت تصرفهم، لكنها لم تحظ بثقتهم، ولم تُستخدَم. ولهذا السبب، استخدموا جهاز اتصال لاسلكي تابع للجيش الإسرائيلي.

في وقت الهجوم على "بئيري"، كانت معظم أسلحة فرق الحراسة، موجودة في مستودع أسلحة الكيبوتس

وبحسب نتائج التحقيق، في الساعة 06:30 بالتوقيت المحلي وصلت سرية النصيرات التابعة لـحركة حماس إلى الكيبوتس، وفي الساعة 06:42 وصلت دفعة ثانية من قواتها، بلغ عدد أفرادها حوالى 20 إلى 25 مسلحاً. وبعد حوالى ساعة، في الساعة 07:50، وصلت سيارة جيب أخرى تقلّ ما بين خمسة إلى عشرة أفراد آخرين من السرية.

وبعد مرور عدة ساعات، في الساعة 11:00 صباحاً، وصل 30 عنصراً آخر من السرية إلى الكيبوتس. وبعد حوالى ساعة ونصف، وصل 30 آخرون، كذلك وصل إليه "لصوص من قريتين في قطاع غزة".

وبالمجمل، اجتاح الكيبوتس، وفق تحقيق جيش الاحتلال، ما بين 100 إلى 120 من قوات النخبة التابعة لحماس، و50-70 ناشطاً آخر من حماس، وما بين 100 إلى 150 ناشطاً من حركة الجهاد الإسلامي.

كذلك عرض جيش الاحتلال الإسرائيلي الأوقات المختلفة لأسر مدنيين من الكيبوتس. وتظهر نتائج التحقيق أنه أُسر مدنيان اثنان بين الساعة 08:00 والساعة 09:00 صباحاً، وسبعة آخرون في الساعة التالية، ومن ثم أُسر 12 آخرون ما بين الساعة 10:00 و 11:00، بالإضافة إلى 11 آخرين بين الساعة 12:00 و13:00 ظهراً.

وكشف التحقيق عن "إخفاقات أخلاقية وعملياتية وقيادية في أداء الجيش"، وإهمال سكان الكيبوتس لساعات طويلة. وجاء في التحقيق أنّ "كيبوتس بئيري احتُلّ، وفشل الجيش الإسرائيلي في مهمته في حماية سكانه".

ومن بين ما كشف عنه التحقيق، أنّ مئات الجنود من عدة وحدات عسكرية وصلوا بالقرب من مدخل الكيبوتس، ولكن مُنعوا من دخوله. كذلك تبيّن أن القوات أجلت الجنود الجرحى وتركت المدنيين، ولم تقدّم لهم المساعدة. وتبين أيضاً أن قوات في الجيش غادرت الكيبوتس دون إبلاغ القادة، وقاتلت بشكل غير احترافي في منطقة مليئة بالمدنيين.

ابتداءً من الساعة 13:30، بدأت قوات عسكرية أكبر بالوصول إلى الكيبوتس، رغم أن التحقيق ذكر أنّ "القوات تجمعت عند مدخل الكيبوتس ولم تشتبك في قتال فوري".

وبحسب التحقيق، فإن التأخير يعود إلى أنّ القتال في المنطقة في الساعات الأولى اتسم بغياب القيادة والسيطرة، وغياب التنسيق والنظام بين مختلف قوات جيش الاحتلال ووحداته بسبب كثرة مواقع القتال، وصعوبة الحصول على صورة للوضع وما يحدث. كذلك كانت المقاومة في هذه المرحلة لا تزال متفوّقة تكتيكياً على جيش الاحتلال.

تقارير عربية
التحديثات الحية

رئيس أركان جيش الاحتلال: فشلنا في حماية سكان مستوطنة بئيري

وعلّق رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي على نتائج التحقيق، معتبراً أنّ الجيش أخفق في مهمة الدفاع عن سكان مستوطنة بئيري الذين دافعوا عن أنفسهم.

وقال هليفي في المقابل: "لقد قاتلت العديد من قوات الأمن بشجاعة في كيبوتس بئيري وقام أفرادها بأعمال بطولية. وفي الوقت نفسه، ارتُكِبَت أخطاء جسيمة، ومن واجبنا أن نتعلم، ونعزز ونصحح من أجل المستقبل".

وتابع هليفي، قائلاً إنّ التحقيق أظهر أن الأولوية مُنحت لحماية القوات على حساب المدنيين: "في بعض الحالات، نشأت حالة قاتلت فيها القوات للدفاع عن موقع عسكري وإخلاء الجنود الجرحى وعلاجهم قبل القيام بذلك للمدنيين. وتبيّن في التحقيق أن هذه الحالات نتجت من صعوبة تكوين صورة كاملة عن الوضع، ولذلك تحركت القوات التي تعرّضت للهجوم للدفاع عن نفسها".

ومضى قائلاً: "يجب تعزيز ضرورة العمل والسعي من أجل حماية المواطنين، باعتبارها مهمة عليا قبل أي شيء آخر. على الجنود دائماً إعطاء الأولوية لعلاج المدنيين، وإجلائهم وحمايتهم، ولأي احتياجات تنشأ في ساحة المعركة".

وأضاف هليفي: "رغم أن هذا هو التحقيق الأول والوحيد الذي لا يعكس الصورة الكاملة لما حدث في ذلك اليوم، إلا أنه يوضح بشكل لا غبار عليه، حجم الفشل وأبعاد الكارثة التي حلت بسكان الجنوب الذين حموا عائلاتهم بأجسادهم لساعات طويلة، ولم يكن الجيش الإسرائيلي موجوداً لحمايتهم".

المساهمون