حداد في الضفة الغربية على أرواح شهداء جنين... والفصائل الفلسطينية تتوعّد الاحتلال الإسرائيلي
أعلنت معظم المحافظات في الضفة الغربية المحتلة، اليوم الأربعاء، حالة الحداد الشامل وأغلقت المحال التجارية أبوابها استنكاراً لجريمة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين، شمالي الضفة، فيما توعّدت الفصائل الفلسطينية الاحتلال بعد استشهاد 4 شبان حتى الساعة، وإصابة العشرات.
وجرى تعليق الدوام في عدد من الجامعات، مثل جامعة النجاح في نابلس، وجامعة الخليل، وجامعة فلسطين التقنية خضوري في طولكرم، كما تم وقف كافة الفعاليات المتعلقة بمهرجان التسوق في نابلس والجوافة في قلقيلية.
وأكدت لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس أن المجزرة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين "يجب ألا تمر مرور الكرام"، معلنة عن الإضراب الشامل لكافة مناحي الحياة حداداً على أرواح الشهداء. ودعت اللجنة إلى التصعيد على كلّ نقاط التماس والمواجهة في المحافظة.
تغطية صحفية: "اشتباكات مستمرة حتى اللحظة في مخيم جنين". pic.twitter.com/pxgRGc54EO
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) September 28, 2022
"حماس": عمليات الاغتيال لن تمرّ مرور الكرام
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الأربعاء، أن عمليات الاغتيال "الجبانة" للشهداء في جنين "لن تمرّ مرور الكرام، ولن تجلب للعدو أمناً مزعوماً"، مشيرةً إلى أن "شعبنا الذي أعلن الاستنفار لحماية المسجد الأقصى المبارك وصدّ العدوان مستمرٌ في مقاومته بكل الوسائل، وفاءً لدماء الشهداء، وانتصاراً لحقوقنا الوطنية".
ونبّهت في بيان إلى أن "دماء الشهداء هي شعلة الغضب وفتيل الثورة المتصاعدة، حتى دحر الاحتلال عن أرضنا"، مشيرة إلى أن "هذه الجريمة الصهيونية التي تستهدف عائلة الشهيد رعد خازم بطل عملية إطلاق النار في تل أبيب، ما هي إلا محاولة يائسة للانتقام من العائلة والتغطية على فشل منظومة الاحتلال الأمنية أمام تصاعد المقاومة".
النخالة يهدد بالرد على جرائم الاحتلال
وأكد الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة، مساء الأربعاء، أنّ حركته "ستقوم بواجباتها، والرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في جنين والضفة الغربية"، وأنها "لن تقف مكتوفة الأيدي".
وشدد النخالة، في تصريح مقتضب، على أنّ "وحدة الشعب الفلسطيني ستبقى في سلم أولويات حركته".
وللنخالة تصريح مشابه قبل أشهر، إذ قصفت حركته عقبه مستوطنات "غلاف غزة" بعدد من الصواريخ، دون إعلان مسؤوليتها.
وكان الناطق باسم حركة "الجهاد الإسلامي" طارق سلمي قد قال في وقت سابق إنّ "ارتقاء الشهداء الأبطال جاء في ذكرى اقتحام (رئيس الوزراء الأسبق للاحتلال أرئيل) شارون للمسجد الأقصى قبل 22 عاماً، ليؤكد الشعب الفلسطيني أن مسيرة المقاومة ماضية مهما بلغت التضحيات".
وشدد سلمي، في تصريح صحافي، على أن "إرادة المقاومة الفلسطينية لن تقبل الاستسلام، وستواصل تصديها لجرائم الاحتلال، وستواجه العدوان بكل إصرار، وهي متمسكة بسلاحها ونهجها الثابت"، مؤكداً أن "دماء الشهداء الأبرار لن تضيع هدراً، ومقاومة شعبنا المتصاعدة بقوة لن تتهاون أمام تلك الجرائم والاعتداءات الصهيونية التي تستهدف شعبنا وأرضنا ومقدساتنا".
"فتح"-الضفة: للزحف نحو نقاط التماس
من جهتها، أكدت حركة فتح في الأقاليم الشمالية (الضفة الغربية)، أن جريمة الاحتلال اليوم في جنين "تصعيد خطير يفتح أبواب معركة شاملة في ميادين المواجهة".
ودعت الحركة، في بيان صدر عنها اليوم الأربعاء، إلى الزحف نحو نقاط التماس وفاء لشهداء جنين الأبطال، وتوحيد ساحات المواجهة مع الاحتلال الذي يحاول الاستفراد بجنين وعزلها، مشددة على أن "اليوم هو يوم غضب وتصعيد على كافة نقاط الاشتباك، وإضراب شامل في كافة محافظات الوطن".
الرئاسة الفلسطينية: إسرائيل ما زالت تستخف بحياة أبناء شعبنا
أما الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة فأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "ما زال يستخف بحياة أبناء شعبنا الفلسطيني، ويعبث بالأمن والاستقرار عبر مواصلته سياسة التصعيد".
وشدد أبو ردينة، في تصريح صحافي على أن "هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير لن يعطي شرعية أو أمناً واستقراراً لإسرائيل، سواء في الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، أو في جنين، أو غيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة".
الاتحاد الأوروبي: قلقون من تصاعد العنف
من جهته، أعرب مكتب الاتحاد الأوروبي في فلسطين عن قلقه "بشأن تصاعد العنف اليوم في جنين إثر توغل القوات الإسرائيلية"، مشدداً على ضرورة أن "يتوقف العنف فورا".
وأضاف الاتحاد الأوروبي، في بيان صحافي: "يجب ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في استخدام القوة المميتة وذلك لتفادي الخسائر البشرية، وتجنب تصعيد إضافي للتوتر في الضفة الغربية في ظل وضع هش للغاية".