- بشار الأسد يعين محافظين جدد بخلفيات أمنية كاستراتيجية للقمع، رغم استمرار المطالب الشعبية والتحديات للنظام.
- الناشطون يؤكدون على ضرورة حل سوري خالص للأزمة، معبرين عن قلقهم من التحركات العسكرية والسياسية ومشددين على استمرار الحراك الشعبي.
ما زال حراك السويداء مستمراً، متمسكاً بمطالبها. فقد جدد المحتجون في المدينة الواقعة جنوبي سورية اليوم الجمعة المطالبة بإسقاط النظام السوري وتطبيق القرار الأممي 2254، منددين في الوقت ذاته بمحاولات بعض الدول العربية والغربية إعادة تعويم النظام، في حين مزق المحتجون صور رموز النظام في مركز الانطلاق (الكراج الشمالي) في المدينة. ووصل مئات المحتجين إلى ساحة الكرامة من قرى المحافظة وبلداتها ومدنها، ورفعوا لافتات تطالب بتطبيق القرار الأممي وضمان الانتقال السلمي للسلطة في سورية. وفي هذا الإطار، قال الناشط المدني نور رضوان لـ"العربي الجديد": "لم نكن يوماً نراهن على الحكام العرب فكلهم أدوات مثل بشار الأسد، ولا نستغرب مواقفهم لأنه لا يمكن للطغاة أن يدعموا حريات الشعوب خوفاً من انتقال التجربة إلى بلدانهم في حال نجحت". وتعهد رضوان بمواصلة حراك السويداء حتى تحقيق مطالبهم بالتغيير والحرية.
وكان بشار الأسد قد أصدر قبل ذهابه لحضور القمة العربية قبل أيام مراسيم أنهى فيها تكليف محافظين في أربع محافظات بينها السويداء جنوبي سورية، واستبدلهم بأسماء أخرى، ليكون من نصيب السويداء اللواء المتقاعد أكرم محمد الذي تولى الملف الأمني بحلب بين عامي 2011 و2013 مارس خلالها جميع أساليب البطش بحق المدنيين المعارضين للنظام. وسبق ذلك قدوم تعزيزات كبيرة من قوات النظام إلى محافظة السويداء، والتي لم تثن أهالي المحافظة عن مطالبهم. في غضون ذلك، يرى الناشط المدني تركي عزام أن "اختيار محافظ السويداء بخلفية أمنية، يأتي بوصفه جزءاً من التعزيزات العسكرية التي شهدتها المحافظة قبل صدور قرار تعيينه، وقد اختارته السلطة ليكون أداة للقمع والتدجين وليس لإصلاح الفساد كما ادعى في لقائه الأول مع قيادة فرع حزب البعث ولقائه الثاني مع أعضاء مجلس المحافظة".
ويضيف عزام خلال حديثه مع "العربي الجديد" قائلاً "دائماً ما كنا نسمع ذات العبارات من كل محافظ يعين في السويداء، مثل (خدمة المواطن وأمنه، والعمل بروح الجماعة) وغيرها من العبارات التي لا تغير من الحال شيئاً". وتابع "في حراكنا الشعبي، وصلنا إلى حد لا رجعة فيه مهما كانت النتائج خلال الأيام والشهور المقبلة، ولكن لا أعتقد أن النظام سوف يورط أجهزته بنزاع واسع لا تحمد عقباه، إلا إذا كان ينفذ اتفاقاً إقليميّاً ودوليّاً يُشعل منطقة الجنوب السوري، بهدف تغيير المعادلات في المنطقة مقابل مقايضات التقسيم والنزوح والاحتفاظ بالسلطة"، على حد تعبيره.
كما قال الناشط صفوان العيسمي لـ"العربي الجديد"، إن "حراك السويداء ما زال يعول على السوريين في كل مكان لتتغير المعادلة وتنهض سورية من جديد". وأضاف "ننشد في حراكنا اليوم السلام لكل السوريين، انطلاقاً من قناعتنا أن الحل لن يكون إلا سورياً، وأن جميع الدول والتنظيمات المشاركة في الأزمة السورية لن تسعى لإنهائها ولن تكون طرفاً في السلام إلا إذا اجتمع كل السوريين". وتابع "ما نشهده من تحركات عسكرية وسياسية في المنطقة عموماً، يبعث على القلق الدائم في غياب أي موقف سوري موحد أو حليف عربي نتكئ عليه". وختم قائلاً: "أما على المدى القريب، فلا نتوقع من الحشود العسكرية ومن ضمنها المحافظ الجديد أكثر من بعض الاستعراض الذي يُعيد شكلياً الهيبة إلى الحزب الحاكم والمؤسسات الأمنية بعدما حوصرت وفقدت معظم مقراتها في السويداء".