تشهد تركيا حراكاً شعبياً وسياسياً متواصلاً منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، بعد عملية "طوفان الأقصى"، حيث تستمر التظاهرات الشعبية واللقاءات السياسية في مختلف مناطق البلاد.
في ولاية أدرنة، غرب تركيا، نظم طلاب جامعة تركيا تظاهرة احتجاجية ضد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة. رفع الطلاب أعلام تركيا وفلسطين وساروا بمسيرة صامتة بين مباني الجامعة. ألقى طالب الطب البشري إبراهيم تشتين داغ كلمة نيابةً عن المحتجين، حيث أشار إلى أن الهجوم على المستشفى الأهلي المعمداني يعكس استخداماً ممنهجاً للقوة ضد الفلسطينيين على مر 75 عاماً.
في ولاية إلازيغ، نفذت مجموعة من النساء اعتصاماً صامتاً تضامناً مع الفلسطينيين. وشاركت منظمات عدة من المجتمع المدني في هذا الاحتجاج، ونُفذ الاعتصام في ميدان الجمهورية بالمدينة. النساء رفعن الأعلام التركية والفلسطينية، كما رفعن لافتات تندد بإسرائيل. كذلك أصدرت ممثلات المنظمات بياناً أمام مجسم يمثل شهيداً فلسطينياً.
في العاصمة أنقرة، تجمعت مجموعة من الأمهات للتعبير عن احتجاجهن ضد الصمت الدولي بشأن الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين. نظم أعضاء من منبر التضامن مع فلسطين وأمهات الفعالية، احتجاجاً، أمام ممثلية الأمم المتحدة في أنقرة، حيث كتبت الأمهات أسماء أبنائهن على أيديهن، تعبيراً عن تضامنهن مع الأمهات في غزة ودعمهن لهن.
وألقت المحامية إليف يورت أوغلو كلمة، حيث قالت "نذكر الأمم المتحدة أنها تأسست منذ 78 عاماً لحماية السلام، وهذا واحد من أسباب التجمع، إسرائيل ترتكب جرائم الإبادة أمام أعين العالم، تقتل الجميع دون التفريق بين النساء والأطفال والرضع وكبار السن".
وتشهد مختلف المدن التركية بشكل مستمر فعاليات شعبية متعددة، ومن المتوقع أن تشهد إسطنبول مسيرة كبيرة غداً الأربعاء، والتي دعت لها منظمات المجتمع المدني. ومن المقرر أن يجري تنظيم تظاهرة فلسطين الكبرى يوم السبت، برعاية حزب العدالة والتنمية الحاكم، حيث من المتوقع مشاركة القادة السياسيين، بما في ذلك الرئيس رجب طيب أردوغان.
في السياق السياسي، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحليف زعيم حزب الحركة القومية، دولت باهتشلي، في مقر رئاسة الجمهورية في أنقرة. استمر اللقاء لمدة حوالي 45 دقيقة. ووفقاً للتقارير الإعلامية التركية، تمحور اللقاء حول مناقشة التطورات في قطاع غزة. يُذكر أن باهتشلي نشر منشوراً قبل يومين على منصة إكس يمهد لمهلة 24 ساعة لوقف إطلاق النار، وألمح إلى أن تركيا ستتدخل إذا لم يُوقف العنف. ولم تتوافر معلومات حول مضمون اللقاء بعد.
قبل اللقاء، ألقى باهتشلي كلمة أمام كتلة حزبه البرلمانية، حيث أكد على دعمه للأطفال في غزة ورفضه الهجمات على المدنيين. وأشار إلى أن تركيا يجب أن تكون جاهزة للتدخل والنضال من أجل إرساء آلية للسلام والضمان في غزة.
من جانب آخر، أعلنت رئيسة لجنة حقوق الإنسان في البرلمان التركي، دريا يانق، أن اللجنة ستعمل على توثيق وتثبيت انتهاكات حقوق الإنسان في قطاع غزة، وبدأت العمل لزيارة القطاع. وأدانت تصاعد الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت المدنيين والمرافق المدنية.
في الوقت نفسه، أفادت وسائل إعلام تركية بفقدان شاب تركي للاتصال بعد عبوره إلى سوريا على طريقه إلى قطاع غزة. يُدعى الشاب إنغين أرسلان ويبلغ 29 عاماً، وقد عبر الحدود السورية التركية قفزاً فوق الجدار الفاصل في ولاية هاتاي. وقد أعرب عن حزنه الشديد إزاء المجازر التي تجري في غزة، ولكن بعد ذلك انقطعت أخباره، ولم يُتعرّف على مصيره.
ولليوم الثامن عشر، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف قطاع غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها وأسقطت آلاف القتلى والجرحى من المدنيين الفلسطينيين.
وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".