شهدت قرى وبلدات منطقة جبل الزاوية جنوب محافظة إدلب، وعدة مناطق في سهل الغاب غرب محافظة حماة، التي تُسيطر عليها المعارضة السورية ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، حركة نزوح جديدة للمدنيين إلى المناطق الشمالية والغربية من محافظة إدلب القريبة من الحدود "السورية -التركية"، نتيجة تصعيد النظام السوري وروسيا منذ بداية الأسبوع الحالي وحتى الآن على المنطقتين، من خلال تكثيف القصف المدفعي والصاروخي، بالإضافة للغارات الجوية الروسية.
وقال محمد حمادة مدير المكتب الإعلامي في المديرية الثانية، لـ"الدفاع المدني السوري"، إن فرقهم سجلت اليوم الخميس، نزوح العديد من العائلات من قرى جبل الزاوية وسهل الغاب جنوبي إدلب، وغربي حماة، إثر التصعيد الأعنف الذي شهدته القرى اليوم خلال الحملة، بعد ارتكاب قوات النظام مجزرة صباح اليوم الخميس في قرية بليون ضمن منطقة جبل الزاوية، راح ضحيتها 7 مدنيين بينهم امرأة وطفل، وأربعة أشخاص آخرين من خارج القرية، بالإضافة إلى 6 جرحى بعضهم بحالة خطرة، وتم نقلهم للمشافي والنقاط الطبية. مؤكداً أن الحصيلة غير نهائية لوجود حالات حرجة بين المصابين.
وأوضح حمادة، لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام تشن هجماتها بمشاركة من الطيران الروسي، مستهدفةً الأحياء السكنية والأراضي الزراعية، مُشيراً إلى أن ذلك القصف يتزامن مع عودة جزئية للمدنيين لتلك المناطق لجني محاصيلهم التي تعتبر الدخل الأساسي لتأمين معيشتهم.
ولفت المسؤول الإعلامي في "الخوذ البيضاء" إلى أن المخاوف تتعاظم من حملة نزوح شاملة من المنطقة في ظل استمرار التصعيد، نحو مخيمات الشمال المهددة أساساً بكارثة إنسانية مع اقتراب موعد التصويت في مجلس الأمن حول آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، واحتمالية استخدام روسيا حليفة النظام حق النقض (الفيتو) لإيقاف إدخالها من معبر باب الهوى الحدودي الذي يشكل شريان الحياة الوحيد لمناطق شمال غرب سورية.
من جهة أخرى، أكد فريق "منسقو استجابة سوريا" في بيانٍ اليوم الخميس، أن قوات النظام السوري تواصل مع روسيا، خرقها لاتفاق وقف إطلاق النار في منطقة "خفض التصعيد الرابعة" شمال غربي سورية، الموقع في الخامس من شهر مارس/ آذار العام الماضي.
وأضاف بيان الفريق أن قوات النظام استهدفت مع روسيا خلال الـ24 ساعة الماضية أكثر من 26 نقطة، متسببةً بوقوع ضحايا مدنيين، والعديد من الجرحى، إضافة إلى مئات الخروقات من قبل قوات النظام والمليشيات المتحالفة معه، التي وثقها الفريق في المنطقة منذ بدء الاتفاق.
ودان الفريق عمليات التصعيد الأخيرة في إدلب ومحيطها، وطلب من كافة الجهات المعنية بالشأن السوري العمل على إيقافها، وخاصةً في ظل التسارع في تسجيل الإصابات بفيروس كورونا المستجد. كما دان بشدة قيام قوات النظام وروسيا باستهداف المنشآت والبنى التحتية في المنطقة من جديد.
واعتبر "منسقو استجابة سوريا" أن المنطقة غير قادرة على استيعاب موجات النزوح المستمرة، وشدد على المطالبة بمنع تكرار العمليات العسكرية وزيادة الخروقات بشكل يومي من قبل قوات النظام وروسيا على المنطقة.
ولفت إلى أن الآلاف من المدنيين النازحين من مناطق ريف إدلب وحلب، لا يزالون غير قادرين على العودة إلى منازلهم بسبب سيطرة قوات النظام على قراهم وبلداتهم، إضافة إلى استمرار الخروقات لوقف إطلاق النار بشكل يومي، مُشيراً إلى أن ذلك الأمر يمنع أبناء تلك القرى والبلدات من العودة.
ورصد الفريق التخوف الكبير لدى المدنيين العائدين في بعض المناطق من عودة العمليات العسكرية وعدم قدرتهم على تحمل كلفة النزوح من جديد. وطالب المجتمع الدولي بإجراء كل ما يلزم لمنع روسيا وقوات الأسد من ممارسة الأعمال العدائية وارتكاب المجازر في مناطق الشمال السوري.
وحول موجة النزوح، أكد محمد حلاج مسؤول "منسقو استجابة سوريا" لـ "العربي الجديد"، أن فرقهم العاملة على الأرض وثقت حتى اللحظة نزوح 110 عائلات (650 نسمة) من قرى وبلدات جبل الزاوية جنوب إدلب، وسهل الغاب غرب حماة. مضيفاً أن هذه العائلات نزحت بشكل مؤقت إلى قرى وبلدات قريبة من مناطقها. لافتاً إلى أنه في حال زادت وتيرة التصعيد من قبل النظام وروسيا فإنه سيكون هناك نزوح جماعي بشكلٍ أكبر إلى المخيمات الحدودية والقرى والبلدات القريبة من الشريط الحدودي مع تركيا.