اندلع حريق ضخم، فجر اليوم الأحد، في منزل عربي وامتد لعدد من المنازل والمحال المجاورة في شارع الثورة بحي ساروجة الأثري في العاصمة السورية دمشق، وسط شكوك في كونه مدبراً نظراً لتكرر الحرائق في هذه المنطقة التي ينشط وكلاء لإيران في شراء بيوتها ومحلاتها.
وقالت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري إن 21 سيارة إطفاء من الفوج وأربعة صهاريج مياه تابعة لمحافظة دمشق، إضافة إلى ثلاث سيارات للدفاع المدني عملت على إخماد الحريق منذ اندلاعه في منازل عربية وورشات أحذية ومحال بشارع الثورة، خلف المصالح العقارية، مضيفة أنه لم يتم تسجيل إصابات بشرية واقتصرت الأضرار على الماديات.
وما يدلل على ضخامة الحريق، قيام رئيس حكومة النظام، حسين عرنوس، بتفقد المكان في الساعة الخامسة صباحاً، إضافة إلى محافظ دمشق محمد طارق كريشاتي وقائد الشرطة.
وتداولت منصات التواصل الاجتماعي صوراً تظهر مدى اتساع الحريق الذي نشب في منزل دمشقي قديم، قبل أن ينتشر ليشمل العديد من المنازل والمحال التجارية الأخرى في حي العمارة وسوق ساروجة والشيخ مجاهد.
ويطالب الأهالي بوضع سيارة إطفاء قريبة من منطقة دمشق القديمة بصورة دائمة نظراً لقابلية معظم المنازل فيها، المصنوعة من لبن وقش، للاشتعال ما يجعلها معرضة لمثل هذه الحرائق نتيجة أي خطأ.
ويرفض العديد من أهالي المنطقة تصديق الرواية الرسمية حول أسباب اندلاع هذه الحرائق بشكل متكرر في دمشق القديمة ومحيط الجامع الأموي، التي زادت منذ التدخل الإيراني في سورية بعد الحراك الشعبي ضد النظام السوري علم 2011.
وقال الناشط أيمن الدمشقي لـ"العربي الجديد" إن "هذه المنطقة هي محل أطماع ايران، واندلع فيها خلال السنوات الماضية عشرات الحرائق التي التهمت مئات المنازل القديمة والمحلات التجارية".
ولفت إلى أنه "وعلى غرار حريق اليوم في حي ساروجة، فان أغلب الحرائق الماضية كانت تتم في ساعات الفجر حيث لا توجد أعمال ولا حتى كهرباء (بسبب انقطاع الكهرباء شبه الدائم) ومع ذلك يعزى الأمر إلى ماس كهربائي كالعادة".
ورأى الدمشقي أن "هذا الحريق، وما سبقه من حرائق مشابهة، قد يكون من فعل وكلاء ايران ممن ينشطون لشراء المنازل والمحلات التجارية في المنطقة، وفي حال امتنع أصحابها عن البيع يعمدون إلى افتعال حريق ليضطروا إلى بيعها بأبخس الأسعار بعد أن تكون تحولت إلى رماد".
واستذكر الدمشقي الحريق الضخم الذي اندلع أواخر شهر يونيو/حزيران 2018 في مستودع للأدوات الصحية بحي العمارة في دمشق القديمة، وامتد على مساحة 1500 متر مربع في المنطقة متسبباً بحالات اختناق بين المدنيين، وأضرار في المنازل والممتلكات، كما شهد الحي نفسه أيضاً، حريقاً مماثلاً طاول خمسة محالّ تجارية متلاصقة، كما تعرض سوق "العصرونية" أيضاً لحريق ضخم في شهر أبريل/نيسان 2016 أدى الى احتراق 80 محلاً تجارياً وخسائر مادية ضخمة.
حرائق في حراج الغاب
من جهة أخرى، أعلن وزير الزراعة لدى النظام السوري، محمد حسان قطنا، أن آليات وفرق الإطفاء تمكنت حتى الآن من إخماد 90 بالمئة من الحرائق الثلاثة التي نشبت في أعالي الحراج الجبلية بمنطقة الغاب بريف حماة الغربي، أمس السبت.
وأوضح قطنا، في تصريح صحافي، أنه مع الرياح القوية ووعورة تضاريس المنطقة تعذر وصول آليات الإطفاء إلى مواقع النيران وزادت صعوبة السيطرة عليها وتمددت في الحراج الجبلية.
ولفت قطنا إلى أن الحرائق الثلاثة التي نشبت في الحراج، الممتدة ما بين قرى طاحونة الحلاوة ونبع الطيب وأبو كليفون وفقرو، أتت على مساحات واسعة من غابات السنديان المعمرة والبطم وغيرها من أصناف الأشجار التي تتميز بالتنوع البيولوجي في المنطقة، دون أن يكون هناك خسائر في الأشجار المثمرة والحقول العائدة ملكيتها للأهالي.