استمع إلى الملخص
- السياسي الكردي حسن شيخو يشدد على ضرورة انسحاب القوات التركية من عفرين ووجود طرف ثالث مثل واشنطن وموسكو لضمان اتفاق شامل.
- الرئيس التركي أردوغان يلمح إلى إمكانية تحسين العلاقات مع سوريا بشرط اتخاذ الأسد خطوات إيجابية، مع دعم روسي وعراقي للوساطة.
اعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي، أكبر حزب في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية، أن أي تقارب بين تركيا والنظام السوري لن يصب في مصلحة السوريين، ولن يساهم في تحقيق أي حل سياسي لمستقبل سورية. وفي هذا السياق، قال سيهانوك ديبو، الرئيس المشترك لمكتب العلاقات العامة في حزب الاتحاد الديمقراطي، إن "الإدارة الذاتية هي مع كل اتفاق ديمقراطي لصالح شعوب المنطقة واستقرارها"، إلا أن التقارب المزمع بين تركيا والنظام السوري بعكس ذلك وهو تقارب إن حدث "سيكون هشاً وغير متماسك ولن يكتب له الاستمرار".
وعن أسباب عدم إمكانية استمرار هذا التقارب، برر ديبو خلال حديث مع "العربي الجديد"، ذلك قائلاً إنه "لا ينطلق من مصلحة الشعب السوري، ولا يعزز أو يمهد ظروف الحل الديمقراطي السوري". كما اعتبر أن تقارباً مثل هذا لا يخدم إنهاء تنظيم داعش و"التنظيمات المتطرفة، ولا يدعم عودة كريمة للاجئين، ولا يدعم عدم تسييس المساعدات الإنسانية، ولا تشكيل أجواء حوكمة تتناسب مع طبيعة التعدد السوري".
وأكد المسؤول في حزب الاتحاد الديمقراطي أن أي طرف في نيته الحل يجب أن يلتفت إلى مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية، وأن تكون هذه المنطقة "نقطة انطلاق الحل وقاطرة التغيير الديمقراطي"، مؤكداً أن الإدارة جاهزة للحوار البناء المفضي للحل المستدام. وفي بيان صدر عن الإدارة الذاتية الأسبوع الفائت اعتبرت أي مصالحة بين أنقرة ودمشق "مؤامرة كبيرة ضد الشعب السوري ومصلحة السوريين"، وذكرت أن "أي اتفاق مع الدولة التركية يكرّس التقسيم، وهو تآمر على وحدة سوريا وشعبها".
من جهته، قال السياسي الكردي السوري حسن شيخو لـ"العربي الجديد"، إن شروط نجاح أي اتفاق بين تركيا والنظام السوري هو أن يكون شاملاً ويراعي مصالح الشعب السوري، وبموجبه تنسحب القوات التركية من عفرين والمناطق الأخرى، وأن يتضمن الاتفاق على حل سياسي لمنطقة شمال وشرق سورية، وأن يكون هناك حل سوري - سوري شامل يحل المشكلة من جذورها.
وأوضح شيخو ضرورة أن يكون هناك طرف ثالث في هذه الاتفاقية، كأن تكون واشنطن وموسكو طرفاً في هذه الاتفاقية، وأن تكون الأمور واضحة للكل، ويكون هناك حل شامل للوضع السوري، مشدداً على ضرورة الأخذ بالاعتبار المسألة الكردية بالصيغة التي هي عليها اليوم منذ 2012، ودور الأكراد حتى اليوم كقوة في إدارة المنطقة على الأصعدة كافة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد صرح الأحد على متن الطائرة خلال عودته من العاصمة الألمانية برلين، أن بلاده تنتظر اتخاذ رئيس النظام السوري بشار الأسد خطوة لتحسين العلاقات معها، حتى تستجيب "بالشكل المناسب". وأضاف: "وصلنا الآن إلى مرحلة، بحيث إنه بمجرد اتخاذ بشار الأسد خطوة لتحسين العلاقات مع تركيا، سوف نبادر بالاستجابة بشكل مناسب". وأوضح أنه لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقاربة بشأن اللقاء بين أردوغان والأسد، كما أن رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني لديه مقاربة أيضاً. وأردف: "نتحدث هنا عن الوساطة، فما المانع منها مع جارتنا؟". وتابع: "سنوجه دعوتنا إلى (الأسد) وقد تكون في أي لحظة، ونأمل أن نعيد العلاقات التركية - السورية إلى ما كانت عليه في الماضي".