تقدّم حزب جديد مؤيّد لأوروبا على مُنافسيه بهامش ضئيل في الانتخابات التشريعيّة المبكرة في الجبل الأسود، الأحد، وفق ما أظهرت التوقّعات، وهي نتيجة تُظهر أنّ المحادثات ستكون صعبة لبناء غالبيّة مستقرّة بعد سنوات من الأزمة السياسيّة.
وحصل حزب رئيس الجبل الأسود الجديد ياكوف ميلاتوفيتش "أوروبا الآن!" على 26% من الأصوات، وفقًا لأرقام "مركز التحوّل الديمقراطي" (سي دي تي)، وهو منظمة متخصّصة غير حكوميّة.
ورغم ذلك، سيتوجّب على "أوروبا الآن!" أن يبني تحالفًا خلال الأيّام والأسابيع المقبلة إذا كان يريد أن يحكم البلاد، وهي مهمّة لا يبدو أنّها ستكون سهلة.
وقال المؤسّس المشارك ورئيس حزب "أوروبا الآن!" ميلويكو سبايتش (35 عامًا)، الساعي إلى شغل منصب رئيس الوزراء، إنّه "راضٍ" عن النتيجة التي تحقّقت بعد "حملة صعبة".
وأدلى سكّان الجبل الأسود بأصواتهم، الأحد، في انتخابات تشريعيّة مبكرة في محاولة لإنهاء الأزمة السياسيّة التي تشهدها البلاد منذ الهزيمة التاريخية قبل ثلاث سنوات لحزب المخضرم ميلو دوكانوفيتش الذي خسر لاحقًا الانتخابات الرئاسيّة في إبريل/نيسان.
وسقطت حكومتان عبر حجب الثقة منذ الانتخابات التشريعيّة في أغسطس/آب 2020 في هذه الدولة الواقعة في منطقة البلقان والبالغ عدد سكّانها 620 ألف نسمة.
ومنذ هزيمة الحزب الديمقراطي الاشتراكي بزعامة دوكانوفيتش أمام تحالف يضمّ تشكيلات موالية لروسيا ومؤيّدة لصربيا وتنظيمات أخرى، لم ينجح أيّ معسكر في بناء غالبيّة مستقرة.
وتنتقل هذه الجمهوريّة التي انضمّت إلى حلف شمال الأطلسي في عام 2017 وتتفاوض بشأن الانضمام إلى الاتّحاد الأوروبي منذ عام 2010، من أزمة سياسيّة إلى أخرى. وأعاق شلل المؤسّسات خصوصًا تقاربها مع الاتّحاد الأوروبي.
وقال الاقتصادي المتقاعد دراغان بيليتش (72 عامًا)، لوكالة فرانس برس متوجّهًا إلى مركز اقتراع: "أودّ أن أرى تهدئة سياسيّة ووصول القوى الملتزمة بإخلاص بمسيرتنا نحو أوروبّا إلى السلطة".
وفي الانتخابات الرئاسيّة التي جرت في إبريل، هزم ياكوف ميلاتوفيتش، الاقتصادي المؤيّد لأوروبّا، البالغ من العمر 36 عامًا، بفارق كبير، ميلو دوكانوفيتش الذي هيمن على المشهد السياسي في الجبل الأسود ثلاثة عقود.
مشاركة ضعيفة
تعهّد حزب "أوروبّا الآن!"، الذي تأسّس قبل عام تقريبًا، بدفع البلاد قدمًا على المسار الأوروبّي ومعالجة الانقسامات الدينيّة والمجتمعيّة في الجبل الأسود التي يشكّل الصرب ثلث سكّانها.
يأمل الحزب في جذب الناخبين الشباب المتحمّسين لتولّي شخصيّات جديدة المسؤوليّة.
لكن بدا أنّ الناخبين ليسوا متحمّسين جدًّا للانتخابات. ففي الساعة 15.00 (13.00 بتوقيت غرينتش)، بلغت نسبة المشاركة 35 بالمئة، مقارنة بـ50 بالمئة في الوقت نفسه خلال الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسيّة في إبريل، وفقًا لتقديرات مركز التحوّل الديمقراطي.
ويطمح المؤسس المشارك في حزب "أوروبا الآن!" ورئيسه سبايتش إلى تولّي منصب رئيس الوزراء. لكن قبل أيام قليلة من الانتخابات، أثار المرشّح المتّهم بالشعبويّة جدلا مدويًّا أجّجه رئيس الوزراء دريتان أبازوفيتش الذي يدير حكومة تصريف أعمال وحلفاؤه.
وتحدثوا عن الاشتباه بصلاته بالكوري الجنوبي دو كوون، مؤسّس العملة المشفّرة "تيرا"، الذي اعتُقل في مارس/ آذار في الجبل الأسود، والمتّهم بالاحتيال بمليارات الدولارات والذي طلبت واشنطن وسيول تسليمه.
ونفى سبايتش، الخبير الاقتصادي ووزير المال السابق، هذه المزاعم، معتبرًا أنّها "أحدث محاولة تخريب" لحزبه، ووعد الجبل الأسود بـ"قفزة كبيرة إلى الأمام" في المجال الاقتصادي وبمناخ أفضل للأعمال.
وقال "نريد أن نصبح سنغافورة أوروبا، الدولة الأكثر ملاءمة للأعمال في أوروبا. من الواضح أنّ هدفنا الجيوسياسي هو عضوية الاتّحاد الأوروبّي. هذا هو الهدف الذي سنعمل بجهد لتحقيقه".
(فرانس برس)