من المتوقع أن يقوم عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ورئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ اليوم الخميس، بزيارة عضو اللجنة المركزية للحركة الأسير مروان البرغوثي في معتقله بسجن "هداريم"، بعد أن وافقت حكومة الاحتلال على هذه الزيارة.
وكان "العربي الجديد" قد انفرد قبل يومين، بكشف طلب الشيخ إذناً من الاحتلال لزيارة البرغوثي في معتقله الذي يقبع فيه منذ عام 2002 بتهمة قيادة كتائب "شهداء الأقصى" الذراع العسكرية لحركة "فتح".
وبحسب ما وصل إلى "العربي الجديد"، فإنّ الشيخ قدم طلباً للزيارة، يتضمن أن يزور البرغوثي في معتقله في سجن "هداريم" بمعية شخص آخر لم تكشف هويته بعد.
وتأتي زيارة الشيخ لمروان البرغوثي، قبل يومين من عقد اللجنة المركزية لحركة "فتح" بعد غد السبت، اجتماعاً لبحث قائمتها الانتخابية، لذا كان من الضروري لقاء مروان البرغوثي للتباحث معه حول قائمة "فتح" الرسمية.
وحول الهدف من الزيارة، تشير المصادر المقربة من البرغوثي إلى أنّ "حسين الشيخ يعتزم إقناع الأخير بعدم ترشيح نفسه للانتخابات بقائمة منفصلة عن القائمة الرسمية لحركة "فتح"، حفاظاً على وحدة الحركة".
وبحسب المصادر، فإنّ "لقاء البرغوثي لا يتعلق بوجوده في مكان متقدم على قائمة حركة "فتح"، بل إنه يريد أن يكون له حق الفيتو في كل الأسماء التي تتضمها القائمة الرسمية ومواقع هذه الأسماء، وهذه نقطة الخلاف الكبيرة التي من الممكن أن تجعل البرغوثي يذهب بقائمة انتخابية تضم قيادات فتحاوية إلى جانب القائمة الرسمية للحركة".
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد قرّر في اجتماع المجلس الثوري لحركة "فتح"، في 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، منع أعضاء اللجنة المركزية للحركة، وأعضاء المجلس الثوري والسفراء والأمناء العامين للفصائل، من الترشح للانتخابات التشريعية، مع إبقاء الباب موارباً لبعض الاستثناءات.
وهذا القرار يقطع الطريق أمام البرغوثي للترشح، لأنه سيكون خارجاً عن قرار الحركة الرسمي، إذا لم تقرّر الحركة منحه استثناءً يجعله يترشح على قائمتها فقط، نظراً لرمزيته بسبب اعتقاله، وحتى لا تحرق كلّ الجسور معه وتستفيد، في الوقت نفسه، من حلفائه وقاعدته الشعبية.
وكان أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب قد اجتمع، قبل أكثر من أسبوعين، بمحامي البرغوثي إلياس صباغ، وأطلعه على جهوده في التقريب بين حركتي "فتح" و"حماس" لإنهاء الانقسام، وسلسلة اللقاءات التي قام بها سواء في إسطنبول التركية في سبتمبر/ أيلول 2020، حيث جرى اجتماع أمناء الفصائل الفلسطينية، أو في لقائهم عبر "الفيديو كونفرنس" بين رام الله وبيروت، وغيرها من اللقاءات التي مهّدت الطريق لإصدار المرسوم الرئاسي لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني بالتتالي.
وتفيد مصادر من حركة "فتح" بأنّ البرغوثي تلقى، خلال الأسبوعين الماضيين، رسالة عبر محاميه من حركة "فتح" بأنّ أي ترشح له للمجلس التشريعي أو الرئاسة يجب أن يكون من خلالها.
وبحسب ما صرّح به عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" حاتم عبد القادر قبل أيام، لـ"العربي الجديد"، فإنّ البرغوثي ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية في يوليو/ تموز المقبل.
وتفيد المصادر المقرّبة من البرغوثي بأنه ينوي الترشح في قائمة مستقلّة للتشريعي، في حال لم يُمنح صلاحية أن يكون صاحب قرار بمرشحي القائمة الرسمية، وأنه بعد ذلك ينوي الاستقالة من التشريعي ليترشح للانتخابات الرئاسية.
والبرغوثي (63 عاماً) من قرية كوبر شمال غربي رام الله وسط الضفة الغربية، معتقل منذ 2002 في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وحُكم عليه بالسجن لمدة 5 مؤبدات وأربعين عاماً بتهمة قيادة كتائب "شهداء الأقصى"، الذراع العسكرية لحركة "فتح"، خلال انتفاضة الأقصى "الثانية" التي اندلعت عام 2000.