قالت وسائل إعلام مقربة من اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، إنه وجه دعوة لرئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، لحضور العرض العسكري في بنغازي، والمشاركة في حفل الذكرى السابعة لإطلاقه "عملية الكرامة"، السبت المقبل، وسط تساؤلات عن الرسائل التي يسعى حفتر لتوجيهها.
وبحسب الأنباء التي بثتها وسائل إعلام حفتر، فإنّ الدعوة تضمنت أيضاً رئيس مجلس النواب عقيلة صالح. وجاء نص الدعوة في صيغة موحدة "يطيب لنا دعوة رئيس المجلس الرئاسي ورئيس وأعضاء الحكومة ورئيس مجلس النواب، لحضور العرض العسكري المقام بقاعدة بنينا العسكرية يوم 29/ 5 / 2021".
وكانت مصادر ليبية قد كشفت، لــ"العربي الجديد"، في تصريحات خاصة، الإثنين الماضي، عن استعداد قيادة حفتر لإقامة استعراض عسكري في مدينة بنغازي، بمناسبة الذكرى السابعة لإطلاقه "عملية الكرامة".
وقالت حينها إنّ العرض "سيتضمن عرضاً عسكرياً لأسلحة حديثة من بينها دبابات وراجمات صواريخ وطائرات حديثة روسية الصنع"، بالإضافة لجناح خاص على هامش الاستعراض داخل القاعدة، يتضمن عرض عدد من الطائرات المسيرة والأسلحة الحديثة.
وفيما تتوافق معلومات المصادر مع تصريحات أحد مستشاري حفتر الإعلاميين لوكالة "ستبوتنيك" الروسية، حول مضمون الاستعراض، أشارت المصادر إلى تغيّب حفتر عن الإعداد للعرض العسكري، وتكليف نجليه صدام وبلقاسم، بالإشراف على إعداد العرض العسكري، الذي كان مقرراً يوم 16 مايو/ أيار الجاري، قبل تأجيله.
وكشفت مصادر مصرية مقرّبة من اللجنة المعنية بالملف الليبي، لـ"العربي الجديد"، عن أسباب تغيّب حفتر، مشيرة إلى تلقيه العلاج في أحد المستشفيات العسكرية المصرية بعد تعرضه لوعكة صحية، لافتة إلى أنه بدأ في التعافي، وباتت حالته مستقرة حالياً، وقد يغادر المستشفى خلال أيام قليلة.
ولم يصدر حتى الآن أي رد رسمي من جانب الدبيبة والمنفي وصالح حيال دعوة حفتر، إلا أنّ الناشط السياسي منذر أبو شيبة من بنغازي، يرجّح، في حديث لـ"العربي الجديد"، عدم قبول المدعوين الثلاثة للدعوة، مشيراً إلى أنّ سبب الخلافات التي اندلعت بين حفتر وعقيلة صالح "هي محاولة إهانة حفتر لعقيلة، وتجاهل وجوده في ذات المناسبة والمكان قبل ثلاث سنوات، ما دفع الأخير للانسحاب وعدم المشاركة".
ويضيف أبو شيبة: "سيتجاهل الدبيبة الدعوة حرصاً على مشاعر كتائب مصراتة التي ينحدر منها ودرءاً لأي توتر، كما أنّ المنفي لن يسعى للمشاركة، وهو الذي يحمل صفة القائد الأعلى للقوات المسلحة التي خلت دعوة حفتر له من أي إشارة لها".
ورغم المعلومات حول الأسلحة التي يسعى حفتر لاستعراضها تزامناً مع تخريج دفعة جديدة تابعة لقواته، إلا أنّ أبو شيبة، لا يرى، أيّ رسائل عسكرية يتضمنها حفل حفتر، قائلًا: "إنها خطوة على الأرجح لتلافي انهيار مليشياته وحدوث فوضى بينها، خصوصا مع تراجع حالته الصحية".
وخلال الساعات الماضية، تناقل رواد منصات التواصل الاجتماعي فيديو يظهر فيه صدام نجل حفتر، وهو يحمل رتبة عقيد، في حفل لتكريم عدد من مسلحي مليشيات "المداخلة" التابعة لحفتر.
صدام حفتر يكرِّم أحد السلفيين المداخلة في مليشيات والده، حيث إنه من المعروف أن التيار السلفي المدخلي يوفر الغطاء الشرعي من الفتاوى لحفتر منذ 2014 ليشن حروبه على الليبيين،وفي المقابل أتاح #حفتر للمداخلة فرص التسليح والتجهيز بالعتاد لينشؤوا مجموعات مسلحة عدة ضمن مليشياته.#ليبيا pic.twitter.com/9H3e1m2uh5
— أحمد خليفة (@ahmad_khalifa78) May 25, 2021
ويشبه أبو شيبة وضع حفتر الحالي بــ"وضع رفيقه معمر القذافي في أواخر أيامه عندما طلب الإبقاء عليه كرمز للثورة مقابل قبوله بتغييرات سياسية، فحفتر عاد لبنغازي ليذكرهم بشعارات الكرامة والقضاء على الإرهاب في المدينة، وضرورة الإبقاء عليه كرمز فقط بعد أن فقد كل طموحه في الحكم"، مشيراً إلى أنّ "تقديمه لنجليه والزج بهما في مشهد ليبيا المقبل على الانتخابات، يمثل رسالة أخرى تؤكد رغبته في التراجع عن أحلامه وفقدانه أمل حكم البلاد بقوة السلاح".
ويؤكد الناشط السياسي الليبي أنّ "الاستعداد للحفل والأنباء حوله، لا تلقى أي قبول في أوساط بنغازي ولا أصداء لها"، مشيرًا إلى أن وضع حفتر سيتحدد خلال اليومين المقبلين، قائلًا: "الحفل يوافق السبت المقبل وسط ترجيحات بتغاضي كل المدعوين عنه، الأمر الذي سيقضي على ما تبقى لحفتر من رغبة في البقاء بالمشهد".