يحضر ملف منطقة حلايب وشلاتين المتنازع عليها بين مصر والسودان، إضافة إلى وضع المنطقة الحدودية، وغيرها من الملفات، في الزيارة التي بدأها السبت وفد عسكري مصري رفيع المستوى، بقيادة رئيس الأركان المصري الفريق محمد حجازي، إلى العاصمة السودانية الخرطوم، وذلك ضمن مخرجات اللقاء الذي جمع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء الماضي في القاهرة.
وقالت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" إن الزيارة تأتي استكمالاً لمشاورات بدأت في القاهرة بين البرهان والسيسي بشأن تفاصيل تأمين المنطقة الحدودية بين البلدين والخاضعة تحت سيطرة وتأمين القوات المسلحة في البلدين، إضافة إلى إعادة تسيير الدوريات المشتركة بالشريط الحدودي لمنع تسلل العناصر المتطرفة، وكذلك عمليات الهجرة غير الشرعية.
وكشفت المصادر أن الوفد الذي يضم مدير المخابرات الحربية وقائد سلاح حرس الحدود المصريين، إضافة إلى قادة الأفرع الرئيسية ورؤساء الهيئات ومديري الإدارات التخصصية، يناقش مع المسؤولين السودانيين التصورات الخاصة بمنطقة حلايب وشلاتين المتنازع عليها، في ضوء المستجدات الخاصة بقرار التطبيع السوداني المرتقب مع إسرائيل، لا سيما بعد تسريبات متعلقة بأحاديث بين مسؤولين إسرائيليين وسودانيين أخيرا، جرى خلالها التطرق إلى اعتراف إسرائيلي بسودانيّة حلايب، وهو ما أغضب الجانب المصري، ودعاه لتوجيه دعوة لرئيس مجلس السيادة السوداني لزيارة القاهرة.
وأشارت المصادر إلى أن المباحثات المصرية السودانية في الخرطوم على مستوى رئيسي الأركان في البلدين، من المتوقع أن تناقش تفعيل تصور مقترح بشأن إدارة تكاملية للمنطقة المتنازع عليها، مع الإشارة إلى أن الزيارة تستمر 3 أيام، ولم يتم الكشف عن موعد عقد اللقاء.
الوفد الذي يضم مدير المخابرات الحربية وقائد سلاح حرس الحدود المصريين، إضافة إلى قادة الأفرع الرئيسية ورؤساء الهيئات ومديري الإدارات التخصصية، يناقش مع المسؤولين السودانيين التصورات الخاصة بمنطقة حلايب وشلاتين المتنازع عليها، في ضوء المستجدات الخاصة بقرار التطبيع السوداني المرتقب مع إسرائيل
وأوضحت المصادر أن المشاورات ستتطرق إلى استعانة المؤسسة العسكرية السودانية بدور مصري في عمليات هيكلة الجيش السوداني، في وقتٍ تشهد فيه العلاقات بين المؤسستين في مصر والسودان تطورا كبيرا.
وقالت المصادر إنه في إطار الدور الكبير لعسكر السودان في التجاوب مع الدور الأميركي الخاص بعملية التطبيع، وتمكُّن البرهان أخيراً من الإمساك بمعظم خيوط اللعبة في الخرطوم، بدأت القاهرة مجددا بإعادة صياغة وترتيب العلاقات، بعد اتجاه سابق في توسيع العلاقات مع قائد "قوات الدعم السريع" نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو (المعروف بحميدتي)، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن القاهرة تتابع عن كثب التوتر غير المعلن أخيراً في العلاقات بين الرجلين، في إشارة إلى البرهان وحميدتي.
وحول ما إذا كان ضمن اهتمامات الوفد العسكري الذي يزور الخرطوم، أمورٌ متعلقة بالمطالب المصرية بشأن تسليم مطلوبين معارضين للقاهرة، قالت المصادر إن هذا الأمر مستبعد، لا سيما أنه ليس من الملفات المخوّلة للقوات المسلحة، حتى وإن كان هؤلاء المتهمون مطلوبين على ذمة قضايا عسكرية، مشيرة إلى أن هذا الملف ضمن ملفات الاختصاص لدى جهاز المخابرات العامة، موضحة أن اللجنة العسكرية معنية بقضايا الحدود في المقام الأول، والتنسيق العسكري بين الطرفين.
من جهته، قال المتحدث العسكري المصري العميد أركان حرب تامر الرفاعي إن الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين، رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة السودانية، كان في استقبال الوفد المصري، وأجريت مراسم استقبال رسمية واستعراضٌ لحرس الشرف.
وبحسب المتحدث العسكري المصري، فإنه من المنتظر أن يجري رئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال الزيارة العديد من اللقاءات المهمة على صعيد التعاون العسكري والأمني، وتنسيق الجهود بين القوات المسلحة لكلا البلدين في العديد من المجالات.
وكان البرهان قد زار القاهرة الثلاثاء الماضي في زيارة مفاجئة استغرقت عدة ساعات، استقبله خلالها السيسي، بحضور وزير الكهرباء والطاقة المتجددة محمد شاكر، ورئيس المخابرات العامة عباس كامل، والسفير المصري في الخرطوم، كما قام البرهان بزيارة سريعة لمحمد عثمان الميرغني، زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، للتشاور حول آخر مستجدات الأوضاع على الساحة السياسية، لا سيما في موضوع التطبيع مع إسرائيل في إطار تنوير القوى السياسية بما تم وما سيتم في هذا الصدد.