- خليل الحية اتهم نتنياهو بالسعي لإشعال حرب إقليمية للبقاء في السلطة، مشيراً إلى فشل الجيش الإسرائيلي في التصدي لهجوم حماس والذي كان يهدف لأسر جنود إسرائيليين، مع تقدير حماس لوجود نحو 134 أسيراً إسرائيلياً في غزة.
- الطرفان تبادلا الاتهامات حول عرقلة المفاوضات، مع تأكيد حماس على عدم التنازل عن شروطها لصفقة تبادل الأسرى وإنهاء الحرب، وتحذير أبو عبيدة عائلات الأسرى الإسرائيليين من تجاهل مصالحهم من قبل حكومتهم.
أكدت حركة حماس، مساء الأربعاء، أنها أبدت مرونة في المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، معتبرة أن الأخير "يماطل" ويرفض إنهاء الحرب المستمرة على القطاع منذ 201 يوم. وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها عضو المكتب السياسي للحركة خليل الحية لقناة الأقصى، قال فيها إن حماس "أبدت مرونة كاملة في المفاوضات، ولكن الاحتلال يماطل".
وأضاف الحية أن حماس "تريد إنهاء الحرب من الآن، وقدمت المرونة اللازمة لذلك، لكن الاحتلال يرفض"، وجدد التأكيد على أنه "من دون وقف كامل لإطلاق النار لن يكون هناك أي اتفاق" مع الجانب الإسرائيلي. ومنذ أشهر، تشهد المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس جمودا لم تحركه محاولات التقريب والوساطة المستمرة من قطر ومصر.
وتتهم حماس الاحتلال الإسرائيلي بعرقلة المفاوضات، وتتمسك بإنهاء الحرب، وبانسحاب الجيش الإسرائيلي، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم، وإدخال مساعدات إنسانية كافية، وإنهاء الحصار. وتواصل قطر ومصر والولايات المتحدة جهودها بهدف التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى وهدنة ثانية في غزة، بعد الأولى التي استمرت أسبوعا حتى مطلع ديسمبر/ كانون الأول 2023، وأسفرت عن تبادل أسرى وإدخال مساعدات محدودة إلى القطاع.
وفي هذا الشأن، أشار الحية إلى أن نتنياهو "يخشى ما بعد الحرب من ملاحقات قضائية وسياسية، بل ويسعى لإشعال المنطقة بنيران حرب إقليمية ليستمر في منصبه"، في إشارة إلى الاتهامات والانتقادات التي تلاحقه على خلفية إدارته الحرب وفشل حكومته في التوقّع والتصدي لهجوم حماس على مستوطنات في غلاف قطاع غزة في 7 أكتوبر.
وفي ما يتعلق بالهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر 2023، لفت الحية إلى أن الهدف منه كان تنفيذ "عملية محدودة" يعودون منها بعدد من الجنود الأسرى الإسرائيليين لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين، لكنه أرجع ما حدث إلى أن "فرقة غزة في الجيش الصهيوني انهارت تماما" على خليفة الهجوم.
وتحتجز تل أبيب في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني، وتقدر وجود نحو 134 أسيرا إسرائيليا في غزة، فيما أعلنت حماس مقتل 70 منهم في غارات إسرائيلية. وتتهم حماس نتنياهو بـ"التعنت" وعدم الرغبة في إنجاز اتفاق، كما تتهم المعارضة في إسرائيل نتنياهو بعرقلة صفقة تبادل الأسرى مع حماس لـ"أغراض سياسية".
وبيّن القيادي في حماس أن "الاحتلال (الإسرائيلي) أراد الانتقام بالتهجير والقصف العشوائي والمجازر، لأنه كان أعمى استخباراتيا، ولا يعرف شيئا عن المقاومة في غزة، وقد فشلوا في التنبؤ بطوفان الأقصى". وقال: "عملية طوفان الأقصى حققت أبعادها السياسية والاستراتيجية والإنسانية". ولفت إلى أنه بعد طوفان الأقصى، تعرضت إسرائيل "لهزة وفقدان ثقة وانهيار منظومة أمنية، لذلك سارعت أميركا لتنقذ هذا الكيان المهزوم".
وكان الناطق الرسمي باسم كتائب القسام أبو عبيدة قال، أمس الثلاثاء، إنّ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لن تتنازل عن شروطها في ما يخص صفقة تبادل أسرى مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن حكومة الاحتلال تحاول استخدام ملف اجتياح رفح معتقدةً أن تهديداتها ستجبر المقاومة على الرضوخ للمطالب الإسرائيلية. وأوضح أن ما يُسمى الضغط العسكري في مفهوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يدفع حركة حماس إلا إلى الثبات على موقفها.
وأكد أبو عبيدة، في كلمة مصورة بمناسبة اليوم الـ200 للحرب على غزة، أن المقاومة الفلسطينية لن تتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إيقاف الحرب وانسحاب العدو وإعادة الإعمار ورفع الحصار ودخول المساعدات، مضيفاً أن "حكومة العدو تماطل وتعرقل جهود الوسطاء في التوصل إلى صفقة تبادل أسرى من أجل إطالة عمرها"، قائلاً في رسالة إلى عائلات أسرى الاحتلال: "ستدركون ربما بعد فوات الأوان أن نتنياهو لا يهتم بإخراج أبنائكم".
(الأناضول، العربي الجديد)