أحيت حركة "حماس" في الخليل، يوم الجمعة، ذكرى انطلاقتها الرابعة والثلاثين، بمسيرة شعبية جابت شوارع بلدة بيت أمر شمال مدينة الخليل، إلى الجنوب من الضفة الغربية، رغم تنفيذ السلطة الفلسطينية حملة اعتقالات وقائية شنتها يوم أمس الخميس، على أنصار الحركة، تحديداً في محافظة الخليل.
وأكدت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية شنت حملة اعتقالات ومداهمات طاولت نحو 18 منزلاً في محافظة الخليل، كان من بين المعتقلين صحافيون وأسرى محررون يعتبرهم الأمن الفلسطيني محسوبين على حركة "حماس"، في إجراء وقائي لمنع تنظيم الحركة أي مظاهر احتفال بذكرى انطلاقتها التي تصادف 14 ديسمبر/كانون الأول من كل عام.
وروى النائب في المجلس التشريعي المنحل حاتم قفيشة، لـ"العربي الجديد"، تفاصيل اقتحام منزله، قائلا: "داهمت عناصر من الأمن الفلسطيني منزلي نحو التاسعة من مساء يوم أمس، بحثاً عن ابني أنس بهدف اعتقاله، وطلبت من ضابط الأمن الوقائي أن يبرز لي مذكرة الاعتقال من النيابة، فأجابني أن المذكرة موجودة في مكتبه".
وتابع قفيشة، "لقد نجا ابني من الاعتقال، لأنه كان خارج المنزل، لكن تم اعتقال آخرين من العائلة، حيث تمت مداهمة منزل قريبين لي واعتقالهما في تلك الحملة".
وأشار النائب قفيشة إلى أنه تم استدعاء ابنه أنس من قبل مخابرات الاحتلال قبل 24 ساعة من مداهمة منزله من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية، وقال: "لقد طلبت من ضابط الأمن الوقائي أن يعطيني تفسيراً واحداً لمحاصرة منزلي وطلب اعتقال ابني الذي لم يقم بأي مخالفة قانونية، بينما لا يتم اعتقال من يقومون بإطلاق النار بالشوارع وترويع الناس، لكنه لم يملك أي تفسير".
وتعتقل قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو سبعة من نواب كتلة "التغيير والإصلاح" المحسوبة على حركة "حماس"، حيث يمضي بعضهم اعتقالات إدارية متكررة تصل إلى سنوات، ثم يعاود الاحتلال اعتقالهم مجدداً من دون أية تهمة، مثل النائبين حسن يوسف ومحمد أبو طير، وغيرهما.
ونشرت العديد من العائلات في محافظة الخليل مقاطع فيديو لمداهمة عناصر الأمن لمنازلهم لاعتقال أفراد العائلة، حيث تطورت بعض المداهمات إلى ملاسنات ومشادات كلامية بين عناصر الأمن الفلسطيني المقنعين وأفراد العائلات الذين تمت مداهمة منازلهم.
ورغم الإجراءات الأمنية المشددة للأجهزة الأمنية الفلسطينية في محافظة الخليل، فإن الحركة قامت بتنظيم مسيرة كانت الكبرى بينها في بلدة بيت أمر شمال الخليل، عقب أداء صلاة الجمعة، بمشاركة عشرات الملثمين الذين ارتدوا بذلات عسكرية وعصبات خضراء على الرأس، كتلك التي يرتديها عناصر "كتائب القسام" الذراع العسكرية لحركة "حماس" في قطاع غزة.
وخلال المسيرة، رفع المشاركون رايات حركة "حماس" وصور قادتها الشهداء، وهتفوا لحركة حماس وكتائب القسام، وصدحت مكبرات الصوت بأغان تمجد حركة "حماس" ومقاومتها.
ونقل موقع "حرية نيوز" المحسوب على حركة "حماس"، في بيان وصل إلى "العربي الجديد"، أن "هجمة أمنية مزدوجة سبقت مسيرة الاحتفال بانطلاقة الحركة، شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، خلال الأيام الماضية".
ولفت البيان إلى أن حملة الاعتقالات جاءت بعد ساعات من قيام وزارة الأوقاف الفلسطينية بإغلاق مساجد في الخليل لمنع إحياء الذكرى الـ34 لانطلاقة "حماس"، عقب دعوة الحركة لمسيرة شعبية تنطلق من أمام مسجد "وصايا الرسول" بعد صلاة الجمعة.
ووفق "حرية نيوز"، فإن الكتلة الإسلامية، الجناح الطلابي لحركة "حماس"، أحيت الذكرى الـ34 لانطلاقة الحركة في جامعة بيرزيت، الأسبوع الماضي، بمشاركة ملثمين وحضور عدد كبير من طلاب وطالبات الجامعة.
وتهاجم الأجهزة الأمنية الفلسطينية مواكب الأسرى المحررين المحسوبين على حركة "حماس"، وتمنعهم من رفع رايات الحركة احتفالا بتحررهم، عبر قمع تجمعات استقبالهم التي تضم عائلاتهم وأصدقاءهم بالغاز المسيل للدموع، ومنع أي مظاهر للحركة في الضفة الغربية.
ورفع طلبة بيرزيت، خلال احتفالية ذكرى الانطلاقة، صور قادة حركة "حماس" الشهداء وفي مقدمتهم الشيخ أحمد ياسين، إلى جانب صور لعدد من القادة والرموز الفلسطينيين ومنهم الرئيس الراحل ياسر عرفات.
وسبق احتفال الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت بانطلاقة حركة "حماس" اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لحرم الجامعة، والاعتداء على حرسها، ومصادرة مقتنيات للكتلة الإسلامية والجبهة الشعبية، فيما سبق ذلك تهديد لعدد من الطلبة، برسائل من أرقام خاصة، بالاعتقال في حال المشاركة في أنشطة الكتلة الإسلامية.