تسعى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، من خلال فعاليات جماهيرية ورسائل سياسية، إلى التصعيد سلمياً لمواجهة آثار الحصار المتفاقم، الذي يتعرض له أكثر من مليون وسبعمائة ألف فلسطيني في قطاع غزة للعام السابع على التوالي.
واشتد الحصار على غزة عقب الانقلاب في مصر وإغلاق الجيش للأنفاق التي كانت تمد القطاع بالاحتياجات الإنسانية ومواد البناء والوقود. وترافق ذلك مع عودة الاحتلال الإسرائيلي لمنع مواد البناء عن غزة وفرضه المزيد من القيود على البضائع القادمة إلى القطاع.
ويعتبر معبر رفح البري، الذي يفصل غزة عن الأراضي المصرية، بوابة إضافية للمعاناة، وهو مغلق منذ 21 يوماً. ولم يفتح سوى ليومين لسفر معتمرين إلى السعودية. وباتت الاتصالات بين "حماس" ومصر بالحد الأدنى منذ عزل الرئيس محمد مرسي.
وتعاني الحكومة المقالة، التي تقودها "حماس" في غزة من ضائقة مالية واضحة، أجبرتها في الأشهر الست الأخيرة على دفع نصف راتب لموظفيها المقدر عددهم بنحو أربعين ألفاً، ما شكل عبئاً إضافياً عليها.
وفي خيمة الاعتصام التي أقامتها اللجنة العليا لكسر الحصار قبالة معبر رفح البري جنوب قطاع غزة، أعلن المتحدث باسم "حماس" في جنوب القطاع، حماد الرقب، اليوم الخميس، أن "فعاليات عدة ستشهدها الخيمة ومناطق أخرى بالقطاع للضغط على المحاصرين لإنهاء حصار غزة".
وأكد الرقب أن الحركة الإسلامية "ستتواصل مع الشعوب العربية والإسلامية، ومع البرلمانات وكل حر وشريف في هذا العالم من أجل إنهاء الحصار وإظهار معاناة القطاع المحاصر، الذي يجوّع لأنه يرفض التنازل لإسرائيل".
وتعهد المتحدث باسم "حماس" في جنوب القطاع "باستمرار فعاليات الضغط حتى إنهاء الحصار، وفتح معبر رفح"، داعياً في الوقت نفسه إلى تحركات عربية وإسلامية شعبية ورسمية لإنهاء حصار غزة وتنفيذ قرار الجامعة العربية الصادر في العام 2006 بشأن الحصار.
بدوره، دعا النائب عن "حماس" في المجلس التشريعي، يحيى موسى، إلى تغيير الاستراتيجيات التي عملت عليها الحكومة في غزة و"حماس" بعد سنوات الحصار الطويلة وعدم احراز تقدم في طريقه إنهائه.
وخلال جلسة التشريعي في خيمة الاعتصام، قال موسى ""علينا أن نعيد النظر في جميع الإستراتيجيات التي عملنا عليها طيلة الثماني سنوات الماضية ونضع إستراتيجية كفيلة إما بقلب الطاولة وتغير المنظومة والنظام أو يكون هناك إطار آخر".
وأكد موسى في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "حماس مطالبة باشراك الجميع في مساعيها من أجل انهاء الحصار، لأن الكل متضرر منه". وشدد على أن كل فلسطيني "مطالب بالتحرك مع "حماس" للضغط على مصر لفتح معبر رفح ووقف التضييق الممارس ضد غزة".
وأضاف موسى "بإمكان "حماس" أن تفعل شيئاً غير التصريحات والمطالبات، بإمكاننا أن نقلب الطاولة على رؤوس الجميع.. علينا اتخاذ قرارات ملائمة نواجه فيها الحصار الذي يشتد ونخفف فيها عن المواطنين".