نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الاثنين، عمليات اعتقال في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، بما فيها القدس، طاولت أكثر من 20 فلسطينياً، بينهم قيادي في حركة "حماس"، وأسرى محررون، فيما كثف المستوطنون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى بحماية القوات الخاصة.
أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة بيتونيا، غربي رام الله (وسط الضفة الغربية)، ودهمت منزل القيادي في حركة "حماس" حسن يوسف، ثم اعتقلته. ودهمت أيضاً منزل القيادي في الحركة حسين أبو كويك في رام الله، ووجهت إليه رسائل تهديد، ومنازل أسرى محررين آخرين في الضفة الغربية، وهددتهم بالاعتقال في حال المشاركة بأية احتفالات بذكرى انطلاقة الحركة.
ونفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات اعتقال طاولت عدة شبان فلسطينيين، أحدهم جريح في مناطق متفرقة من الضفة الغربية والقدس.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال الأسيرين المحررين براء عاصي من بلدة قراوة بني حسان، غربي سلفيت (شمالي الضفة)، وعبد الرحيم إبراهيم، من بلدة بديا في محافظة سلفيت.
واعتقلت كذلك الأسير المحرر رامي الفاخوري وزوجته إيمان أبو صبيح بعد مداهمة منزلهما في مدينة القدس. واقتحمت قوات الاحتلال مخيم العروب شمالي الخليل (جنوبي الضفة) واعتقلت عدة شبان هناك.
مستوطنون يستولون على أرض في حيّ الشيخ جراح
إلى ذلك، اقتحمت مجموعة من المستوطنين، بقيادة أرييه كينغ، عضو بلدية الاحتلال في القدس وأبرز قادة المستوطنين في مدينة القدس، قطعة أرض في حيّ الشيخ جراح بعد أن أخليت من أصحابها بقرار من إحدى محاكم الاحتلال بداعي ملكيتها للمستوطنين.
وتوجه المستوطنون الذين يسيطرون على منازل في حيّ الشيخ جراح في القدس أمس، بطلب للمحكمة الإسرائيلية العليا، للسماح لهم بإسكان مستوطنين في منزل الطفلة نفوذ حماد، التي زعمت سلطات الاحتلال بأنها نفذت عملية طعن الأسبوع الماضي، التي أصيبت فيها مستوطنة بجروح طفيفة جداً، الأمر الذي نفته الطفلة المذكورة خلال جلسة تمديد اعتقالها الأسبوع الماضي.
ومن المقرر أن تلتئم المحكمة اليوم، للنظر مجدداً في تمديد اعتقال الطفلة المذكورة وصديقتها إسراء غتيت.
يأتي ذلك وسط تكثيف المستوطنين اعتداءاتهم على المواطنين في حيّ الشيخ جراح، التي كان آخرها تحطيم زجاج نحو 15 سيارة في منطقة كبانية أم هارون في الجزء الغربي من الحيّ.
المستوطنون يكثفون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى
على صعيد آخر، كثف المستوطنون صباح اليوم، اقتحاماتهم للمسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الخاصة.
وشارك في هذه الاقتحامات حاخامات وقادة جمعيات استيطانية، والعشرات من جنود الاحتلال من تشكيلات عسكرية مختلفة.
ودانت محافظة القدس، في بيان صادر عنها، استمرار سياسة تهجير العائلات المقدسية من منازلها، سواء بالهدم أو بالاستيلاء عليها، إضافة إلى مواصلة الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية من خلال الاقتحامات المتكررة من قبل المستوطنين للمسجد الأقصى.
وحمّلت المحافظة في بيانها، حكومة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية استمرار اعتداءات وعربدة المستوطنين المنظمة على المقدسيين وممتلكاتهم، التي كان آخرها إقدام عناصر متطرفة صباح أمس وأول من أمس، على تحطيم مركبات المواطنين في منطقة الشيخ جراح وشارع نابلس.
وخلصت المحافظة في بيانها إلى أنّ أعمال العنف التي ينفذها المستوطنون تأتي في سياق مخطط استراتيجي تحت أعين أجهزة أمن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، وتشارك فيه وتستفيد من تبعاته، وأوضحت أن النتيجة بعيدة المدى لهذه الأعمال، سلب المزيد من الأراضي الفلسطينية في إطار سياسة التهجير القسري والقضاء على حلم الدولة الفلسطينية.
اعتداء لأجهزة الأمن الفلسطينية
أكدت مجموعة "محامون من أجل العدالة" أنها تتابع بقلق التقارير الواردة حول اعتداء الأجهزة الأمنية الفلسطينية على حفل استقبال الأسير المحرر محمد عارف في مخيم نور شمس بمدينة طولكرم (شمالي الضفة الغربية) مساء أمس الأحد، ما أدى إلى إصابة الأسير عارف بالاختناق والإغماء بعد إلقاء قنابل الغاز المسيلة للدموع.
وأشارت إلى أن الاعتداء على الأسرى يعني الاعتداء على أحد أعمدة النضال الفلسطيني، مؤكدة أن الاعتداء يخالف المادة الـ 2 من قانون الأسرى والمحررين، الذي ينص على أن "الأسرى والأسرى المحررين شريحة مناضلة وجزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع العربي الفلسطيني، وتكفل أحكام القانون حياة كريمة لهم ولأسرهم".
وأشارت المجموعة إلى أن الاعتداء يأتي ضمن تصاعد الاعتداءات وقمع الحريات الموثقة أخيراً في الضفة الغربية، التي تلاحق المواطنين والنشطاء على خلفية نشاطهم السياسي، بما يخالف القانون الأساسي الفلسطيني الذي يكفل حرية الانتماء والعمل والنشاط السياسي، والمرسوم الرئاسي رقم 5 حول الحريات العامة لعام 2021.
ودعت مجموعة "محامون من أجل العدالة" المؤسسات الأهلية والمدنية والمدافعين عن حقوق الإنسان، إلى الوقوف وقفة جادة على تصاعد القمع والتضييق على الحريات العامة المتصاعدة بنحو لافت منذ مايو/أيار 2021.
على صعيد آخر، أفادت مجموعة "محامون من أجل العدالة"، بأن جهاز المخابرات العامة الفلسطيني في بلدة دورا جنوبي الخليل اعتقل طبيب الأسنان والناشط المدافع عن حقوق الإنسان غانم رزيقات من داخل عيادته، وفق ما أفاد شقيقه.
وأشارت المجموعة إلى أن رزيقات كان هدفاً على قائمة الاعتقال السياسي منذ مايو/أيار الماضي، وهي الوثيقة التي عُرفت بقائمة المطلوبين الخمسة عشر التي كان يتقدمها الناشط السياسي الراحل نزار بنات.
وأدانت مجموعة "محامون من أجل العدالة" هذا الاعتقال، واعتبرته جزءاً من حملة مستمرة تستهدف جميع النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان، التي طاولت العشرات خلال الشهرين الماضيين.