وجه نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الثلاثاء، انتقادات، بشكل غير مباشر، إلى رئيس المجلس وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بسبب ما وصلت إليه الأوضاع في السودان، وكذلك إلى الأجهزة الأمنية لعدم تعاملها الحاسم مع عمليات النهب في العاصمة الخرطوم.
وجاء ذلك في كلمة لحميدتي الثلاثاء خلال معايدة نظمها حاكم إقليم دارفور مني آركو ميناوي بالخرطوم، شارك فيها عدد من القيادات السياسية.
وأوضح حميدتي أن الرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري "كان يقوم بدوره المطلوب منه، وأنه لو خرج من قبره اليوم سنعيده لكرسي الحكم ليسيّر الأمور أفضل مما هو حادث الآن".
وانتقد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، الذي يتولى قيادة "قوات الدعم السريع"، بشدة استمرار ظاهرة النهب بالخرطوم، زاعماً أنه في عهد الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، لم تكن الظاهرة موجودة. وتساءل قائلاً: "أين الآن الأجهزة التي كانت تحارب مجموعات 9 طويلة، خاصة أن أسماء تلك المجموعات معروفة لدى تلك الأجهزة". وقال إنه باستطاعة الأجهزة حسم الظاهرة بالقبض على رؤساء العصابات خلال أسبوع واحد.
وتشتكي العاصمة السودانية في الأيام الأخيرة من انتشار عصابات الخطف والنهب والسرقة التي يطلق عليها تسمية "9 طويلة"، ما يصيب السكان بهلع وخوف. ويربط البعض تسمية "9 طويلة" بلعبة الورق "كوشتينة"، وآخرون بحركة استدارة المجرمين بشكل يشبه الرقم 9 قبل خطف الضحية أو نهب ما يحمله، أ كان هاتفاً أو حقيبة أو أموالاً أو مقتنيات ذهبية.
ومنذ الانقلاب العسكري الذي نفذه البرهان في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وبرره بتدهور الأوضاع الأمنية في البلاد، وبينها الانفلات الأمني في العاصمة، لاحظ كثير من سكان العاصمة الخرطوم أن هذا الفلتان تضاعف بعد الانقلاب، وأصبح جزءاً من الحياة اليومية حتى بعد مضي نحو 6 أشهر من الانقلاب.
وفي هذا الصدد، دعا نائب رئيس مجلس السيادة الأحزاب السياسية لـ"الجلوس للحوار ومراجعة وتقييم المرحلة الماضية".
تظاهرة في الخرطوم
إلى ذلك، تظاهر مئات الأشخاص اليوم الثلاثاء في الخرطوم للمطالبة بتنحي العسكر عن السلطة، بناء على دعوة من لجان مقاومة منطقة بري، شرقي العاصمة.
انطلقت التظاهرة بشارع المعرض، وردد المحتجون شعارات الثورة السودانية، مثل "يا برهان ثكناتك أولى مافي ميليشيا بتحكم دولة"، و"الشعب يريد إسقاط البرهان"، و"الشعب يريد إسقاط النظام".
كما أحرق المتظاهرون إطارات السيارات القديمة وأغلقوا الطرق القريبة بالحجارة، فيما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية بكثافة لتفريق التظاهرة.
ودعا البرهان، الأحد، الأحزاب السياسية ولجان المقاومة وشباب الثورة إلى "أن يتوحدوا ويتجاوزوا الخلافات"، وذلك من أجل "التوصل إلى صيغ وحلول عملية تراعي مصالح الدولة وشعبها أولاً، وتضمد الجراح، وتداوي مكامن النزاعات والصراعات".
ولم يصدر أي تعليق من أي من لجان المقاومة والأحزاب السياسية المعارضة للانقلاب العسكري رداً على تلك الدعوة.