طالب قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الجيش السوداني بـ"الإقرار علناً بخسارة الحرب والتوقف عن الاستنفار والقتال وتدمير البلاد والتمهيد لإنهاء الحرب وبدء العملية السياسية".
جاء ذلك في خطاب مصور لحميدتي بمناسبة الذكرى 68 لاستقلال السودان، نشره على حسابه في منصة "إكس" اليوم الاثنين.
وأوضح حميدتي أن ذكرى الاستقلال وأعياد الميلاد تأتي والسودان يعيش أسوأ أزمة في تاريخه وشعبه يواجه ظروفاً إنسانية استثنائية، مشيراً إلى أن "الحرب المفتعلة والمدمرة دخلت شهرها التاسع، وفيها تمكنتْ قوات الدعم السريع من تحقيق انتصارات عسكرية كبيرة وواسعة، كانت دليلاً على كفاءتها القتاليّة العالية، وبياناً عملياً على التزامها بقضايا الشعب العادلة".
وتعهد حميدتي بـ"إنهاء الحرب لصالح الشعب وبناء دولة المواطنة المتساوية بلا تمييز، وبملاحقة من وصفهم بالانقلابيين المستنفرين، الذين يدقون طبول الحرب".
خطابي للشعب السوداني بمناسبة الذكرى الثامنة والستون لاستقلال السودان pic.twitter.com/ysgMT20poY
— Mohamed Hamdan Daglo (@GeneralDagllo) January 1, 2024
وجاء الخطاب بعد يوم من خطاب لقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بمناسبة ذكرى الاستقلال، وفي وقت يتواصل فيه القصف المدفعي وضربات يوجهها الجيش السوداني لتمركزات قوات الدعم في الخرطوم ومناطق أخرى، وتنامي خطاب المقاومة الشعبية بعدد من ولايات السودان لمنع تقدم قوات الدعم السريع.
وأشار إلى أن "الحرب أنتجت أزمات إنسانية واجتماعية واقتصادية وسياسية كبرى، أبرزها الأوضاع الإنسانية السيئة، والانقسام الاجتماعي، وما صاحب ذلك من خطاب للكراهية، وإثارة النعرات والفتن العنصرية، وانتهاكات حقوق الإنسان، وتَوَقُّف الإنتاج والإنتاجية في معظم أنحاء البلاد، وتدمير البنية التحتية الأساسية، وانهيار حكومة الأمر الواقع، التي كانت تدير البلاد بعد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر".
وقال حميدتي إن "قوات الدعم السريع أُجبرت على خوض تلك الحرب بسبب التزامها الصارم والصادق بالعملية السياسية، التي كانت سوف تقود إلى حكم مدني والانتقال لبناء سودان جديد قائم على قيم الحرية والعدالة والسلام، وإقامة سودان ديمقراطي ينعم بالسلام، ونحن على استعداد لتقديم أي تضحيات من أجل تحقيق هذه الهدف"، وجدد التمسك بالحكم المدني وبناء وتأسيس سودان على أسس عادلة، "لأن ذلك هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار السياسي والحرية والوحدة الوطنية".
وأكد قائد الدعم السريع أن هدف قواته هو "التغيير وضمان احترام إرادة الشعب، وليس الوصول إلى السلطة بالقوة، كما يروج لذلك الانقلابيون، ولو كان هدفنا هو السلطة أو الاستمرار فيها لتحالفنا مع قيادة الجيش، التي تعادي التغيير"، كما أوضح أن قواته "لا تنوي ولا ترغب أن تكون البديل للجيش السوداني، الذي تم تدميره بالتسييس والمحسوبية والفساد"، وشدد على مبدأ تأسيس "جيش جديد مهني وقومي، لا يتدخل في السياسة، ويخضع منذ اليوم الأول لتأسيسه للسيطرة والرقابة المدنية".
وحول عملية التفاوض، ذكر حميدتي أنهم انخرطوا فيه منذ اليوم الأول في منبر جدة "وأكدنا موافقتنا والتزامنا بمخرجات اجتماع رؤساء الإيقاد، رؤيتنا أن هذه المفاوضات لا ينبغي لها أن تدور حول أجندة أي مجموعة بعينها، وأن ترتكز على تحقيق مستقبل السودان ويجب أن تؤدي الى حل شامل يضم جميع السودانيين".
ودعا القوى المدنية الديمقراطية الحقيقية وقادتها، الذين أثبتوا أنهم مع انتهاء الحرب وبناء الدولة الجديدة القائمة على أنقاض الحقبة الاستعمارية الوطنية القديمة، أن يتخذوا خطوات جدية من أجل الانخراط في حوار ينهي الحرب ويقود إلى تشكيل حكومة تلبي طموحات الشعب.
وعبر حميدتي عن بالغ وعميق أسفه وحزنه على الانتهاكات الواسعة التي وقعت في ولاية الجزيرة، مبينا أنهم "بذلوا في الأيام القليلة الماضية جهوداً مكثفة ومتواصلة من أجل السيطرة على المتفلتين، وهم لا علاقة لهم بالدعم السريع، وسوف نستمر في ذلك من منطلق مسؤوليتنا الوطنية والأخلاقية، وألتزم بمحاسبة المتفلتين في ولاية الجزيرة عبر المحاكم والتدابير الإدارية اللازمة".
ومن المتوقع أن يلتقي قائد الدعم السريع، اليوم الاثنين، بوفد من تنسيقية القوى الديمقراطية، وهو تحالف سياسي يقول إنه مناهض للحرب ووضع خريطة طريق لإنهائها ويعتزم مناقشتها مع طرفي الحرب.