شددت بريطانيا على ضرورة إنهاء القتال في غزة، والحفاظ على حياة المدنيين، معبرة عن إيمانها بأن المفاوضات هي الطريق لحل الدولتين، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت سالي لانغريش، ممثلة المملكة المتحدة في محكمة العدل الدولية، إنّ "السابع من أكتوبر شهد أسوأ هجوم في تاريخ إسرائيل"، متهمة حركة حماس بمهاجمة المدنيين.
وأضافت لانغريش أن "الفلسطينيين المدنيين يعانون في غزة"، مؤكدة أن المملكة المتحدة تريد "إنهاء القتال في غزة والحفاظ على حياة المدنيين"، مشددة على أن بلادها "تريد العمل في إطار مجلس الأمن على مسار المفاوضات وحل الدولتين".
وفي ما يخص قضية الرأي الاستشاري، قالت لانغريش إن المملكة المتحدة ترى أنّ المحكمة يجب تعطي رأياً استشارياً. وعن كلمات الممثلين الآخرين قالت لانغريش إن "المملكة المتحدة لن تقبل أي مداخلات أخرى من الدول، خلال هذا الأسبوع سمعنا تشخيصاً لإسرائيل لا نقبله، وأيضاً سمعنا تشخيصاً لموقفنا الذي لا نقبله".
من جهته، قال البروفسور دان ساروشي، من الوفد البريطاني، إنه "يجب على المحكمة أن تعطي رأياً استشارياً لمجلس الأمن"، مستشهداً بقرار سابق للمحكمة حول قضية الصحراء.
لكن ساروشي رأى أنّ "السؤال المُصاغ حالياً لا يخدم قضايا تتعلق بأمن إسرائيل وكيفية انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة"، معتبراً أنّ الطلب من إسرائيل أن تنسحب بشكل مباشر من الأراضي المحتلة دون توضيح الكيفية "لا توجد أسس قانونية له"، مضيفاً أن "الخلاف الفلسطيني الإسرائيلي متعدد الأطراف".
وأشار ساروشي إلى أن "عدداً من الدول المشاركة طلبت أن يصدر قرار قانوني حول المفاوضات"، مضيفاً أن "كل الآراء الاستشارية غير ملزمة وهذا يشمل هذا القرار، وشمل قراراً سابقاً للمحكمة يخص فلسطين".
وتابع ساروشي "طلب الجمعية العامة استند إلى حقائق وضعها الأمين العام (طلب فلسطين إصدار رأي قانوني من المحكمة الدولية) وفقاً لاختصاصات المحكمة. ومن الناحية العملية ليس واضحاً كيف يمكن للمحكمة أن ترد على هذا الطلب، وأن تقوم المحكمة بدورها دون عبء الإثبات".
وأضاف ساروشي "عدد من الدول أبدت تحفظها، من ضمنها المملكة المتحدة، على تقرير الأمم المتحدة، والوضع متغير حالياً. أنا أتحدث عن جسامة الاتهامات ضد إسرائيل، فأي اتهامات يجب أن تعتمد على أدلة. وهذا من الممكن أن يقوض عمل المحكمة"، مشيراً إلى القرار 424، الذي يتعلق بالانسحاب والأمن، متابعاً "القرار لا يقول إن الاحتلال غير قانوني، والعبارات التي وردت فيه توضح ذلك، الجمعية العامة تتبناه ومجلس الأمن أكد على ضرورة حل الدولتين".
وقال ساروشي "جرت المحاججة بأن الرأي الاستشاري سيعزز العملية السلمية، لكن المفاوضات يجب أن تتم بموجب القانون الدولي وما يتسق مع قرارات مجلس الأمن"، مضيفاً "يجب ربط الانسحاب بتحقيق الأمن، وأي انسحاب غير مشروط من شأنه أن يقوض الأمن. انسحاب إسرائيل يجب أن يكون من خلال المفاوضات وليس من خلال المحكمة. وهذا ما صدر في الرأي الاستشاري في الصحراء الغربية".
مسار بديل
وعادت لانغريش للحديث مقترحة "أن يكون رأي استشاري يحترم الإطار الموجود الذي أقره قرار 242 في مجلس الأمن. ويجب أن يكون اتفاق على الأرض بين الطرفين ويحترم من قبل الطرفين".
وأشارت إلى أن "طموحات الطرفين بشأن القدس يجب أن تكون ضمن التفاوض"، مضيفة أن "المملكة المتحدة تطلب من المحكمة ألا تقوض الحل بين الطرفين، وأن تقر بوجود مسار بديل لملاءمة هذه القضية من خلال إعادة صياغة الطلب، واذا أرادت أن تأخذ المسار هذا فعليها إعادة صياغة الطلب".
كما دعت لانغريش المحكمة إلى "التذكير بواجبات الطرفين باحترام قرارات مجلس الأمن، وحثّ الطرفين على عدم زيادة النزاع من قبل الطرفين، والتذكير بواجبات الطرفين للسعي لإيجاد حل. وفي هذه الحالة ممكن للمحكمة أن تساعد مجلس الأمن".