أكد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، اليوم السبت، لدى استقباله عائلة قائد "فيلق القدس" السابق، الفريق قاسم سليماني، في الذكرى الثانية لاغتياله، أن الولايات المتحدة الأميركية "أُجبرت على التظاهر بالانسحاب من العراق"، داعياً الأخيرة إلى ضرورة الانتباه لذلك، مع حديثه عن أن المحور الذي تقوده إيران في المنطقة بات "أقوى" بعد الاغتيال.
وقال خامنئي، وفق ما أورده الموقع الإلكتروني لمكتبه، إن "الأعداء توهموا بعد استشهاد سليماني وأبو مهدي (المهندس) ورفاقه الآخرين أن الأمر قد انتهى، لكن اليوم ببركة دمائهم العزيزة والمظلومة هربت أميركا من أفغانستان وأُجبرت على التظاهر بالانسحاب من العراق والإعلان أن دورها سيكون استشارياً من دون وجود عسكري".
واستدرك في هذا السياق أن "على الإخوة العراقيين أن يكونوا حذرين ومنتبهين لذلك".
ولفت خامنئي، في سياق آخر، إلى أن في اليمن "أيضاً جبهة المقاومة تمضي إلى الأمام، وفي سورية أُثخِن العدو.. والأمل بالمستقبل"، على حد تعبيره.
وكال المرشد الإيراني المديح لسليماني، قائلاً إن "قاتليه أمثال (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترامب وغيره سيكونون من المنسيين في التاريخ وإلى مزبلة التاريخ، لكن بعد أن يتم الثأر منهم لهذه الجريمة في الدنيا"، مشيداً بقائد "فيلق القدس" الحالي، الجنرال إسماعيل قاآني لمواصلته طريق سلفه قاسم سليماني.
ويوم الثالث من يناير 2020، نفذ سلاح الجو الأميركي عملية اغتيال قائد "فيلق القدس" السابق، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس، بالقرب من مطار بغداد. وردّت إيران في الثامن من الشهر نفسه على الاغتيال من خلال استهداف قاعدة "عين الأسد" الأميركية في العراق، مع تهديدها بأنها لن تكتفي بهذا الرد، وأن "الانتقام آتٍ".
وفي الذكرى السنوية الثانية للاغتيال، أطلقت السلطات الإيرانية سلسلة فعاليات وأنشطة شعبية ورسمية، فيما اتهمت وزارة الخارجية الإيرانية، الجمعة، الإدارة الأميركية الحالية برئاسة جو بايدن بأنها تتحمل أيضاً "مسؤولية" قرار إدارة سلفه دونالد ترامب السابقة باغتيال سليماني.
وقالت الخارجية الإيرانية في بيان إنه "لا شك في أن العمل الإجرامي لأميركا في استشهاد الفريق سليماني هو مصداق لـ"الهجوم الإرهابي" الذي خططت له ونفذته الإدارة الأميركية السابقة ويتحمل البيت الأبيض حالياً مسؤولية ذلك".