خشية من هجمات شرسة بحق أهالي الشيخ جراح خلال احتفال إيقاد الشعلة

25 مايو 2024
اعتداءات الاحتلال والمستوطنين في الشيخ جراح، 13 فبراير 2022 (مصطفى الخروف/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أهالي حي الشيخ جراح في القدس يشعرون بالقلق بسبب احتفال "إيقاد الشعلة" الذي ينظمه المستوطنون، مع تاريخ من الاشتباكات والاعتداءات على الممتلكات، وتحذيرات من محاولات السيطرة على منازل المقدسيين.
- يعقوب عرفة يحذر من الإغلاق الوشيك لموقع الاحتفال الذي قد يؤدي إلى حصار شامل للحي وأزمة مرورية، معتبراً الاحتفال استفزازاً قد يؤدي إلى اشتباكات.
- زياد الحموري يؤكد أن الإجراءات الأمنية المشددة المرافقة للاحتفال ستشل الحياة في القدس، محولة المدينة إلى مسرح لتنقل المستوطنين بحرية وفرض قيود على تنقل المقدسيين.

يشعر أهالي حي الشيخ جراح في مدينة القدس بالقلق مع سعي عشرات آلاف المستوطنين لإقامة احتفال بمناسبة ما يسمّى "إيقاد الشعلة"، مساء اليوم السبت، بالنظر الى تجربة العام الماضي، التي شهدت اشتباكات عنيفة بين أنصار الوزيرين المتطرفين في الحكومة الاسرائيلية الحالية إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، وجموع المتزمتين دينياً، بعد محاولة أنصارهما السيطرة على فعاليات الاحتفال ومجرياته، كما يقول لـ"العربي الجديد" الناشط من أهالي حي الشيخ جراح صالح ذياب، المهددة عائلته بإخلاء منزلها من بين عائلات أخرى، مع تعرض منازل وممتلكات المقدسيين خلال العام الماضي لاعتداءات واسعة من قبل المحتفلين بهذه المناسبة.

ويشير ذياب إلى أن احتفال هذا العام يقام في ظل محاولات مستميتة للسيطرة على منازل المقدسيين في الحي، ويزيد من خطورته قرار سلطات الاحتلال نقل مقر الاحتفال المركزي في جبل الجرمق إلى القدس المحتلة، حيث تتوقع السلطات أن يحضره قرابة خمسين ألف مستوطن. ويقول ذياب: "ما نتوقعه اليوم، وفي ظل ظروف العدوان على غزة، أن يسيطر أتباع بن غفير وسموتريتش على الاحتفال، مع ما سيصاحب ذلك من اعتداء على منازلنا وممتلكاتنا، من دون أن تردعهم قوات الاحتلال التي تتلقى تعليماتها من بن غفير، في وقت طُلب من أهالي حي الشيخ جراح ترك سياراتهم بعيداً عن منازلهم، والتزام بيوتهم وعدم مغادرتها في ذروة هذه الاحتفالات التي بدأنا نلمس إجراءات الشرطة المواكبة لها منذ الصباح".

بدوره، يقول يعقوب عرفة، من أهالي الحي ومن لجنة الدفاع عنه، لـ"العربي الجديد"، إن الاغلاق الوشيك لموقع الاحتفال سيؤدي إلى فرض حصار شامل ومطبق، ليس على حي الشيخ جراح فحسب، بل إغلاق القدس بالكامل، خاصة بلدتها القديمة، وسيؤدي إغلاق الطرق إلى أزمة مرورية حادة جداً، ومنع انتقال الطلاب والعمال إلى أماكن دراستهم، وإقلاق راحة المواطنين، وحرية تنقلهم. ويصف عرفة إقامة الاحتفال في قلب الحي المقدسي بأنه استفزاز كبير جداً، وقد يفضي إلى اشتباكات ومناوشات كبيرة مع أهالي الحي الذين سيدافعون عن منازلهم وممتلكاتهم إن تعرضت لأي اعتداء.

إلى ذلك، يرى مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري، لـ"العربي الجديد"، أن إقامة هذا الاحتفال وما سيتخلله من إجراءات أمنية وشرطية مشددة ستؤدي، اعتباراً من الساعات المقبلة وحتى فجر الاثنين، إلى شل الحياة بالكامل في مدينة القدس، التي ستتحول الى مسرح وميدان لعشرات آلاف المستوطنين الذين سيتنقلون بحرية في معظم أنحاء المدينة، بينما تفرض القيود المشددة على حركة تنقل المقدسيين الذين سيتحول انتقالهم إلى أحياء القدس المختلفة إلى محاور طرق بعيدة.

وكانت شرطة الاحتلال الاسرائيلي في القدس المحتلة أعلنت، في وقت سابق من الليلة الماضية، إغلاق العديد من محاور الطرق في مدينة القدس اعتباراً من مساء اليوم السبت وحتى بعد منتصف ليل الأحد - الاثنين، وذلك بسبب احتفال ما يسمّى إيقاد الشعلة، حيث يتوقع توافد عشرات آلاف اليهود الأرثوذكس إلى ما يسمّى قبر شمعون الصديق. وفي إطار هذه التدابير، ستدفع الشرطة الاسرائيلية بالمئات من أفرادها إلى محيط الشيخ جراح وشارع رقم 1 المجاور، كما ستغلق الشوارع المؤدية إلى حي واد الجوز إلى الشمال من البلدة القديمة من القدس، وستفرض إجراءات مشددة في محيط البلدة القديمة ومحاور الطرق في شارع رقم 1 وشارع الأنبياء، وستدفع بالمئات من عناصر الشرطة إلى البلدة القديمة، إضافة لإغلاق معظم الشوارع خلف شارع الأنبياء المؤدية إلى الأحياء اليهودية غربي القدس.

ويتوقع أن يشارك في هذه الاحتفالات عشرات آلاف المستوطنين، الذين استبدلت شرطة الاحتلال موقع احتفالهم المركزي بهذه المناسبة من جبل الجرمق شمالي فلسطين المحتلة، خشية تعرضهم لهجمات من جنوب لبنان.