حظي خطاب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يئير لبيد، أمس الخميس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بتأييد الرئيس الأميركي، جو بايدن، في ظل توافقه المعلن مع موقف الإدارة الأميركية بالحفاظ على إمكانية حل الدولتين، غير أنّ الخطاب لم يأت مفاجئاً للمنظومة الحزبية في إسرائيل، التي اعتبرته جزءاً من محاولات لبيد تحريك المعركة الانتخابية الداخلية.
وأشار أكثر من معلق إسرائيلي، ومنهم في اليسار، إلى أنّ خطاب لبيد الذي أعرب فيه عن تأييده لحل الدولتين مقابل إلقاء الفلسطينيين لسلاحهم، لم يتعد محاولة لتمييز نفسه عن زعيم حزب "العسكر العمومي" الجنرال بني غانتس، لا سيما أنّ لبيد لم يقدم أي شيء عملي أو مبادرة فعلية لتحقيق ادعائه بتأييد حل الدولتين.
بدورها، سارعت زعيمة حزب ميرتس اليسارية، زهافا غالئون، إلى محاولة الاستفادة من الخطاب لترجمة ذلك لصالح التصويت لحزبها على اعتبار أنّ لبيد سيكون بحاجة لميرتس من أجل تنفيذ حل الدولتين، ومثلها نواب ووزراء من حزب العمل.
في المقابل، سارع الليكود ممثلاً برئيس الحكومة السابقة، بنيامين نتنياهو، إلى نشر شريط مصور، اعتبر فيه أنّ الخطاب "مليء بالضعف والوهن" لناحية إعادة ملف الدولة الفلسطينية واتفاقيات أوسلو إلى جدول الأعمال، بعد أن تمكّن اليمين من إزاحته، و الالتفاف على "الفيتو الفلسطيني" وتوقيع أربع اتفاقيات سلام مع دول عربية جديدة، ضمن "اتفاقيات أبراهام".
إلى ذلك خرجت وزير الداخلية في حكومة يئير لبيد لتصريف الأعمال أيليت شاكيد، التي تصارع لاجتياز نسبة الحسم في الانتخابات الحالية، لتقول في تغريدة على "تويتر"، إنّ لبيد لا يمثّل في موقفه الإسرائيليين ولا يمثل إلا نفسه.
كما هاجم زعيم حزب الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، هو الآخر خطاب لبيد، معتبراً أنّه يعيد إسرائيل إلى "أيام أوسلو الفظيعة". وقالت عضو الكنيست أورويت ستروك من نفس الحزب، إنّ لبيد لا يملك أي تفويض لمثل هذا الحل فهو لا يمثل، بحسب قولها، أكثر من 30% من عموم الإسرائيليين.
أما الأحزاب العربية في الداخل، فقد أبدى التحالف الثنائي لجبهة الحزب الشيوعي الإسرائيلي بقيادة أيمن عودة، والحركة العربية للتغيير بقيادة أحمد طيبي، والذي تشكّل بعد تفكيك القائمة الثلاثية المشتركة، وإقصاء حزب التجمع الوطني؛ موقفاً مرحّباً بالخطاب. وأصدر التحالف بياناً مقتضباً بالعبرية، أمس الخميس، قال فيه: "صحيح أنّ خطاب لبيد بدأ بالتحريض على الحرب إلا أنه انتهى بالدعوة لحلّ الصراع بإقامة دولتين".
وأضاف البيان "إذا تدفقنا على صناديق الاقتراع سنكون في موقف قادر على إلزامه بالوفاء بكلماته والعمل لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، وبنفس الشكل سنضمن معالجة منظمات الإجرام والغلاء".
أما حزب التجمع الوطني الديمقراطي، بقيادة سامي أبو شحادة، فقد قال في بيان أصدره بعد إلقاء لبيد لخطابه، إنّ "لبيد هو نسخة طبق الأصل عن نتنياهو".
وأضاف البيان: "لبيد يزعم أمام العالم أنه يؤيّد حل الدولتين لشعبين، لكن على أرض الواقع يواصل الضمّ الزاحف وبناء المستوطنات واعتقال وقتل الشباب الفلسطيني، لدرجة أنّ عدد الشهداء برصاص قوات الاحتلال في الضفة الغربية هذا العام وصل إلى 83 شهيداً، وهو الأعلى منذ 8 سنوات، ولم ينته العام بعد، إضافة إلى اقتحام المسجد الأقصى والتضييق على البلدة القديمة والمقدسيين، بهدف تهجيرهم. واقتحامات المستوطنين كذلك وصلت إلى حدها الأعلى هذا العام".