ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية "12"، مساء اليوم السبت، أنّ الولايات المتحدة وضعت خطة لتزويد لبنان بغاز إسرائيلي يجرى نقله من مصر إلى لبنان عبر الأردن وسورية.
وقال يهود يعاري، معلق الشؤون العربية في القناة، إنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وراء الخطة الهادفة إلى "مساعدة" لبنان على تجاوز أزمة الطاقة التي يواجهها عبر تزويده بغاز يستخرج من حقل "ليفيتان" الإسرائيلي ويصدر إلى مصر.
وأوضح يعاري أنّ إدارة بايدن، وبهدف إنجاز هذه الخطة، ستتجاوز العقوبات التي فرضتها على نظام بشار الأسد في سورية.
وعلّق يعاري ساخراً على الخطة بالقول إنه سيتم تقديم الغاز الإسرائيلي إلى لبنان على أنه "غاز مصري"، وأنّ هذا الغاز "سيضيء الملجأ الذي الموجود فيه (زعيم حزب الله) حسن نصر الله"، على حد تعبيره.
وواصل يعاري تعليقه على الخطة قائلاً: "الجميع يعرف هذه الحقيقة، لكن أحداً لا يتكلم عنها في العلن، باستثناء تسريب أو تسريبين في الصحافة المتخصصة في شؤون الطاقة؛ وهي صحافة ليس بوسع الجمهور الاطلاع عليها بفعل الكلفة العالية للاشتراكات فيها".
وأضاف أنّ "جميع الأطراف ذات العلاقة بالقضية تلتزم الصمت، لا سيما الحكومة (اللبنانية) ونظام الأسد ونصر الله، فالجميع معني ألا يتم الكشف عن حقيقة الخداع المتمثل في تقديم الغاز الإسرائيلي الذي سيحصل عليه لبنان على أنه غاز مصري".
دور نظام الأسد في هذا المشروع يضفي شرعية على عودته إلى الحاضنة العربية
وأضاف يعاري أنه في حال جرى تطبيق الخطة الأميركية، فإنّ الغاز الإسرائيلي سيمر عبر سيناء ويتم نقله في "أنبوب الغاز العربي" عند نقطة تقع جنوب مدينة طابا المصرية، ويمر عبر البحر الأحمر إلى الأردن، ومنه إلى سورية وينتهي في لبنان.
ولفت إلى أنّ تزويد لبنان بالغاز الذي تنتجه مصر بالفعل "غير ممكن"؛ لأنّ أنبوب الغاز الوحيد الموجود في سيناء يستخدم في نقل الغاز الذي ينتجه حقل "ليفيتان" الإسرائيلي إلى مصر، ما يعني أنه لا يوجد خيار أمام مصر إلا بيع الغاز الذي تشتريه من إسرائيل إلى لبنان، وبعد ذلك ضخه عبر "أنبوب الغاز العربي"، الذي ينتقل من طابا إلى الأردن وإلى سورية ومنها إلى لبنان.
وأبرز يعاري حقيقة أنّ القسم الشمالي من "أنبوب الغاز العربي" يتم استخدامه في الأردن في نقل الغاز من حقل "ليفيتان" الإسرائيلي ويتجه إلى محطة توليد الكهرباء في الزرقاء؛ وهذا يعني أن تزويد لبنان بالغاز الذي ينتجه "ليفيتان" يفرض زيادة كمية الغاز الذي ينتجه هذا الحقل لكي يتم الحفاظ على الحصة التي تحصل عليها مصر والأردن.
وبحسب يعاري، فإنّ الغاز الإسرائيلي الذي سيتم تزويد لبنان به سيستخدم من قبل "حزب الله" في مواصلة بناء مصانع السلاح ومخازن الصواريخ؛ في حين أنّ دور نظام الأسد في هذا المشروع يضفي شرعية على عودته إلى الحاضنة العربية.
وادعى أنّ ملك الأردن عبد الله الثاني يرى أنّ مثل هذه الخطوات يمكن أن تدفع نظام الأسد إلى الابتعاد عن الحضن الإيراني؛ في حين أنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان يعارض دوماً إسقاط بشار الأسد، على حد قول يعاري.