رجح مدير عام مركز عموم روسيا لدراسة الرأي العام (حكومي) فاليري فيودوروف أن نسبة أنصار ما يسمى "حزب الحرب"، الذي كان يمثله قائد مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة الراحل يفغيني بريغوجين ووزير الدفاع الأسبق لـ"جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من طرف واحد المعتقل حاليا إيغور غيركين وشهرته "ستريلكوف"، تبلغ اليوم ما بين 10 و15 في المائة، واصفا إياهم بأنهم "خليط متفجر".
وقال فيدوروف في حوار مع صحيفة "آر بي كا" الروسية نشر اليوم السبت: "كانت هذه الفئة موجودة قبل العملية العسكرية الخاصة، ولكن بداية أعمال القتال أتاحت لأتباعها رفع رؤوسهم والشعور بأنهم على طرف الحق من التاريخ والبدء بالترويج لخطاباتهم. لفترة ما، تلاقى الخط الرسمي مع قناعتهم الداخلية".
وأوضح أن هؤلاء "يطالبون بالمزيد وينتقدون الاستراتيجية والسياسات والقدرة القتالية بشدة"، مضيفا: "هذا خليط متفجر. هل ازداد عددهم بشكل كبير؟ ازداد، ولكن ليس كثيرا، وتبلغ نسبتهم نحو 10- 15 في المائة. لا يطالب أغلب الروس بالسيطرة على كييف أو أوديسا، ولا يستمتعون بالمعارك. لو هيمنت إرادتهم، لما كانوا بدأوا العملية العسكرية، ولكن طالما أصبح الوضع على ما هو عليه، فيجب النصر. لذلك يدعمون روسيا والجيش وبوتين".
واعتبر أن هذا الموقف، السائد اليوم، كان سائدا قبل عام أيضا، زاعما أنه من الأنسب الحديث عن "روسيا المقاتلة" لا "حزب الحرب"، قائلا: "لا يقاتل هؤلاء الأشخاص بالضرورة بأنفسهم، فهم قد يكونون أفراد عائلات العسكريين ومتطوعين. ربما يشكلون جزءا صغيرا نسبيا من المجتمع، ولكن هذا الجزء نشط للغاية".
وعلى الرغم من عمل السلطات الروسية على منع أي صوت مؤثر معارض للحرب في أوكرانيا منذ أيامها الأولى في العام الماضي، إلا أن ذلك لم يجنبها انتقادات لاذعة لعدم قدرتها على الحسم في أوكرانيا من قبل أنصار الحرب.
وخلال فترة الحرب، سطع نجم مجموعة من المدونين والمراسلين الحربيين الروس ممن أنشأوا قنوات "زد"، نسبةً إلى الحرف اللاتيني Z الرامز إلى العملية العسكرية الروسية. ويتابع هذه القنوات الملايين من أنصار "حزب الحرب" على تطبيق "تليغرام" غير القابل للرقابة.
ورغم دعمهم المطلق للحرب على أوكرانيا، فإن المدونين الحربيين لم يترددوا في أحيان كثيرة في توجيه انتقاد لكبار القادة السياسيين والعسكريين الروس وأساليبهم في إدارة "العملية العسكرية الخاصة"، مشككين حتى في ولائهم لروسيا.