نفّذت المقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزة، يوم الجمعة، حكم الإعدام رمياً بالرصاص، بحقّ 18 عميلاً للاحتلال، تنفيذاً لقرارات "ثورية"، وبعد استيفاء الإجراءات القضائية والشروط بحقّهم. واستهلّت المقاومة، بهذه الخطوة، مرحلة أمنيّة جديدة مع عملاء الاحتلال الإسرائيلي، تحت عنوان "خنق الرقاب". وأعلنت في الوقت ذاته، "فتح باب التوبة لمن ينوي التراجع عن أفعاله والاقرار بخطئه".
وتزامنت عملية المقاومة، مع لجوء الاحتلال الإسرائيلي، الى عمليات اغتيال، ومساهمة العملاء الواسعة في الوشاية بالمقاومين، ما لعب دوراً كبيراً في استهداف عدد من القادة في فصائل المقاومة خلال العدوان الجاري.
وقال مسؤول أمني في المقاومة، إنه "في ظل الوضع الميداني والتطورات الخطيرة، التي تجري على الأرض، صدرت قرارات صارمة للبدء بمرحلة خنق رقاب العملاء، والتعامل الثوري مع المشبوهين في الميدان، مع ضرورة عدم التهاون مع أي محاولة لخرق الإجراءات الأمنية التي فرضتها المقاومة".
وشدد المصدر، وفق موقع "المجد الأمني"، على أن "المقاومة الفلسطينية لن تتهاون أو ترحم أي متخابر يتم ضبطه في الميدان، وستقوم بمحاكمته ثورياً"، موضحاً أن "العمل الثوري مقر قانونياً في جميع دول العالم خلال الحروب والمعارك". وأشار الى أن "أشدّ العقوبات ستنزل بالعملاء الذين يتم ضبطهم، وسيقدمون لمحاكمات عسكرية ثورية بإشراف خبراء أمنيين وقضائيين".
في غضون ذلك، لاقت الحملة استحساناً واسعاً من قبل الشارع الفلسطيني الذي يعتبر ظاهرة العمالة ظاهرة شاذة عن عادات وتقاليد وأعراف الشعب الفلسطيني الثائر، الذي قاوم الاحتلال ورفض تدنيس الأرض والمقدرات الإسلامية والمسيحية، وفقاً لمنشورات ناشطين عبر "فيسبوك".
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالعديد من المشاركات المؤيدة والمشجعة لعملية "خنق الرقاب" والضرب بيد من حديد على رقاب العملاء، وانتشرت العديد من التصاميم والصور التي توضح مدى خطورة العملاء على القضية الفلسطينية، إضافة إلى المنشورات التي تدعو باقي العملاء إلى التوبة وتسليم أنفسهم، مؤكدة أن "المتخابر ليس منا".
من جهته، قال مسؤول أمني في أحد الفصائل المقاومة، رفض ذكر اسمه وفصيله، لـ"العربي الجديد"، إن "عملية (خنق الرقاب) جاءت في المرحلة الحساسة من عمر الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع أشكال الإجرام الإسرائيلي، بمساعدة العملاء والمتخابرين".
وشدد المسؤول الأمني، على أن "المقاومة الفلسطينية ستضرب بيد من حديد على رؤوس العملاء الخارجين عن الصف الوطني الفلسطيني بعد استيفاء الشروط القانونية والقضائية"، لافتاً إلى أنهم "يشكلون ذراعاً خفياً للاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وسيتم بتره بعد كشف عدد منهم".
وأكد أن "الشعب الفلسطيني المقاوم لفظ قائمة العار للمتخابرين مع الاحتلال الإسرائيلي، وأعلن براءته منهم"، موضحاً في الوقت ذاته أن وزر المتخابر مع الاحتلال يقع عليه وحده، لذلك تم منع بث أسماء وصور العملاء، حتى لا تتم الإساءة إلى أسرته وعائلته التي ترفض إجرامه".
وتعتبر ظاهرة العملاء الأخطر على القضية الفلسطينية كونها تعبث بأمن المواطن ومقاومته ومقدراته، وقد ساهمت بإلحاق أضرار كبيرة بالشعب الفلسطيني على مدى سنوات نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكانت بمثابة "طعنة الظهر"، التي تغلب عليها الشعب الفلسطيني بمحاربتها، بحسب مسؤول فلسطيني.
وغالباً ما تحصل عمليّات القصف الإسرائيلي بعد عمليات تبليغ يقوم بها عملاء الاحتلال، ويقدّمون خلالها المعلومات الخاصة بالمقاومين ورصدهم، إضافة إلى رفد الاحتلال بالمعلومات عن أنفاق المقاومة وأماكن إطلاق الصواريخ، ما ساهم بسقوط عدد كبير من الفلسطينيين شهداء.
وحوصرت ظاهرة العملاء كثيراً في السنوات الماضية، وسلم متخابرون كثر، أنفسهم الى أجهزة الأمن في حكومة "حماس" السابقة في القطاع، بعد أن فتحت لمرتين باب التوبة. ويسعى الاحتلال دائماً الى تجنيد عملاء بشكل دائم، عبر وسائل كثيرة، منها الاسقاط المباشر، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.