لا تزال تتفاعل تداعيات التظاهرات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، عقب العدوان على قطاع غزة، وخصوصاً بعد منع السلطات الفرنسية لتظاهرة أمس السبت، وتحدي المنظمين للمنع، فضلاً عن المواجهات التي تخللتها.
وفنّد منظمو التظاهرتين المؤيدتين للشعب الفلسطيني في باريس، اليوم الأحد، المغالطات والأكاذيب التي سوقتها الحركات الصهيونية والشرطة الفرنسية عن الشغب الذي حدث، وخصوصاً في التظاهرة الأولى قبل أيام.
وأكد القيادي في حزب "أهالي الجمهورية"، يوسف بوسوماح، أن الحل الوحيد لمواجهة سياسة "تجريم" التظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني في فرنسا، هو خلق تحالف عريض بين كل المنظمات المؤيدة للشعب الفلسطيني وقضيته، موجهاً النداء للتظاهر مجدداً يوم الأربعاء المقبل في "ميترو لاريبوبليك"، تضامناً مع غزة.
وقال إن رابطة الدفاع اليهودية هي المسؤولة الكبرى عن العنف الذي رافق التظاهرة الأولى، وتساءل عن الأسباب التي أدت إلى التعتيم على تصريح حاخام، أكّد فيه عدم تعرض الكنيس لأي اعتداء، مضيفاً أن هذه الكذبة التي انطلق منها رئيس الحكومة الفرنسية، مانويل فالس، وغيره لإدانة التظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني وقراره بحظرها.
وحول أحداث التظاهرة الثانية، التي نظمها المتضامنون أمس السبت، أكد بوسوماح، أن حق التظاهر في فرنسا قرار لا يناقش، إضافة إلى أن التظاهرة كانت ستنظم في كل الاحتمالات. فالناس مصممون على الحضور، لأن الهجمة الإسرائيلية على غزة متواصلة، ولأن ما شاب التظاهرة الأولى كان كذبة كبرى أريد بها تشويه التظاهرات وبالتالي منعها.
وأوضح أنه إذا حدث بعض العنف، فقد جاء ذلك لأن التظاهرة كانت محظورة. وعدّد حالات رهيبة من العنف البوليسي، الذي طال المتظاهرين، منوهاً بدور ساكني الحي الشعبي، "باربيس"، في حماية المتظاهرين وتقديم الدعم لهم.
وكشف بوسوماح أن بعض أفراد الشرطة عبروا لنا عن غباء قرار الحظر، في حين أن آخرين متحمسين من الشرطة بدأوا في إلقاء قنابل مسيلة للدموع وقنابل أخرى جديدة تسبب التقيؤ ورصاصات "فلاش/بول" قادرة على فقء العيون. وعرض صُوَراً عن شاب تلقى رصاصة في ظهره وهو يحاول الفرار.
وتطرق بوسوماح إلى تصريحات فالس، المنتقدة للمتظاهرين ووصفها بالوقحة والمريبة والغبية. وحول اتهامات فالس للمتظاهرين بالعنف واستحضاره المتكرر لمعاداة السامية، قال بوسوماح إن هذه التصريحات "كاذبة وتلفيقية وفالس يستحق أن يحاكم عليها"، مؤكداً أن هدف "فالس هو تجريم الدفاع عن الشعب الفلسطيني وهو ما لن نقبله أبداً".
وطالب بوسوماح الحكومة الفرنسية بإطلاق سراح المعتقلين، وهم في حدود الأربعين، وإيقاف المتابعات البوليسية والقضائية، ودعا رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان بتسلم ملفاتهم.
وأكد أن فرنسا هي البلد الوحيد في العالم الذي يحظر التظاهرات، وهو ما لم تفعله حتى إسرائيل. ووجه النداء للتظاهر مجدداً يوم الأربعاء المقبل 23 يوليو/تموز الحالي في "ميترو لاريبوبليك"، وأشار إلى نداء آخر للتظاهر أيضاً يوم السبت المقبل 26 يوليو/تموز في المكان نفسه.