قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في تصريحات لـ"العربي الجديد" في نيويورك، إن الوضع الإنساني في اليمن "ينزلق من حافة الهاوية" مع زيادة عدد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية ليصل إلى عشرين مليون يمني.
وجاءت تصريحات دوجاريك خلال المؤتمر الصحافي اليومي الذي يعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وأشار دوجاريك إلى معاناة 16 مليون يمني من الجوع من أصل أكثر من 20 مليون بحاجة إلى مساعدات إنسانية. أما أولئك الذين يعيشون في ظروف شبيهة بالمجاعة، فقدر عددهم بعشرات الآلاف، مؤكدا في الوقت ذاته أن هناك قرابة خمسة ملايين يمني "على بعد خطوة واحدة من المجاعة".
ولفت الانتباه إلى زيادة تفشي فيروس كورونا ونسبة الإصابات. وأشار إلى تقرير مفاده أن هناك مستشفيات ومرافق صحية "ترفض" استقبال المرضى لأنه لا يوجد لديها أصلا موارد لعلاجهم. وحول تصاعد القتال في مأرب بسبب الهجمات التي يشنها أنصار الله على المنطقة قال دوجاريك إن تلك الهجمات أدت إلى نزوح قرابة 20 ألف يمني كما أنها تهدد سلامة ملايين آخرين في المنطقة. ولفت الانتباه كذلك إلى زيادة الحاجة والمعاناة بسبب الأمطار الموسمية والفيضانات الناجمة عنها مما أثر سلبا على أكثر من 22 ألف شخص، أغلبهم من النازحين الذين يعيشون في مآو غير ملائمة.
وحول تمويل صندوق المساعدات الإنسانية والإغاثة في اليمن، أكد دوجاريك أن هناك نقصا حادا في تمويله. وقال "تحتاج الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الشريكة إلى قرابة 3.58 مليارات دولار أميركي هذا العام للحيلولة دون وقوع مجاعة في اليمن وعلى نطاق واسع كما بغية الاستجابة لمتطلبات مكافحة انتشار فيروس كورونا ومتطلبات أساسية أخرى. ولم تحصل الأمم المتحدة حتى الآن إلا على 34 بالمئة من هذا المبلغ للعام الحالي".
وعبر عن أسفه لأن عمليات الإغاثة في اليمن انخفضت، بسبب نقص التمويل، حيث تقدم الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة المساعدات لقرابة عشرة ملايين يمني شهريا، في انخفاض بحوالي الثلث حيث كانت تقدم المساعدات لـ 14 مليون يمني شهريا قبل أن تجبر على إغلاق عدد من برامجها وخفض نسبة المساعدات بسبب عدم تقديم الدول المانحة ما يكفي من الأموال لمساعدة اليمنيين.
وحول الوضع السياسي، كان دوجاريك قد أكد في وقت سابق على ما قاله مارتن غريفيث، مبعوث الأمين العام الخاص لليمن، باستمرار المساعي مع جميع أطراف النزاع والجهات المؤثرة والمعنية من أجل التوصل لاتفاق مشترك بغية العمل على التوصل لاتفاق دائم وشامل، وهذا على الرغم من خيبة الأمل التي كان غريفيث قد عبر عنها بعد انتهاء اجتماعات مكثفة أجراها خلال الأسبوع الأخيرة بين الأطراف المعنية محليا وإقليميا ودوليا.
وكان غريفيث يرغب بالتوصل لوقف إطلاق النار ووقف هجوم الحوثيين على مأرب. كما عمل على رفع القيود المفروضة على موانئ الحديدة وفتح مطار صنعاء للتخفيف من حدة الوضع الإنساني المتردي.
وفي البيان الصادر عن مكتبه قال غريفيث: "لقد استمر نقاشنا حول هذه القضايا لما يزيد عن العام، وكان المجتمع الدولي داعماً بشكل كامل في أثناء ذلك. ولكننا للأسف لسنا حيث نود أن نكون فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق. في الوقت نفسه، استمرت الحرب بلا هوادة وتسببت في معاناة هائلة للمدنيين". وأكد في الوقت ذاته عن نيته مواصلة مساعيه من أجل إيجاد أرضية مشتركة.
وعلق دوجاريك في هذا السياق ردا على أسئلتنا حول موقف الأمم المتحدة وما الذي تريد رؤيته: "نحن نحاول التقريب بين وجهات النظر للأطراف المختلفة، ولسنا طرفا في المفاوضات. نريد أن يتوقف القتال، وزيادة وصول المساعدات الإنسانية، وفتح ميناء الحديدة، وفتح مطار صنعاء، وأن تتوقف الهجمات على مأرب". وأردف أنه "وضع معقد للغاية، مليء بالعقبات. وسنستمع لإحاطة السيد غريفيث للمجلس خلال مداخلته الشهرية لاحقا هذا الشهر".