أفردت صحيفة بوليتيكو الأميركية تقريراً مطولاً للحديث عن جهود دول خليجية إلى جانب إسرائيل لتكون جزءاً من أية مفاوضات مستقبلية قد تجريها إدارة بايدن مع إيران بخصوص ملفها النووي.
وفي مقابلات مع بوليتيكو ذكر سفراء الدول الثلاث أن لديهم تجاه إيران محاذير ومخاطر أكبر من الولايات المتحدة أو الدول الأخرى التي شاركت في صياغة الاتفاق النووي عام 2015 مع طهران. ويرى هؤلاء أن مشاركتهم في المفاوضات من شأنها أن تشكل عامل دعم ومساندة سيعزز نفوذ الولايات المتحدة على إيران.
وقد قال يوسف العتيبة، سفير الإمارات العربية المتحدة في واشنطن، للصحيفة، إنه عند صياغة اتفاق عام 2015، عمل المسؤولون الأميركيون كما لو كان عليهم الاختيار بين الحلفاء الأوروبيين، الذين شاركوا في المفاوضات، وشركائهم في الشرق الأوسط، الذين تم استبعادهم إلى حد كبير.
وأضاف: كان ذلك اختياراً خاطئاً، وعلى الولايات المتحدة أن تحافظ على علاقات قوية مع جميع شركائها، سواء في أوروبا أو الشرق الأوسط، وعليها أن تظهر مع كلتا المجموعتين على طاولة المفاوضات.
وعلمت الصحيفة أن العتيبة ونظيريه الإسرائيلي والبحريني شاركوا يوم الإثنين الماضي في مناقشة "خاصة وغير رسمية" مع أعضاء لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية.
كما ظهر الثلاثي معا في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك في جلسة افتراضية مع النادي الاقتصادي بواشنطن. حيث أشار السفير الإسرائيلي رون ديرمر إلى أن الولايات المتحدة خاضت المحادثات السداسية مع كوريا الشمالية، بمشاركة الحلفاء الإقليميين، مثل اليابان وكوريا الجنوبية. وقال ديرمر: "إن أول شيء سأقوله للإدارة القادمة، اجلسوا مع حلفائكم في المنطقة، واستمعوا إلينا". وشدد على ضرورة التوصل إلى موقف مشترك، ليس فقط بما يتعلق بالملف النووي الإيراني، بل بما يتعلق بالاعتداءات الإقليمية لإيران.
ترى الأطراف الثلاثة أن مشاركتها في المفاوضات من شأنها أن تشكل عامل دعم ومساندة سيعزز نفوذ الولايات المتحدة على إيران
وفي السياق ذاته، أشار السفير البحريني عبد الله آل خليفة في مقابلة مع الصحيفة، إلى أن بلاده محبطة بشكل خاص من التدخل الإيراني في شؤونها الداخلية. حيث دعمت إيران جماعات إسلامية شيعية مناوئة لنظام الحكم في البحرين.
وأضاف: "من المهم بالنسبة لنا أن نكون جزءاً من المحادثات، لأننا نحن من نجلس في الصف الأول في أي تطوّر، ونحن من سيتعين عليه تحمّل العواقب كاملة".
ورفض المتحدث باسم الفريق الانتقالي لبايدن التعليق على الخبر. لكن الصحيفة ترى أن رسائل فريق بايدن تشير إلى أنه يتعين على إيران اتخاذ الخطوة الأولى، في حين تصر إيران على وجوب رفع الولايات المتحدة للعقوبات أولاً.
وتدفع الدول الثلاث باتجاه إعادة التفاوض مع إيران دون اعتبار لما تم تحقيقه سابقاً، حيث يرى الثلاثي أن إيران لن تشارك بشكل هادف في مفاوضات المتابعة بمجرد العودة للاتفاق الأصلي.
وقد قال السفير الإسرائيلي ديرمر في مقابلة مع الصحيفة: "لماذا العودة إلى الاتفاقية الأصلية بينما يمكنك المطالبة بالمزيد الآن؟". وأضاف: "أنت بذلك تتخلى عن كل نفوذك".
وأكد العتيبة على ذلك بالقول: "كلنا نريد صفقة، لا أحد يريد صفقة أكثر مما نريد، نحن نستفيد من الاستقرار الذي ستجلبه صفقة جديدة. لماذا يجب أن نتخلى عن إبرام صفقة أفضل تجعلنا أكثر استقراراً؟".
وفي بيان أرسل للصحيفة للتعليق على الخبر، قال المتحدث باسم بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، إن إيران "لن تعيد التفاوض على اتفاق تم الاتفاق عليه بالفعل". وأضاف علي رضا ميريوسفي: "أعلنت إيران دائماً أنها مستعدة للتفاوض بشأن القضايا الإقليمية، ولكن فقط مع الجيران ودول المنطقة". وأكد على أن إيران لا ترى حاجة لوجود قوى أجنبية في ذلك الحوار، فالقوى الأجنبية "هي أهم أسباب انعدام الأمن وإثارة المشكلات في المنطقة"، بحسب تعبيره.