حتى اليوم الخامس من اندلاع الاشتباكات في السودان لم تسفر أي مواقف دولية أو استعدادات للوساطة عن وقف ولو مؤقت للمعارك التي تشهدها البلاد بين الأطراف المتصارعة على السلطة.
ولم تكد هدنة الـ24 ساعة التي وافق عليها طرفا الصراع بوساطة أميركية تدخل حيز التنفيذ، أمس الثلاثاء، بعد اتصال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بكل من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حتى انهارت تماماً بتجدد الاشتباكات العنيفة بين الطرفين.
وإلى جانب الولايات المتحدة التي تنشط مع بريطانيا والسعودية والإمارات ضمن "الرباعية الدولية"، عرضت العديد من الدول والأطراف الإقليمية التوسط لإيقاف الاقتتال المستعر بين الجيش وقوات الدعم السريع، والذي أسفر عن نحو 180 قتيلاً، حتى الآن، بحسب نقابة أطباء السودان.
- تركيا
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء أمس الثلاثاء، استعداد بلاده لتوفير كل وسائل الدعم من أجل استقرار وسلام السودان.
وقال أردوغان في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول: "إننا نتابع بقلق تطورات الأوضاع في السودان، وسأجري مباحثات مع الجانبين في الخرطوم".
- الجزائر
من جهته، دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الثلاثاء، إلى تحرك مشترك بين الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي وهيئة "إيغاد" من أجل وقف القتال في السودان.
وحسب بيان للرئاسة الجزائرية، فإنّ رسائل بعثها تبون للأطراف المعنية، تضمنت الدعوة إلى "التفكير في مسعى مشترك وموحد بين المنظمات الأربع من أجل مساندة السودان لتجاوز الأزمة الراهنة".
- حكومة الوحدة الوطنية الليبية
من جانبها، أبدت وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية نجلاء المنقوش استعداد بلادها للعب دور الوساطة بين الأطراف السودانية لدفع "الأوضاع نحو استئناف العملية السياسية لتحقيق الأمن والاستقرار للسودان".
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجرته، أمس الثلاثاء، بنظيرها السوداني الصادق علي، تباحثا خلاله في الأوضاع الراهنة في السودان.
ودعت المنقوش إلى الاستجابة للنداءات التي تطالب بوقف الاشتباكات فوراً، وتغليب لغة الحوار بين الأشقاء.
- مصر وجنوب السودان
وفي اليوم الثاني لاندلاع القتال، عرضت مصر وجنوب السودان الوساطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وناشدت الدولتان الأطراف السودانية "تغليب صوت الحكمة والحوار السلمي"، وذلك خلال اتصال هاتفي، الأحد الماضي، بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس جنوب السودان سلفا كير.
- الاتحاد الأفريقي و"إيغاد"
وأعلن الاتحاد الأفريقي، الأحد الماضي، أنّ رئيس مفوضيته موسى فقي محمد سيتوجه "فوراً" إلى السودان، "للتحدث مع الطرفين بشأن وقف إطلاق النار".
وكانت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، وهي كتلة من دول شرق أفريقيا، قد عقدت اجتماعاً طارئاً، الأحد الماضي، لمناقشة إجراءات تسوية النزاع في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وقالت "إيغاد" إنها تعتزم إرسال رؤساء كينيا وجنوب السودان وجيبوتي إلى السودان في أسرع وقت ممكن، لإجراء مصالحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
- دولة الاحتلال الإسرائيلي
وذكر موقع صحيفة "يسرائيل هيوم"، الأحد الماضي، أنّ ممثلي إسرائيل حثوا ممثلي رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وخصمه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، على وقف القتال والتهدئة.
ولفت الموقع إلى أنّ إسرائيل "تشارك بشكل فاعل في الجهود الهادفة إلى تهدئة الأوضاع في السودان"، مضيفاً أنّ إسرائيل باتت تعي أنه سيؤجَّل توقيع اتفاق التطبيع مع السودان الذي كان مقرراً قريباً، بسبب تفجّر المواجهات العسكرية.
ويتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تحركات دولية لاحتواء الصراع، ولا يعرف ما إذا كانت ستسفر عن حل سريع للأزمة، أم أنها ستلقى مصير أزمات عربية أخرى مستمرة منذ سنوات طويلة ويدفع ثمنها المدنيون.