لم تتصدّر عناوين الصحف البريطانية أخبار تهديد آلاف الآشوريين في مناطقهم القديمة في سورية من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بل جاء الخبر ثانوياً ضمن بعض الصحف التي تطرّقت إليه بالتحدّث عن مسيحيين يتحدّثون لغة المسيح، وتغافلت قوميتهم.
وعنونت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية الخبر بـ "آلاف المسيحيين يهربون أمام تقدّم تنظيم الدولة الإسلامية"، في وقت لم تذكر فيه الكثير من الصحف الخبر على الإطلاق. وكتبت الصحيفة، التي حاولت جاهدة تجنّب لفظ كلمة "آشوريون"، قائلة إنّ ما لا يقلّ عن 15 ألف مسيحي فرّوا يوم أمس، بعد أنّ هدّدهم تنظيم "الدولة الإسلامية" بالهجوم على مدينة صدد القديمة في سورية، حيث يقيمون.
تطرّق التقرير إلى الأكراد أيضا،ً وبعدها إلى "عائلة حلبي اليهودية الأخيرة في منطقة حلب، والتي أنقذها رجل أعمال أميركي إسرائيلي من خطر الجماعات المتطرّفة، وأسهب في الحديث عن تلك العائلة الواحدة وكيفية إنقاذها من براثن الموت، مقابل اختصاره معاناة الآلاف بفقرة لا تتجاوز بضعة أسطر.
وشرح التقرير أنّ العائلة اليهودية، التي تتألف من امرأة في الـ 88 من العمر وابنتيها، باتت في خطر بعد تبدّل الظروف، وما إن وصلت إلى تركيا حتى سلّمت قضيتها إلى الحكومة الإسرائيلية، التي أعادت توطين الوالدة وفتاة واحدة، ورفض الفتاة الأخرى لأنّها متزوجة بمسلم.
كما أكمل تقرير الصحيفة موضحاً أنّ النظام السوري، في العمق، معادٍ للسامية بسبب النزاع القديم والطويل على هضبة الجولان.
إذن، في ما يبدو، فإنّ "ذا تايمز"، هدفت من التقرير بأكمله أن تظهر حجم معاناة اليهود واضطهادهم لا قضية تهجير آلاف الآشوريين.