في تصريح خارج عن المألوف في أسلوبه وعلانيته، تعهد رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" ديفيد برنيع، الذي يبدأ زيارة إلى واشنطن الأحد، خلال مراسم توزيع أوسمة على عاملين في الجهاز، أمس الخميس، بألا تحصل إيران على قنبلة نووية إطلاقاً.
وقال برنيع، في المراسم المذكورة التي جرت بحضور كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت، ورئيس الدولة إسحاق هرتسوغ، إنّ "إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً، لا في السنوات القريبة وإلى الأبد، هذا تعهد مني، هذا تعهد من الموساد".
وتابع: "من الواضح أنه لا حاجة ليورانيوم مخصب بنسبة 60% لأهداف مدنية. لا حاجة لثلاثة مواقع مع آلاف أجهزة الطرد المركزي، إلا إذا كانت هناك نية لتطوير سلاح نووي".
وبشأن المباحثات الجارية في فيينا، قال رئيس "الموساد" الإسرائيلي إنّ "الاتفاق السيئ الذي آمل ألا يتم التوصل إليه، هو أمر غير محتمل. إيران تسعى لبسط هيمنتها على الإقليم، وتنشط في أعمال الإرهاب التي نحبطها يومياً في مختلف أنحاء العالم، وتهدد بشكل متواصل الاستقرار في الشرق الأوسط".
وتابع: "أعيننا مفتوحة، ونحن متأهبون وسنعمل معاً مع نظرائنا في المنظومة الأمنية، ونبذل كل جهد مطلوب لإبعاد الخطر عن دولة إسرائيل، وإحباطه بكل الطرق".
وجاءت تصريحات رئيس "الموساد"، مساء الخميس، بعدما تلقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينت اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، وصفته الصحف الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر سياسية إسرائيلية مطلعة، بأنه كان "اتصالاً طويلاً وغير سهل".
وتناول الاتصال الملفين الإيراني والفلسطيني، وطالب بلينكن رئيس الحكومة الإسرائيلية بوقف مخطط بناء نحو 9000 وحدة سكنية استيطانية في منطقة مطار القدس التاريخي، المعروف أيضاً بمطار قلنديا، وهو مطار أقيم عام 1924، في عهد الانتداب البريطاني لفلسطين. وبعد حرب يونيو/حزيران، أقام الاحتلال منطقة صناعية متاخمة للمطار تحت اسم "عطروت" شمال القدس، على طريق القدس - رام الله.
من جهته، طلب بينت من الجانب الأميركي وقف المفاوضات الجارية مع إيران بشأن الاتفاق النووي، مكرراً اتهاماته بأنّ إيران تستخدم "الابتزاز النووي". وأعرب، بحسب بيان صدر عن ديوانه، عن معارضة إسرائيل رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، أو التوصل لاتفاق جزئي معها يؤدي إلى تدفق الأموال للنظام الإيراني.
وتأتي تصريحات رئيس "الموساد" الجديد، بعدما كانت صحيفتا "يسرائيل هيوم" و"هآرتس"، قد ذكرتا قبل أيام أنّ إسرائيل لا تملك حالياً خياراً عسكرياً فعلياً، ولا تملك القدرة على شن هجوم فعلي على إيران ينهي الملف النووي.
وأشارت "يسرائيل هيوم" في هذا السياق، الأربعاء، إلى أنّ مسؤولين كباراً في المنظومة الأمنية الإسرائيلية، يأملون التوصل إلى اتفاق نووي يبطئ نشاط إيران، ويمنح إسرائيل الوقت الكافي لبناء خيار عسكري قادر على ضربها.
وكشف رئيس "الموساد" السابق، تمير باردو، في مؤتمر في هرتسليا، الثلاثاء الماضي، أنّ قدرات الجيش الإسرائيلي تمكنه من توجيه ضربات عسكرية لبلدان مثل سورية والعراق ولبنان، لكنه أشار إلى أنّ "إيران أمر مختلف". وحذر باردو من أنه إذا لم تكن النتائج مضمونة، فالأفضل التفكير في الأمر مرتين، قبل تنفيذ هجوم من هذا النوع.
وفي السياق، أشار محلل الشؤون الأمنية والاستخباراتية في صحيفة "هآرتس"، يوسي ميلمان، في تحليل نشره مطلع الأسبوع الحالي، إلى أنّ الخيار الأفضل لإسرائيل هو التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة تتكفل فيه الأخيرة بتأمين "مظلة نووية" لإسرائيل في مواجهة إيران.