نقلت "سي أن أن" عن رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي، وهو الضابط الأعلى رتبة، أنه اتخذ موقفاً حازماً من التغييرات الكبيرة التي تجريها إدارة ترامب في البنتاغون، حيث يتم استبدال كبار المسؤولين بمقربين من ترامب، الأمر الذي يثير قلق المسؤولين في الوزارة.
وأوضح الجنرال مارك ميلي أثناء وقوفه بجانب وزير الدفاع بالوكالة الذي تم تعيينه حديثاً كريستوفر ميللر، يوم الأربعاء، أن ولاءه لن يكون إلا للدستور، وأضاف: "نحن فريدون بين الجيوش، نحن لا نقسم يمين الولاء لملك أو ملكة أو طاغية أو ديكتاتور، نحن لا نقسم على الولاء لفرد أو بلد أو قبيلة أو دين؛ نحن نقسم على الدستور... وسوف نحمي تلك الوثيقة وندافع عنها، بغض النظر عن الثمن الشخصي".
وتتركز الأنظار حالياً على ما إذا كان ترامب سيمضي قدماً في سياسته القاضية بتعيين موالين له في البنتاغون، وما إذا كان ذلك سيطاول قيادات عسكرية، ومنها الجنرال ميلي، أم لا. وذلك بعد أن طاولت التغييرات عدداً من المسؤولين السياسيين المدنيين في الوزارة، حيث تم استبدالهم، وتعيين موالين لترامب، ومن المؤمنين بنظرية المؤامرة.
وقد شملت التعيينات الجديدة، العقيد المتقاعد دوغلاس ماغريغور، الذي دعا سابقاً إلى استخدام "القوة المميتة" لردع المهاجرين عن عبور الحدود بشكل غير قانوني، وأنطوني جي تاتا الذي وصف باراك أوباما ذات مرة بأنه زعيم إرهابي.
ويأتي كل هذا في الوقت الذي يرفض فيه ترامب الاعتراف بالهزيمة أمام المرشح الديمقراطي والرئيس المنتخب جو بايدن. الأمر الذي يؤخر البدء بالإجراءات الانتقالية لتسليم السلطة.
وكانت "سي أن أن" قد نقلت عن الجنرال ميلي قبل الانتخابات، أنه يشعر بالقلق من تسييس الجيش، وأنه مستعد للوقوف في وجه الرئيس في حال حصول أي تمرد أو اضطرابات مدنية بعد الانتخابات.
ويتحدّر العديد من الموالين لترامب الذين تم تنصيبهم في معظم المناصب العليا في البنتاغون من مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، ومن المتوقع أن يدفع هؤلاء بأولويات المجلس لتكون أولوية أيضاً في وزارة الدفاع.
يشعر رئيس هيئة الأركان المشتركة بالقلق من تسييس الجيش، ويؤكد أنه مستعد للوقوف في وجه الرئيس في حال حصول أي تمرد
وفي وقت أشاد العديد من المسؤولين بسمعة وزير الدفاع الجديد كريستوفر ميلر وقدرته؛ وصفه آخرون بأنه قليل الخبرة بالنسبة لشخص يتولى مثل هذا المنصب الرفيع، ووصفه أحد كبار مسؤولي البنتاغون بأنه "أداة بيد مجلس الأمن القومي"، وتم وضعه لتنفيذ أجندة البيت الأبيض.
وتنقل "سي أن أن" عن مصادر مطلعة أن التطهير الذي يقوم به البيت الأبيض في البنتاغون ربما يكون مردّه إلى أن وزير الدفاع المُقال مارك إسبر وأعضاء فريقه كانوا يضغطون لتحقيق انسحاب مبكر من أفغانستان، قبل أن تتهيأ له الشروط المطلوبة على الأرض، والترتيبات الأمنية واللوجستية المناسبة. الأمر الذي كان يرفضه الجنرال ميلي، الذي شدد على أن الانسحاب من أفغانستان يجب أن يستند إلى شروط، وأن يتم ذلك بطريقة لا تهدد أمن الولايات المتحدة.
وسبق للجنرال ميلي أن أعلن دعمه لإعادة تسمية القواعد العسكرية التي تحمل أسماء ضباط أميركيين شاركوا في الحرب الأهلية، وتثار حولهم اتهامات بخصوص العنصرية، وذلك بعكس موقف ترامب الرافض لذلك. كما اعتذر الجنرال في وقت لاحق عن ظهوره في صورة فوتوغرافية مع الرئيس ترامب بعد التفريق القسري للمتظاهرين السلميين خارج البيت الأبيض، حيث اعتبر أن هذا الظهور كان خطوة خاطئة، "وأعطت انطباعاً بأن الجيش منخرط في السياسة الداخلية".
وفي الوقت الذي يمكن فيه لترامب إقالة الجنرال ميلي من الناحية النظرية؛ فإنه سيكون مقيداً من الناحية العملية في تحديد خليفته. فوفقاً للقانون، إن نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الجوية، الجنرال جون هيتن، سيعين بشكل تلقائي رئيساً للأركان عند مغادرة ميلي، وإذا قام ترامب بإقالة هيتن أيضاً، فإنه سيكون ملزماً بتعيين رئيس لها من بين أعضاء هيئة الأركان المشتركة.