اعتبر رئيس الحكومة المغربي سعد الدين العثماني، اليوم الخميس، أن "افتتاح 19 قنصلية بمدينتي العيون والداخلة سيغير وجه النزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية"، مشيراً إلى أن بلاده حققت "مكاسب حقيقية ذات طابع استراتيجي".
وقال العثماني، في افتتاح اجتماع مجلس الحكومة الذي ترأسه الخميس من مدينة الداخلة (ثانية كبريات مدن الصحراء) بتقنية التواصل عن بعد: "إننا أمام مكاسب حقيقية ذات طابع استراتيجي، بفضل الجهود التي يقودها جلالة الملك لصيانة الوحدة الترابية والوطنية، والحكومة مجندة باستمرار لإنجاح الجهود المبذولة".
وأكد رئيس الحكومة المغربي أن "افتتاح 19 قنصلية لدول شقيقة وصديقة بمدينتي العيون والداخلة سيغير وجه النزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية"، لافتاً إلى أن "الانتصارات الدبلوماسية التي حققتها بلادنا في القضية الوطنية، وكذا الدينامية الدبلوماسية والاقتصادية والاستثمارية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة، تمثلان رداً عملياً قوياً على دعوات التشكيك والتبخيس لجهود بلادنا ومكاسبها".
وأوضح أن "القرار التاريخي للولايات المتحدة الأميركية بالاعتراف بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه، سرّع العديد من القرارات التي تعزز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين المملكة المغربية والولايات الأميركية المتحدة، وخصوصاً في مجالات التنمية الاقتصادية والتجارة ونقل التكنولوجيا وغيرها، في تناغم مع الدور الريادي للمغرب في المجال الاقتصادي والتعاون الدولي والتنموي على الصعيد الأفريقي".
وتأتي تصريحات رئيس الحكومة المغربي، في وقت ينتظر فيه أن يقوم وفد أميركي، خلال الأيام المقبلة، بزيارة مدينة الداخلة من أجل استكمال تأهيل وتجهيز القنصلية الأميركية وفق معايير وشروط صارمة تتعلق ببناء وأمن ومعدات التمثيليات الدبلوماسية الأميركية في مختلف بقاع العالم.
وكان مساعد وزير الخارجية الأميركي، المكلف شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ديفيد شينكر، قد قاد، الأحد الماضي، وفداً رفيع المستوى خلال زيارة تفقدية للمقر المؤقت للقنصلية الأميركية بمدينة الداخلة، من أجل مطابقة المعايير التي تُبنى بها المؤسسات والهيئات الدبلوماسية الأميركية.
وبدأت القنصلية الأميركية في عملها افتراضياً من طريق تقنية "Virtual Presence Posts"، في إطار تنزيل المرسوم الرئاسي الأميركي بخصوص افتتاح قنصلية واشنطن في مدينة الداخلة.
وعلى نحو لافت، بدا أنّ الدبلوماسية المغربية تستغلّ مرحلة الجمود التي يمرّ بها ملف الصحراء لتسجيل نقاط على خصومها، وتحديداً جبهة "البوليساريو"، بفضل استراتيجيتها القائمة على حثّ الدول على الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، وتأكيد الأمر على أرض الواقع من خلال خطوات قانونية تتمثّل بفتح قنصليات، فيما شكل الإعلان الرئاسي الذي أصدره دونالد ترامب، في 10ديسمبر/ كانون الأول الماضي، والقاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء وفتح قنصلية أميركية بالداخلة، ترجيحاً لكفة المغرب في نزاع الصحراء، وكسراً لقاعدة التوازن التي كانت تسلكها الإدارات الأميركية المتعاقبة بهذا الشأن.
ومنذ 2019، بدأ المغرب تحركاً دبلوماسياً في القارة الأفريقية لتشجيع الدول المتحالفة معه على فتح تمثيليات دبلوماسية في المدن الصحراوية، وصلت في نهاية السنة الماضية إلى 19 قنصلية، فيما أثار ذلك التحرك ردود فعل غاضبة من جانب كل من جبهة البوليساريو الانفصالية والجزائر.