أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، اليوم الخميس، أنه سيلتقي الرئيس الصيني شي جين بينغ في الصين الأسبوع المقبل، في وقت تسعى فيه أوروبا لطرح قضايا حقوق الإنسان وملف تايوان مع المحافظة على العلاقات التجارية.
وكتب ميشيل في تغريدة: "سنناقش التحديات الدولية إلى جانب عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك".
وأفاد الناطق باسمه بأنه "على وقع البيئة الجيوسياسية والاقتصادية المتوترة، تمثّل الزيارة فرصة مؤاتية للتواصل بين الاتحاد الأوروبي والصين".
وتأتي الزيارة في ظل نقاش بين عواصم الاتحاد الأوروبي بشأن كيفية التعامل مع ملف العلاقات مع الصين، وسط قلق بشأن سجّل بكين الحقوقي والتهديدات لتايوان والضغوط التجارية على عدد من بلدان الاتحاد الأوروبي ودعم روسيا.
وتحض الولايات المتحدة حلفاءها الغربيين على الوقوف صفاً واحداً في مواجهة الصين، لكن بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي الذين يقيمون علاقات تجارية كبيرة مع ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، يقاومون فصل الشؤون الدولية بين المعسكرين.
ويحاول ميشيل المحافظة على نهج وسطي بين ألمانيا التي لديها مصالح اقتصادية واسعة مع الصين من جهة، وأعضاء في الاتحاد الأوروبي مثل ليتوانيا التي أثارت حفيظة بكين عبر إقامة علاقات مع تايوان من جهة أخرى.
كما تشعر العواصم الأوروبية بالقلق حيال الروابط بين الصين وروسيا، غداة غزو موسكو لأوكرانيا المدعومة من الغرب.
رقابة على خطاب ميشيل
وخلال قمة عقدتها رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، في بنوم بنه، في وقت سابق من هذا الشهر، قبيل اللقاء الذي جمع الرئيس الصيني بنظيره الأميركي جو بايدن، دعا ميشيل بكين للضغط على روسيا لاحترام القانون الدولي.
وقال ميشيل لوكالة "فرانس برس" حينذاك: "نحث السلطات الصينية على استخدام جميع الوسائل المتاحة لإقناع روسيا باحترام الحدود المعترف بها دولياً وسيادة أوكرانيا".
وفي حدث لافت سلّط الضوء على حدة التوتر بين بروكسل وبكين هذا الشهر، أُلغي خطاب لميشيل كان من المقرر أن يُبث خلال معرض تجاري صيني.
وأفاد دبلوماسيون أوروبيون لوكالة "فرانس برس"، بأن الصين سعت إلى فرض رقابة على خطاب مسجّل لميشال، موجّه إلى المعرض الصيني للواردات الدولية، وبالتالي فضّلت بروكسل سحبه.
وأشار دبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن السلطات الصينية أرادت فرض رقابة على أي إشارات إلى الحرب في أوكرانيا، وهو ملف حساس بالنسبة لبكين.
وتسعى الصين لتصوير نفسها على أنها طرف محايد حيال الحرب، لكنها قدّمت دعماً دبلوماسياً لحليفتها الاستراتيجية روسيا.
والتقى المستشار الألماني أولاف شولتس الرئيس شي في الصين في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني، للدفع باتّجاه تعزيز التعاون الاقتصادي وإقامة علاقات تجارية متوازنة أكثر، رغم المخاوف التي يبديها غيره من القادة الأوروبيين.
ولم تعلّق بكين بعد على زيارة ميشيل المقررة في الأول من ديسمبر/ كانون الأول، ولدى سؤالها عن الزيارة، اكتفت ناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية بالقول إن "الصين ستنشر المعلومات في الوقت المناسب".
(فرانس برس)