من المقرّر أن يصل الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الحليف الأبرز للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، إلى العاصمة الإيرانية طهران، لإجراء مباحثات مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، في وقت زار كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، اليوم، سلطنة عُمان، التي تُعرف كأحد الوسطاء الرئيسيين بين طهران وواشنطن.
وأفادت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية بأن زيارة الرئيس البيلاروسي لطهران تستغرق يومين، ويرافقه وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى.
وسيبحث لوكاشينكو مع نظيره الإيراني التعاون الثنائي الشامل، في مقدمته المجال الاقتصادي والتجاري، فضلاً عن قضايا إقليمية ودولية.
ووصل وزير الخارجية البيلاروسي سيرغي آلينيك صباح اليوم إلى طهران، وأجرى لقاءً مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.
إلى ذلك، أعلن سفير بيلاروسيا لدى إيران ديمتري كولتسيف أن بيلاروسيا وإيران تخططان لاستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين مينسك وطهران قريباً، وفقاً لما أوردته وكالة "نور نيوز" الإيرانية.
وقال السفير البيلاروسي إن استئناف الرحلات الجوية المباشرة والمنتظمة بين البلدين، والتي توقفت عام 2017، سيلعب دوراً مهماً في الحفاظ على التبادلات التجارية المباشرة، والعلاقات العلمية والتعليمية والثقافية بين البلدين.
زيارة باقري إلى عُمان
في غضون ذلك، وصل نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني، اليوم الأحد، إلى مسقط، وأجرى لقاءات مع المسؤولين العمانيين في سلطنة عُمان.
وأفادت وكالة "إرنا" الإيرانية بأن زيارة باقري كني لمسقط جاءت لأجل عقد اجتماع لجنة المشاورات السياسية بين البلدين.
والتقى باقري كني خلال الزيارة، وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي ونائبه الشيخ خليفة الحارثي.
وتُعد عُمان إلى جانب سويسرا الوسيطين الرئيسيين بين إيران والولايات المتحدة الأميركية خلال العقود الأربعة الأخيرة، منذ انقطاع العلاقات بين طهران وواشنطن 1980، إذ تقوم بدور ساعي البريد بينهما، غير أنه خلال السنوات الأخيرة أضيفت أيضاً أطراف إقليمية أخرى إلى قائمة الوسطاء بين البلدين.
ولعبت سلطنة عُمان طيلة السنوات الماضية دوراً نشطاً في الوساطة بين طهران وكلّ من واشنطن ولندن لعقد صفقات تبادل السجناء، وآخرها كان نجاحها العام الماضي في عقد صفقة للإفراج عن الصحافية الإيرانية البريطانية نازنين زاغري، والمواطن الإيراني البريطاني أنوشه أشوري، مقابل تسديد بريطانيا ديوناً إيرانية تُقدّر بـ470 مليون يورو تعود إلى العهد الملكي الإيراني.
لكن الوساطة العمانية الأهم ظهرت في الملف النووي، إذ نجحت مسقط في جمع الطرفين الأميركي والإيراني على طاولة تفاوض سري مباشر لأول مرة في عام 2012، وقد تطور ذلك إلى التوقيع على الاتفاق النووي عام 2015 في فيينا، بعد اتفاق أولي في لوزان السويسرية.