بإمكان أي شخص أن يبتعد عن المواقع الإخبارية، وشاشات التلفزة، وأن يراقب "تمدّد" تنظيم الدولة الإسلامية/داعش على "تويتر" ليفهم أن التنظيم حقاً ومن دون أي مبالغة "باق ويتمدّد". فعند نشر الصور الأولى قبل حوالي السنتين للتنظيم على "تويتر" بدا الأمر مجرّد "مزحة سمجة" من تنظيم متطرف في سورية، لن يلبث أن يختفي. لكن ذلك لم يحصل.
الصور القليلة والنادرة عن "غنائم" في سورية، سرعان ما تحوّلت إلى صور يومية، تنشر بوتيرة سريعة. ومن حساب واحد، إلى آلاف الحسابات لمقاتلين ومؤيدين و"طالبي شهادة" و"مشاريع مجاهدين". غزا "داعش" "تويتر". يقفل الموقع حساباً "لمخالفته شروط الاستخدام" ينبت مكانه عشرات الحسابات. يحجب "يوتيوب" فيديو لإحدى جرائم وإعدامات التنظيم، تظهر عشرات المواقع الجاهزة لعرض الفيديو، من دون حذف اي مشهد، ومع الترويج له.
كل مقاتل نجم
عندما شاهدنا فيديو أبو بكر البغدادي يخطب بالمقاتلين في المسجد، بدا الحدث جللاً، كل المواقع والصحف حلّلت هذا الظهور، أين حصل؟ من كان معه؟ ماذا كان يرتدي؟ لكن مع زحمة الأحداث والصور، اختفت اللهفة إلى أخبار أبو بكر. فكل مقاتل في التنظيم هو نجم على مواقع التواصل. كل تغريدة، جدية كانت ام مجرد تهديد افتراضي، قد تتأهّب من أجلها أجهزة الاستخبارات الدولية. لم تعد حدود "داعش" هي سورية. هي وسورية، والعراق. هي ليبيا وتونس، والولايات المتحدة والجزائر ومالي... وهي الهند وباكستان... اكتشفنا كل ذلك تدريجياً على "تويتر". قبل فيديو قتل الشهداء المصريين على الشاطئ في ليبيا، نشرت سلسلة تغريدات عن "القصاص من المرتدين وعبدة الصليب" في ليبيا، لكن أحداً لم يهتمّ. ثم جاء الفيديو، ليتضح أن "داعش" لا يكذب.
"تويتر" أخطر من السلاح
يستخدم "داعش" سلاحه على الأرض، لكنه بالخط المتوازي تماماً عرف كيف "يتمدد" افتراضياً. حتى أن أحد المسؤولين الأمنيين في شرطة نيويورك ويدعى بيل براتون، صرّح أخيراً أن تهديد "داعش" على "تويتر" من أخطر التهديدات على الولايات المتحدة، وأنه يجب فرض رقابة على مواقع التواصل، داعياً الأهل إلى مراقبة نشاط أولادهم على "السوشال ميديا". حتى أن بعض المجتمعات العربية والمسلمة في أميركا بدأت تعقد لقاءات للأهالي، لمناقشة موضوع تجنيد المراهقين للقتال في سورية والعراق. كذلك فإن جون ميللر، عضو الـCIA، سبق أن حذّر من تقنيات "داعش" الإلكترونية، التي توازي عمل المحترفين في مجال التسويق بهدف "تجنيد المقاتلين". ولعلّ الخوف الأميركي بدأ يتأكد بعد هجوم تكساس على معرض لرسومات مسيئة للنبي محمد. يومها وقبل دقائق من الهجوم، كتب أحد المهاجمَين تغريدة على"تويتر" أعلن فيها الانتقام للرسول من المسيئين إليه وإلى صورته. ثمّ حصل الهجوم. سارع "تويتر" إلى إقفال الحساب. لكنّ ذلك لم يجد نفعاً. بل تكرّرت الواقعة.
فعلى ما يبدو الرقابة لا تنفع. ورغم محاولات حجب كل إعلام "داعش" عن المواقع الأساسية، مثل منع بيع مجلة "دابق" على "أمازون". يبدو أن مراقبة النشاط "الاجتماعي الإلكتروني" سيبقى صعباً جداً في ظلّ التوسّع المرعب لداعش الافتراضي.
اقرأ أيضاً: "تويتر" يلغي 10 آلاف حساب لمناصري "داعش"
الصور القليلة والنادرة عن "غنائم" في سورية، سرعان ما تحوّلت إلى صور يومية، تنشر بوتيرة سريعة. ومن حساب واحد، إلى آلاف الحسابات لمقاتلين ومؤيدين و"طالبي شهادة" و"مشاريع مجاهدين". غزا "داعش" "تويتر". يقفل الموقع حساباً "لمخالفته شروط الاستخدام" ينبت مكانه عشرات الحسابات. يحجب "يوتيوب" فيديو لإحدى جرائم وإعدامات التنظيم، تظهر عشرات المواقع الجاهزة لعرض الفيديو، من دون حذف اي مشهد، ومع الترويج له.
كل مقاتل نجم
عندما شاهدنا فيديو أبو بكر البغدادي يخطب بالمقاتلين في المسجد، بدا الحدث جللاً، كل المواقع والصحف حلّلت هذا الظهور، أين حصل؟ من كان معه؟ ماذا كان يرتدي؟ لكن مع زحمة الأحداث والصور، اختفت اللهفة إلى أخبار أبو بكر. فكل مقاتل في التنظيم هو نجم على مواقع التواصل. كل تغريدة، جدية كانت ام مجرد تهديد افتراضي، قد تتأهّب من أجلها أجهزة الاستخبارات الدولية. لم تعد حدود "داعش" هي سورية. هي وسورية، والعراق. هي ليبيا وتونس، والولايات المتحدة والجزائر ومالي... وهي الهند وباكستان... اكتشفنا كل ذلك تدريجياً على "تويتر". قبل فيديو قتل الشهداء المصريين على الشاطئ في ليبيا، نشرت سلسلة تغريدات عن "القصاص من المرتدين وعبدة الصليب" في ليبيا، لكن أحداً لم يهتمّ. ثم جاء الفيديو، ليتضح أن "داعش" لا يكذب.
"تويتر" أخطر من السلاح
يستخدم "داعش" سلاحه على الأرض، لكنه بالخط المتوازي تماماً عرف كيف "يتمدد" افتراضياً. حتى أن أحد المسؤولين الأمنيين في شرطة نيويورك ويدعى بيل براتون، صرّح أخيراً أن تهديد "داعش" على "تويتر" من أخطر التهديدات على الولايات المتحدة، وأنه يجب فرض رقابة على مواقع التواصل، داعياً الأهل إلى مراقبة نشاط أولادهم على "السوشال ميديا". حتى أن بعض المجتمعات العربية والمسلمة في أميركا بدأت تعقد لقاءات للأهالي، لمناقشة موضوع تجنيد المراهقين للقتال في سورية والعراق. كذلك فإن جون ميللر، عضو الـCIA، سبق أن حذّر من تقنيات "داعش" الإلكترونية، التي توازي عمل المحترفين في مجال التسويق بهدف "تجنيد المقاتلين". ولعلّ الخوف الأميركي بدأ يتأكد بعد هجوم تكساس على معرض لرسومات مسيئة للنبي محمد. يومها وقبل دقائق من الهجوم، كتب أحد المهاجمَين تغريدة على"تويتر" أعلن فيها الانتقام للرسول من المسيئين إليه وإلى صورته. ثمّ حصل الهجوم. سارع "تويتر" إلى إقفال الحساب. لكنّ ذلك لم يجد نفعاً. بل تكرّرت الواقعة.
فعلى ما يبدو الرقابة لا تنفع. ورغم محاولات حجب كل إعلام "داعش" عن المواقع الأساسية، مثل منع بيع مجلة "دابق" على "أمازون". يبدو أن مراقبة النشاط "الاجتماعي الإلكتروني" سيبقى صعباً جداً في ظلّ التوسّع المرعب لداعش الافتراضي.
اقرأ أيضاً: "تويتر" يلغي 10 آلاف حساب لمناصري "داعش"